واصلت الفصائل الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، جلسات الحوار الوطني الذي تستضيفه القاهرة، وبدأت النقاشات في اليوم الثاني حول النقاط الخلافية، بعدما تركزت في اليوم الأول، على النقاط محل الاتفاق بين كافة الفصائل.
وكشف مصدر بحركة "فتح"، لـ"العربي الجديد"، كواليس اجتماع ثنائي جرى بين وفدي "فتح" و"حماس"، عقب انتهاء اجتماعات اليوم الأول، قائلاً إنه تم التوافق على صيغة البيان الختامي، بشكل يحفظ ماء وجه كافة الأطراف، بالإضافة إلى عدم إغضاب الجانب المصري، والتأكيد على نسبة نجاح للاجتماعات، عبر التوافق حول ميثاق شرف جماعي توقع عليه كافة الفصائل، وتؤكد خلاله على التزام الجميع بالصالح الفلسطيني، وتذليل العقبات، لإجراء الاستحقاقات الانتخابية.
ولفت المصدر في الوقت ذاته إلى أن القاهرة أكدت على دعمها إجراء كافة الاستحقاقات الانتخابية الفلسطينية، وتقديم كافة التسهيلات اللازمة.
في سياق ذي صلة، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية؛ طاهر النونو، إن القضايا الأساسية التي يجرى الحوار حولها في القاهرة تتركز حول توفير شروط نجاح الانتخابات، من حيث النزاهة والحريات العامة والبيئة القانونية والسياسية المصاحبة لإجراء هذه الانتخابات.
وأوضح النونو، في تصريحات إعلامية، أن اللغة في الحوار إيجابية ويمكن البناء عليها، ويمكن أن تفضي إلى نتائج حقيقية، آملاً خلال الوقت المتبقي من الحوار الخروج بنتائج واضحة ومريحة للشعب الفلسطيني.
وبين النونو أن حوارات القاهرة ستعالج القضايا الإجرائية المتعلقة بالانتخابات، والتي سوف تجرى على مستوى التشريعي، لافتاً إلى أن "بعد ذلك سيكون هناك استمرار للتواصل ما بين باقي الفصائل لاحقاً، حول المراحل المتبقية، ونحن ما زلنا في المرحلة الأولى من الانتخابات المتعلقة بالتشريعي وتذليل أي عقبات يمكن ان تنشأ أمام إجرائها".
يأتي هذا في وقت قالت فيه مصادر خاصة، لـ"لعربي الجديد"، إن المسؤولين بجهاز المخابرات العامة المصرية، بصدد تحريك ملف صفقة الأسرى على هامش تواجد وفد حركة "حماس" في القاهرة، لا سيما أن قائد الحركة بقطاع غزة يحيى السنوار، موجود ضمن الوفد.
وكشفت المصادر أن هناك مباحثات مطولة بين وفد الحركة، وهؤلاء المسؤولين، عقب انتهاء جلسات الحوار الوطني الفلسطيني، مشيرة إلى أن وفد حماس باقٍ في القاهرة لعدة أيام.
من جهته، قال مصدر من حركة "حماس"، إن وجود السنوار ضمن الوفد لم يكن مقرراً منذ البداية، وإنه التحق به في وقت متأخر، قبل تحركه للقاهرة، مشيراً إلى أن المكتب السياسي للحركة انتهى من كافة التصورات بشأن حوارات القاهرة، والخطوط التي من الممكن أن يكون هناك هامش للتحرك ضمنها، بالإضافة إلى الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها بالنسبة لوفد التفاوض.
وأوضح: "بناء على هذا لم يكن مقرراً أن يحضر السنوار، إلا أن تطورات حدثت بناء على اتصالات مع الجانب المصري، وبناء عليه التحق بالوفد".
وقال المصدر، إن الحركة بالتنسيق مع كافة الفصائل، تقدمت بطلب للجانب المصري، بضرورة التوصل لآلية مع القاهرة، تضمن فتح معبر رفح بصورة شبه دائمة، مضيفاً أن هناك تجاوباً مصرياً مع الطلب.
ولفت أيضاً إلى أن الأمر سيخضع لمزيد من التشاور، وربما يتوقف على مدى تجاوب الفصائل مع الدور المصري القائم في الوساطة سواء بين الفصائل من جهة، وبين "حماس"، والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى.
وانطلقت، الاثنين، أعمال الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية، وشخصيات مستقلة.
وناقش المجتمعون خلال الجلسة الأولى، القضايا المتعلقة بإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني وإجراءات عقد الانتخابات العامة الفلسطينية.