انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، تصريحات مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي بشأن الأموال الروسية المجمدة في الغرب، وأكد التزام موسكو بالتفاهمات التي جرت داخل أوبك للغاز، ما يعني عدم توجه موسكو لقطع إمدادات الغاز عن الدول الأوروبية.
ووصف لافروف مبادرة مسؤول الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل لتسليم الأصول الروسية المجمدة إلى الجانب الأوكراني بأنها سرقة، مضيفاً: "يمكن القول إن هذه سرقة لا يحاولون إخفاءها حتى".
وقال لافروف، عقب لقائه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن "بوريل معروف بمواقفه، وقد قال في السابق إنه يجب حل الأزمة بالقوة العسكرية مع روسيا، على بوريل ألا ينسى أن منصبه دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي وليس له أي منصب عسكري"، مضيفاً "ربما نشهد في المستقبل التخلص من وزير خارجية الاتحاد الأوروبي والذي يعمل بالمواقف التي تمليها عليه أميركا".
وأضاف لافروف أن موقف موسكو من مسألة تجميد الأصول الروسية "معروف من هذه القضايا، وسبق أن شهدنا ذلك في أفغانستان عندما تم تجميد الأصول المالية لمنع إعادة بناء أفغانستان، وهذه الأموال توجه لتنفيذ أهداف أخرى".
ورفض وزير الخارجي الروسي الكشف عما إذا كانت الجزائر قد عرضت مشروع وساطة سياسية بين موسكو وكييف، خصوصاً أن عدداً من المراقبين يرجحون أن تكون الجزائر بصدد نقل رسالة من كييف إلى موسكو، وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قد استبق زيارة لافروف إلى الجزائر بإجراء مكالمة يوم السبت الماضي مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، للتباحث حول تطورات الأزمة في أوكرانيا، والجهود الرامية إلى تحقيق حل سياسي، حسب ما أعلنته الخارجية الجزائرية، ويعتقد تحميله رسالة إلى موسكو.
وحول مالي، بعد الوجود اللافت لمجموعة فاغنر الروسية، قال لافروف "نحن مقتنعون بأن الوضع في مالي يتطلب الحوار بين الماليين للمرور إلى تنفيذ اتفاق السلام الموقع في الجزائر في 2015"، مشيراً إلى أن موسكو "تعتقد أنه لا فائدة من الإعلان عن مزيد من العقوبات ضد السلطة الحالية في مالي"، في إشارة منه إلى العقوبات التي فرضتها "المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا" (إيكواس) على مالي، بسبب رفض السلطة العسكرية تسليم السلطة للمدنيين.
ورداً على سؤال حول الضغوط الغربية على الجزائر لزيادة إمدادات الغاز، قال لافروف "فيما يخصّ زيادة إمدادات الغاز، نحن مع الجزائر في نفس الموقف بشأن البقاء ضمن الاتفاقات التي قررها منتدى الغاز".
وأشاد وزير الخارجية الروسي بالموقف الجزائري من الوضع في أوكرانيا، ووصفه بأنه "متزن وموضوعي"، مؤكداً أن روسيا تثمّن مثل هذه المقاربة.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي في ختام زيارته إلى الجزائر: "أطلعنا أصدقاءنا الجزائريين بشكل مفصل على تطورات العملية العسكرية الروسية الخاصة مع مقاتلي دونباس في أوكرانيا. نثمن الموقف المتزن والموضوعي الذي تتبناه الجزائر من القضايا الأوكرانية في إطار المنظمات الدولية وفي إطار سياستها الخارجية بشكل عام".
وأكد المسؤول الروسي أن موسكو"تعمل بكل جهد لمنع إقامة عالم أحادي القطب أو خرق المبادئ التي تأسست عليها الأمم المتحدة"، مشيداً في السياق بالموقف العربي من الأزمة في أوكرانيا.
والتقى لافروف خلال زيارته إلى الجزائر، في وقت سابق من اليوم، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وسلمه دعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة روسيا.
وقال لافروف لتبون: "أولاً، أود أن أنقل لكم تحيات من الرئيس بوتين. أجريتم محادثة جيدة عبر الهاتف مؤخراً، وهو يتذكر هذا التواصل بدفء ويأمل في لقاء شخصي. طلب مني أن أؤكد لكم دعوته لزيارة روسيا".
وشدّد على أن الجانب الروسي لا يتخلى أبداً عن المبادئ التي تشكّل قاعدة للعلاقات الودية بين الشركاء.
وتعدّ الجزائر من أكثر الدول العربية انحيازاً لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، بامتناعها عن التصويت على قرار إدانة العدوان الروسي مطلع مارس/ آذار الماضي، ثم التصويت ضد تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 7 إبريل/ نيسان الماضي.