ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان"، ليلة أمس السبت، أن الخلاف مع لبنان حول حقل غاز "كاريش" سيكون على رأس القضايا التي سيبحثها رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، خلال زيارته هذا الأسبوع إلى باريس، مشيرة إلى أنه سيناقش الخلاف على ترسيم الحدود البحرية مع لبنان مع نظيره الفرنسي ومستشار الأمن القومي للرئيس إيمانويل ماكرون.
وأشارت القناة إلى أن الذي يدفع كوخافي لبحث الخلاف مع لبنان مع المسؤولين الفرنسيين هو كون باريس ترتبط بعلاقات خاصة مع بيروت، إلى جانب أن لبنان اتفق مع شركة "توتال" الفرنسية لتتولى استخراج الغاز من الحقول في المناطق التي تقع تحت السيادة اللبنانية في المنطقة البحرية المتنازع عليها مع الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب القناة، فإنه بالنظر لكون شركة فرنسية ستتولى استخراج الغاز لصالح لبنان؛ فذلك يمنح باريس القدرة على الإسهام في تحسين فرص التوصّل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الخلاف حول ترسيم الحدود البحرية.
من ناحية ثانية، رأى معلق الشؤون العربية في القناة، روعي كايس، أن الخطاب الذي ألقاه أمس الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله ينطوي على "مضامين إيجابية" بشأن فرص التوصّل إلى اتفاق بين بيروت وتل أبيب.
وأبرز كايس أن نصر الله تطرّق في خطابه "بشكل إيجابي جداً" غلى المفاوضات التي تجرى مع إسرائيل، مشيراً إلى أن هذه أول مرة يتعاطى زعيم "حزب الله" بهذا الشكل مع المفاوضات.
وقال إن نصر الله سبق أن هاجم السلوك الإسرائيلي في المفاوضات واتهم تل أبيب والمبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين بتعمد كسب الوقت، في حين أنه يؤكد الآن أنه يمنح الفرصة لهذه المفاوضات.
واستنتج كايس أن تعاطي نصر الله الإيجابي يدل على "حدوث تقدّم على صعيد المفاوضات غير المباشرة بين بيروت وتل أبيب"، مضيفاً: "عندما تتحدث القيادات اللبنانية، ومعظمها متحالف مع حزب الله، عن تقدم في المفاوضات، فإن نصر الله لا يريد أن يظهر في صورة المعني بتخريب الفرصة وأن يتحمّل المسؤولية عن فشل المفاوضات".
ولفت إلى أن الواقع يدل على أن تدخل نصر الله الواضح يدل على أن إسرائيل تجري عمليا مفاوضات مع "حزب الله"، قبل أن يستدرك بالقول إن الرئيس اللبناني ميشال عون سينهي فترة حكمه في أكتوبر/تشرين الأول، وبالتالي، هناك احتمال ألا يكون هناك مسؤول لبناني مستعد للتوقيع على اتفاق مع إسرائيل في حال تم التوصّل إليه.
وحسب القناة، فإن قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال ستواصل الاستنفار تحسباً لأي تصعيد يمكن أن يقدم عليه "حزب لله" في المنطقة.
ومطلع يونيو/حزيران الماضي، استقدمت إسرائيل إلى حقل "كاريش" سُفناً تابعة لشركة "إينيرجيان" اليونانية البريطانية مخصصة لاستخراج الغاز، ما أثار اعتراض الحكومة اللبنانية.
والأسبوع الماضي، أعلنت الشركة، في بيان، تأجيل استخراج الغاز من الحقل النفطي المحاذي للحدود اللبنانية عدة أسابيع، من دون توضيح أسباب ذلك.
وقال نصر الله في كلمة متلفزة أمس: "عيننا وصواريخنا على حقل كاريش"، مردفاً: "نراقب مسار المفاوضات لترسيم الحدود البحرية" بين لبنان وإسرائيل.
وأضاف: "أرسلنا رسالة بعيداً عن الإعلام أننا أمام إشكال إذا بدأ استخراج الغاز من حقل كاريش".
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "13"، الجمعة، أن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين سينقل إلى لبنان في الأيام القريبة "مقترحاً نهائياً" حول ترسيم الحدود البحرية.