قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الخميس، إن الحلف مستعد لنشر مزيد من القوات في كوسوفو لإخماد العنف في شمال البلد المنقسم عرقياً، في حين طالبت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني، صربيا بوقف "أنشطتها التي تهدف إلى زعزعة استقرار" بلادها.
وقال ستولتنبرغ، للصحافيين على هامش اجتماع لوزراء خارجية الحلف في أوسلو: "سيظل الحلف متوخياً الحذر. سنكون هناك لضمان تهيئة ظروف آمنة وأيضا لتهدئة وتخفيف التوترات".
وتصاعدت الاضطرابات في شمال كوسوفو منذ أن تولى رؤساء بلديات منحدرون من أصل ألباني السلطة في شمال البلاد ذي الأغلبية الصربية بعد انتخابات جرت في إبريل/نيسان، قاطعها الصرب، وهي الخطوة التي دفعت الولايات المتحدة وحلفاءها إلى توبيخ بريشتينا.
وقرر الحلف تعزيز مهمته التي يبلغ قوامها 4000 جندي في المنطقة بإرسال 700 جندي إضافي، بعد إصابة 30 من قواته و52 متظاهراً من الصرب يوم الاثنين.
ووصف ستولتنبرغ العنف ضد قوات الحلف بأنه "غير مقبول على الإطلاق"، وقال إن الحلفاء يجهزون المزيد من القوات في حال الحاجة إلى إرسال تعزيزات إضافية.
عثماني تطالب صربيا بوقف أنشطتها المزعزعة لاستقرار بلادها
من جهتها، طالبت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني، اليوم الخميس، صربيا بوقف "أنشطتها التي تهدف إلى زعزعة استقرار كوسوفو حتى يتسنى إنهاء العنف الدائر في شمال البلاد".
وقالت عثماني لـ"رويترز" على هامش قمة أوروبية في مولدوفا: "الصعوبات تأتي من صربيا، إنها دولة لا تزال بحاجة للتصالح مع ماضيها".
وأضافت: "الوضع متوتر، لكن علينا أن نتأكد من استعادة سيادة القانون في كوسوفو، وندرك أن التهديد يأتي من إنكار صربيا وجود كوسوفو كدولة ذات سيادة".
وقالت عثماني إن صربيا تتعمد دعم "الكيانات غير القانونية" في كوسوفو لزعزعة استقرار البلاد من الداخل.
وتابعت: "يجب على الرئيس (الصربي ألكسندر) فوسيتش الكف عن دعم العصابات الإجرامية إذا ما كان حقاً يسعى للسلام".
وفي وقت لاحق، دعا الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش السلطات في كوسوفو إلى سحب من وصفهم بأنهم "رؤساء بلديات مزعومون" من شمال كوسوفو لنزع فتيل الأزمة. وفي تصريحات أدلى بها لدى وصوله إلى قمة المجتمع السياسي الأوروبي في مولدوفا، قال فوسيتش إنّ مثل تلك الخطوة "ستكون الأكثر فاعلية" في حل الأزمة.
بلينكن يحض على "خفض التصعيد فوراً"
إلى ذلك، حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قادة صربيا وكوسوفو على خفض التوتر، محذراً من أنهم يهددون الآمال بالانضمام إلى أوروبا، وقال للصحافيين، خلال محادثات حلف شمال الأطلسي في أوسلو: "ندعو حكومتي كوسوفو وصربيا إلى اتخاذ إجراءات فورية لخفض التوتر".
وأضاف: "نؤيد عملية الاندماج الأوروبي الأطلسي لكوسوفو وصربيا. لكن التصعيد الحالي يعيق أكثر مما يساعد جهود المضي في ذلك الاتجاه".
انتقدت الولايات المتحدة في وقت سابق كوسوفو، بعد أن دعمتها مدة طويلة، إثر قرار رئيس الوزراء ألبين كورتي تعيين رؤساء بلديات ألبان عقب مقاطعة الناخبين الصرب الانتخابات المحلية.
وقال بلينكن: "أوضحنا مخاوفنا بشأن بعض الخطوات التي اتخذت. قلنا ذلك مباشرة للقادة المعنيين ومن بينهم رئيس الوزراء كورتي".
وحذر بلينكن من "أعمال أحادية" يتخذها أي طرف، بعد أن أعلنت صربيا حالة التأهب في صفوف جيشها.
وقال إنّ المستقبل الأوروبي سيلبي "طموحات الناس في كلا البلدين"، مضيفاً: "إذا اتخذت أي دولة خطوات من شأنها إبعاد الاحتمال، فإن ذلك لن يصب في مصلحة شعبيهما".
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)