لازاريني لمجلس الأمن: إسرائيل تعتبر تدمير "أونروا" من أهداف الحرب

10 أكتوبر 2024
مجلس الأمن خلال اجتماع للتصويت على وقف حرب غزة، 25 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذّر مجلس الأمن إسرائيل من تشريعات تهدف إلى إنهاء أنشطة أونروا، حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن العواقب ستكون وخيمة على الاستجابة الإنسانية في غزة.
- الجزائر وسلوفينيا دعتا لاجتماع طارئ لمناقشة الأزمة، وأوضح رئيس أونروا أن التشريع الإسرائيلي يشكل انتهاكاً للقانون الدولي ويهدف لحظر وجود أونروا.
- الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا دعت إسرائيل لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، بينما دافع السفير الإسرائيلي عن موقف بلاده متهماً حماس بتحويل مسار المساعدات.

حذّر أعضاء مجلس الأمن، الأربعاء، إسرائيل من المضي قدماً في إقرار تشريعات تكبح نشاط وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بعد أن وافقت لجنة في الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين يهدفان إلى "إنهاء أنشطة وكالة أونروا ومزاياها في إسرائيل"، في خطوة سارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى التنديد بها.

وقالت الجزائر، التي دعت مع سلوفينيا إلى عقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن بشأن الأزمة في الأراضي الفلسطينية، إنّ "السلطات الإسرائيلية أعربت منذ سنوات عن رغبتها واستعدادها لتفكيك أونروا". وأكد سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، الذي تشغل بلاده حالياً مقعداً غير دائم في مجلس الأمن، إنّ "هذا القرار يرمز إلى اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم التي لا يمكن المساس بها. نؤكّد أنّ حقوق اللاجئين الفلسطينيين لا تخضع للتقادم".

وحذّر رئيس "أونروا" فيليب لازاريني مجلس الأمن الدولي من أنّ "كبار المسؤولين الإسرائيليين وصفوا تدمير أونروا بأنه هدف حرب"، مشيراً إلى أنّ 226 من موظفي أونروا قُتلوا خلال 12 شهراً. وقال إنّ "التشريع الخاص بإنهاء عملياتنا أصبح جاهزاً للمصادقة النهائية من قبل الكنيست الإسرائيلي".

وأضاف أنّ إسرائيل "تسعى إلى حظر وجود أونروا وعملياتها في الأراضي الإسرائيلية وإلغاء امتيازاتها وحصاناتها، في انتهاك للقانون الدولي". وأكد أنّه "إذا تم إقرار مشروعي القانونين، فإن العواقب ستكون وخيمة. من الناحية العملية، قد تتفكّك الاستجابة الإنسانية بأكملها (...) التي تعتمد على البنية التحتية لأونروا في غزة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الثلاثاء، إنه بعث رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحذر فيها من أنّ هذا التشريع "قد يمنع أونروا من مواصلة عملها الأساسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

من جانبه، أوضح السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور لمجلس الأمن: "نحن ندعم أونروا وما قاله لازاريني بشكل كامل، ونأخذه على محمل الجد، ونكرّم منظمة لا غنى عنها وتجب حمايتها بكل الوسائل". وأضاف منصور أن أونروا هي "أعظم قصة نجاح في تاريخ الأمم المتحدة".

من جهتها، قالت الولايات المتحدة لمجلس الأمن إن إسرائيل بحاجة إلى التعامل بشكل عاجل مع الأوضاع الكارثية التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر والكف عن مفاقمة المعاناة بالحد من تسليم المساعدات. وأضافت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: "هذه الأوضاع الكارثية كانت متوقعة منذ شهور، ومع ذلك، لم يجر التعامل معها.. يجب أن يتغير هذا.. والآن". وتابعت في تصريح لها: "ندعو إسرائيل إلى اتخاذ خطوات عاجلة لفعل ذلك".

واجتمع مجلس الأمن المكون من 15 عضوا بشأن الأزمة الإنسانية بعد عام من الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث دمر الاحتلال الإسرائيلي منذ ذلك الحين جزءا كبيرا من القطاع ونزح ما يقرب من كامل سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون.

كما تطرقت توماس غرينفيلد إلى صدور أمر من إسرائيل مؤخرا للمدنيين في شمال غزة بالإخلاء مرة أخرى، قائلة إنهم يجب أن يتمكنوا من العودة إلى المناطق السكنية لإعادة بنائها. وقالت: "يجب ألا يكون هناك تغيير في الطبيعة السكانية لقطاع غزة أو أراضيه، وهو ما يشمل أي إجراء من شأنه تقليص مساحة غزة".

وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني التابعة للأمم المتحدة قال إن "مئات الآلاف يُدفعون مرة أخرى للانتقال إلى الجنوب، حيث الظروف المعيشية لا تطاق". وأضاف: "مرة أخرى، يتأرجح سكان غزة على حافة مجاعة من صنع الإنسان". وقال توماس غرينفيلد: "نحن بحاجة لأن نرى تقلص العقبات أمام تسليم المساعدات، لا زيادتها".

وتشكو الأمم المتحدة منذ مدة طويلة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات إلى غزة وتوزيعها منذ بدء الحرب. وانخفضت إمدادات الغذاء إلى غزة بشدة في الأسابيع القليلة الماضية، لأن السلطات الإسرائيلية فرضت قواعد جمركية جديدة على بعض المساعدات الإنسانية وتخفض بشكل منفصل المساعدات المرسلة بترتيب من بعض الشركات.

ودافع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون عن تل أبيب بالقول إن "إسرائيل لا تفرض أي قيود على المساعدات الإنسانية. في الواقع، جرت الموافقة على 82 في المائة من جميع الطلبات الخاصة بتنسيق الشؤون الإنسانية وتنفيذها"، متهماً حركة حماس بتحويل مسار المساعدات عن أولئك الذين يحتاجون إليها في غزة.

وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد للمجلس إن إسرائيل "يجب أن تفعل المزيد" لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين وتمكين الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من العمل بأمان وفاعلية في غزة.

وأكد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير: "هناك إعاقة لتسليم المساعدات الإنسانية، والعاملون في المجال الإنساني يتعرضون للتهديد باستمرار". ولقي أكثر من 300 من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية حتفهم، معظمهم من موظفي "أونروا".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)