أطلق المبعوث الإيراني الخاص بشأن أزمة إقليم كاراباخ، نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، جولته الإقليمية التي تشمل زيارة كل من باكو وموسكو ويريفان وأنقرة على الترتيب، لمناقشة سبل حل الأزمة، حاملاً معه مبادرة إيرانية لهذا الغرض لعرضها على العواصم الأربعة.
واستبق عراقجي جولته هذه بتفقد مناطق حدودية في محاظفة أذربيجان الشرقية المحاذية للحدود مع جمهورية أذربيجان ومنطقة ناغورنو كاراباخ، والتي تعرضت بعض قراها خلال المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان لسقوط العشرات من القذائف، فضلاً عن اختراق طائرات مسيّرة أجواءَها.
وبعد تفقد المناطقة الحدودية الإيرانية، توجه عراقجي والوفد المرافق له مساء الثلاثاء إلى العاصمة الأذربيجانية باكو للقاء وزير الخارجية الأذربيجاني، جيهون بيراموف ونائبه خلف حلفوف ومساعد الرئيس الأذربيجاني حكمت حاجيوف ونائب رئيس الوزراء الأذربيجاني شاهين مصطفوف.
وفي تصريحات من العاصمة الأذربيجانية للتلفزيون الإيراني، قال المبعوث الإيراني إن زيارته لباكو تأتي "في إطار جولة إقليمية تشمل أيضاً الدول التي لها تأثير في وقف المواجهات الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان"، معتبراً أن هدفه من الجولة "عرض مبادرة مقترحة من الجمهورية الإسلامية لحلّ النزاع وتحقيق سلام مستدام بين البلدين".
وأضاف عراقجي أنه سيناقش المبادرة الإيرانية مع المسؤولين الأذربيجانيين، مشيراً إلى أنه "يمكنها في عدة مراحل توجيه الوضع نحو سلام مستدام وإنهاء الخلافات الراهنة"، ملمحاً إلى بعض تفاصيل المبادرة، ليقول إن "إنهاء احتلال أرضي الجمهورية الأذربيجانية يشكل عنصراً مهماً من المبادرة الإيرانية".
واعتبر أن "حقوق الأقليات وحقوق الإنسان ووقف النزاع وبدء الحوار بمساعدة الدول المؤثرة والمانحة والضامنة للسلام من عناصر أخرى للمشروع" الإيراني، مضيفاً أنه سيناقش المشروع خلال جولته مع الدول التي يزورها "للوصول به إلى مرحلة يكون قابلاً فيها للتنفيذ".
واعتبر أن أرمينيا وأذربيجان "بلدان صديقان وجاران وقريبان لإيران، ولدينا علاقات وطيدة معهما"، مؤكداً أن بلاده "دعمت دوماً جهود أذربيجان في تحرير المدن والمناطق المحتلة".
إلى ذلك، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف، التطورات في إقليم كاراباخ، في اتصال هاتفي بين الوزيرين، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية تركية الأربعاء، لـ"الأناضول".
ونقلت "الأناضول" عن رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، قوله إن تركيا ستواصل الوقوف بجانب أذربيجان في دفاعها عن الوطن وقضيتها العادلة المستمدة من الحقائق التاريخية والقانون الدولي.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أن الجانب الأرميني سيوجه ضربة مضادة إلى القوات الأذربيجانية في كاراباخ "في الوقت المناسب".
وفي خطاب للمواطنين مساء أمس الثلاثاء، قال باشينيان إن لدى جمهورية كاراباخ كميات كافية من الأسلحة من أجل المقاومة، وأن "شعب أرتساخ كاراباخ وجميع الأرمن سيقاتلون، وستكون الضربة المضادة الموجهة إلى العدو في الوقت المناسب ومدمرة بالنسبة إليه".
وأشار باشينيان إلى أن "القوات الأذربيجانية التركية الإرهابية" حاولت "تركيع جمهورية كاراباخ التي ما زالت واقفة رغم جروحها". وتابع: "لدينا أعداء كثر في العالم، لكنْ لدينا أيضاً أصدقاء كثيرون وقفوا وسيقفون إلى جانبنا".
وذكر أن رفض أذربيجان أسلوب التنازلات المتبادلة "أضفى الشرعية على حقنا في النضال في سبيل حقوقنا وحريتنا". وتحدث عن تغير موقف المجتمع الدولي حيال مسألة كاراباخ بشكل جوهري، وأن "جهات فاعلة عالمية تعتبر أذربيجان وتركيا طرفاً معتدياً"، وفق قوله.
Ուղերձով դիմում եմ ժողովրդին։Ամեն ինչ հանուն Արցախի, բոլորս հանուն Արցախի. ուղերձով դիմում եմ ժողովրդին։
Posted by Nikol Pashinyan / Նիկոլ Փաշինյան on Tuesday, October 27, 2020
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، اليوم الأربعاء، أن الجيش الأذربيجاني ألحق خسائر فادحة بالقوات الأرمينية التي استهدفت المناطق المدنية رغم وقف إطلاق النار. ولفتت إلى أن الاشتباكات استمرّت بشكل مكثف في جبهات أغدرة وخوجاوند وفضولي وزنغيلان وغوبادلي.
وأشار البيان إلى أن الجنود الأذربيجانيين تمكنوا من إيقاف هجوم للجيش الأرميني، وألحقوا خسائر بين صفوفه، وأجبروه على التراجع.
ولفت إلى أن الجيش الأذربيجاني تمكن من تحييد عدد كبير من الجنود الأرمينيين، فضلاً عن تدمير مضاد طائرات من طراز "أوسا" للجيش الأرميني، إضافة إلى 3 أنظمة صواريخ "غراد"، و6 مدافع من طراز "دي-30" و5 من طراز "دي-20"، وواحدة من طراز "دي-44"، علاوة على مدفعين "جياسينت-بي"، ومدفع هاون، ونظام صاروخي مضاد للدبابات من طراز "كونكورس"، و6 عربات عسكرية.
وأوضح البيان أن التضاؤل الكبير في عدد عربات الجيش الأرميني خلق مشكلة في ما يخص توفير السلاح والذخيرة والطعام لعناصره. وأضاف أن الإدارة الأرمينية تعاني مصاعب في إرسال الجنود إلى المناطق الأذربيجانية المحتلة، وأن العديد من الجنود وعناصر الشرطة المتعاقدين رفضوا التوجه إلى خط الجبهة للقتال.
وأكد أن الوضع على الجبهة تحت سيطرة الجيش الأذربيجاني. كذلك أعلنت الوزارة أن الجيش الأرميني نفذ قصفاً مدفعياً على مدينة ترتر في ساعات صباح اليوم.
إلى ذلك، أعلنت باكو، مقتل 69 مدنياً وإصابة 322 آخرين جراء هجمات أرمينيا المدفعية والصاروخية على المناطق المدنية لأذربيجان منذ اندلاع الاشتباكات بين الجانبين في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأشار بيان صادر عن النيابة العامة الأذربيجانية، اليوم الأربعاء، إلى أن الهجمات الأرمينية تسببت أيضاً في دمار ألفين و338 منزلاً و92 بناءً و415 مبنىً عاماً.