قدمت محكمة إسرائيلية في حيفا لائحة اتهام بحق الشاب رازي حمادة (20 عاماً) من مدينة شفا عمرو في منطقة الجليل الغربي، ونسبت إليه تهمة "محاولة القيام بعمل إرهابي"، تضمنت إلقاء زجاجة حارقة على محطة الشرطة في شفا عمرو، والتخطيط لإشعال حريق في منطقة مصانع تكرير النفط في منطقة خليج حيفا، دعماً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقطاع غزة الذي يشهد حرباً إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ووفقاً لما جاء في لائحة الاتهام، "فقد توجه حمادة في يوم 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 إلى مصنع تكرير النفط في منطقة خليج حيفا بعد أن اقتنى البنزين، وقاد سيارته دون إضاءة من محطة الوقود إلى المصافي لغرض تنفيذ الخطة. وفي أثناء سفره، أوقف ضباط الشرطة السيارة، واعتُقل واحتُجِز، ومن ثم أُطلق سراحه في اليوم نفسه".
وفي يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول الفائت، "أحضر حمادة زجاجات حارقة من أجل إشعال النار فيها ورميها باتجاه مركز الشرطة في شفا عمرو، حيث ألقاها بالفعل تجاه المركز من مسافة نحو 20 مترًا، وأصابت الزجاجة الأولى بوابة مركز الشرطة وسقطت على الأرض على بعد أمتار قليلة من مكاتب المركز وغرفة كان يجلس فيها حارس أمن. ومن ثم طارد الأخيرة حمادة الذي ألقى عليه زجاجة مولوتوف ثانية كان قد أشعلها في هذه الأثناء"، كما ورد في لائحة الاتهام.
وفي حديث مع المحامي موفق نفاع، الموكل بالدفاع عن حمادة، قال لـ"العربي الجديد": "اعتُقل موكلي يوم 24 ديسمبر/كانون الأول الفائت على خلفية قومية، بعد محاولة حرق محطة شرطة في شفا عمرو، ونسبت إليه النيابة العامة تهمة "التماهي مع منظمة إرهابية (حماس)"، وأيضاً محاولة القيام بعمل إرهابي، وقررت المحكمة اعتقاله حتى إصدار قرار آخر، ونحن ندرس حالياً لائحة الاتهام، وسنردّ عليها".
وفي سياق متصل، أطلقت محكمة حيفا سراح شقيقَي الشاب وسيم أبو الهيجاء الذي قتله جنود الاحتلال، والمتهم بنفيذ عملية دهس جندي بحيفا، أحدهما قاصر عمره (16 عاماً) من مدينة طمرة، وحولتهما إلى الحبس المنزلي، حتى يوم الأحد المقبل.
وكانت الشرطة قد اعتقلتهما يوم الاثنين الماضي، بعد أن فتشت المنزل وحققت مع ذويه.
وفي حديث مع محامي ذوي أبو الهيجاء، حسين مناع، قال لـ"العربي الجديد": "كان من المفروض تسليم العائلة جثمان ابنهم أول من أمس الثلاثاء، لكن من الواضح أن هناك ممطالة. ويوم أمس بُلِّغنا بأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، هو من يهتم شخصياً بهذا الأمر".
وأضاف مناع: "توجهت برسالة إلى بن غفير، وتوجهت برسالة أيضاً إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، حول الموضوع، ومن المفترض خلال الساعات القريبة القادمة التبليغ بموعد تسليم الجثمان".
وفي سياق آخر، أطلقت محكمة حيفا سراح فتاة قاصر (17 عاماً)، من قرية كابول بالجليل، اليوم الخميس، وحولتها إلى الحبس المنزلي بعد اعتقالها يوم أمس الأربعاء بتهمة كتابة منشور على وسائل التواصل الاجتماعي تناول موضوع الحرب على غزة.
وفرضت المحكمة الحبس المنزلي على الفتاة حتى يوم 5 شباط فبراير/شباط الحالي، ومنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإيداع كفالة مالية قدرها 5 آلاف شيكل.
وتشنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي حملة ممنهجة من القمع والاضطهاد تجاه فلسطينيي الداخل منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتسعى هذه الحملة لإخماد الأصوات العربية الرافضة للعدوان على غزة.