أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يوم أمس الأربعاء، أنه مقتنع بأن دُولاً في الشرق الأوسط سترسل في الوقت المناسب، قوات برية إلى سورية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش"، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيناقش في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الجاري.
وقال الوزير الأميركي لشبكة "سي أن أن"، رداً على سؤال عن إمكانية قيام دول مجاورة لسورية، بإرسال قوات برية إلى هذا البلد "أنت محق: يجب أن يكون هناك أناس على الأرض. أنا مقتنع بأنهم سيكونون هناك عندما يحين الوقت المناسب".
وأضاف، رداً على استيضاح بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة، مستعدة لأن ترسل بدورها قوات برية إلى سورية، "كلا الرئيس باراك أوباما، قال بمنتهى الوضوح أن القوات الأميركية لن تكون جزءاً من المعادلة. وأنا لا أعتقد أن هناك أدنى مشروع لتغيير هذا الأمر".
وتابع الوزير الأميركي، "ولكني أعلم أن آخرين يتباحثون في هذا الأمر. هناك أناس في المنطقة قادرون على فعل ذلك". تماماً كما أن "المعارضين السوريين للنظام هم أيضاً قادرون على ذلك".
اقرأ أيضاً: داعش يتبنى تفجيري مسجد المؤيد بصنعاء
وأكد كيري أن تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش" المتطرف، الذي تقود ضده الولايات المتحدة منذ عام تحالفاً دولياً، يشن غارات يومية على الجهاديين في سورية والعراق، هو "تنظيم خطر جداً وعلينا أن نزيد الضغوط عليه". وأضاف: "نحن نتباحث في سبل محددة جداً للقيام بذلك مع دول أخرى في المنطقة". مشيراً إلى أن هذا الأمر سيكون موضوع نقاش، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك في نهاية أيلول/سبتمبر الجاري.
وكثفت الولايات المتحدة، منذ أسابيع جهودها الدبلوماسية، لإيجاد حل للنزاع الدائر في سورية، منذ 2011، ولا سيما عبر اللقاء الثلاثي غير المسبوق الذي جرى في الدوحة في 3 أغسطس/آب، وضم وزراء الخارجية الأميركي، جون كيري، والروسي، سيرغي لافروف، والسعودي، عادل الجبير، والذي تلاه بعد يومين في كوالالمبور، لقاء ثان ضم الوزيرين الأميركي والروسي. في حين التقى كيري في بيته الصيفي في ماساتشوستس، الأسبوع الماضي نظيره السعودي.
وكان الملف السوري الطبق الوحيد على مائدة هذه الاجتماعات الثلاثة. وبُعيد تصريحه لشبكة "سي أن أن"، التقى كيري نظيره السعودي، وذلك عشية الزيارة التي يبدأها العاهل السعودي، الملك سلمان، إلى واشنطن وتستمر ثلاثة أيام.
وفي 17 أغسطس/آب، تمكن مجلس الأمن الدولي، للمرّة الأولى منذ عامين، من التوافق على دعم خطة سلام تهدف إلى تشجيع حل سياسي للنزاع المستمر منذ أربعة أعوام في سورية.
وتتضمن خطة السلام، التي اقترحتها الأمم المتحدة، ويفترض أن يبدأ تطبيقها في سبتمبر/أيلول، تشكيل أربعة فرق عمل تبحث عناوين "السلامة والحماية، ومكافحة الإرهاب، والقضايا السياسية والقانونية، وإعادة الإعمار".
وتستند خطة السلام المقترحة، إلى المبادئ الواردة في بيان "جنيف 1"، الصادر في 30 يونيو/حزيران 2012، عن ممثلي الدول الخمس الكبرى الدائمي العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والداعي إلى تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بـ"صلاحيات كاملة" تتولى الإشراف على المرحلة الانتقالية.
اقرأ أيضاً: كيري: أوباما نجح بمنع الكونغرس من إفشال الاتفاق النووي