استمع إلى الملخص
- القمة العربية في البحرين تدعو لنشر قوات سلام أممية في فلسطين لتنفيذ حل الدولتين، بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الاجتماعات الثنائية.
- حماس ترفض فكرة نشر قوات أممية في غزة، مؤكدة على رفضها لأي وجود أجنبي وتشدد على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بينما يشير لاكروا إلى التحديات التي تواجه "يونيفيل" في جنوب لبنان.
اعتبر قائد عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جان-بيار لاكروا أن دعوة الجامعة العربية لنشر قوات أممية في غزة سابقة لأوانها، مشيراً إلى أن الوضع بعد الحرب غير واضح، وأن أي عملية ستتطلب موافقة إسرائيل، التي تنتقد بشدة عمل الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية. وقال في مقابلة الأربعاء، نشرت تفاصيلها وكالة بلومبيرغ اليوم الجمعة، إنه على علم بمطالب إرسال "الخوذ الزرقاء" إلى غزة، بما في ذلك مطالبات الجامعة العربية الأسبوع الماضي، لكنه حذر من أن الوقت مبكر للغاية، والسياسات محفوفة بالمخاطر للغاية للبحث في هذا الخيار في الوقت الراهن.
وأضاف: "لا أحد يعرف حقاً كيف سيبدو اليوم التالي (للحرب) في غزة، وقال: "نحن لا نعرف على الإطلاق كيف سيكون الوضع، لكن من الواضح أن الأطراف، وهذا يشمل إسرائيل بالتأكيد، ستتعين عليها الموافقة على اقتراح مثل هذا". وأوضح لاكروا أن الأمم المتحدة تدعو في الوقت الحالي "أولاً وقبل كل شيء" إلى وقف إنساني لإطلاق النار، إطلاق الرهائن، والوصول إلى المساعدات، ثم التقدم نحو حلّ الدولتين، مؤكداً أن نشر قوات أممية في غزة هو قرار يجب أن يتخذه مجلس الأمن.
وشهدت أعمال الدورة العادية الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمّة، التي انعقدت في البحرين الأسبوع الماضي، العديد من الاجتماعات الثنائية بين القادة العرب على هامش القمّة، جرى خلالها التباحث حول "مستقبل قطاع غزة" بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية، حيث طُرحت فكرة نشر قوات سلام أممية في فلسطين. ودعت القمة العربية في بيانها الختامي إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حلّ الدولتين.
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ"العربي الجديد"، إن "الفقرة الخاصة بالدعوة إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حلّ الدولتين، والتي وردت في البند الرابع من إعلان البحرين، اتُّفق عليها خلال الاجتماعات الثنائية التي شارك فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي وصل إلى المنامة قبل انعقاد القمة العربية بيوم كامل".
وأكد مصدر قيادي في حركة حماس أن الحركة ترفض وجود مثل هذه القوات، قائلاً في تصريح لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه: "موقفنا ثابت من وجود أي قوات أجنبية على أرض قطاع غزة، وهو الرفض التام مهما كانت الذرائع والأسباب"، مضيفاً أن "الفلسطينيين يريدون إنهاء الاحتلال، لا قوات عسكرية لحمايته وتقنين وجوده على الأرض الفلسطينية، وبالتالي، فليسعَ العالم لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بدلاً من السعي وراء نشر قوات أممية فيها توفر الحماية للاحتلال".
وفي سياق آخر، تطرق لاكروا إلى التحديات التي خلقتها الحرب في قطاع غزة على 10 آلاف و500 جندي من قوات حفظ السلام المتمركزة في جنوب لبنان، مشيراً إلى الحرب كان لها "تأثير كبير" على مهمة "يونيفيل"، التي وصفها بأنها وسيط بين القوات الإسرائيلية واللبنانية. وشدد على أن دور "يونيفيل" مهم للغاية، لأنها القناة الوحيدة التي بإمكانها نقل الرسائل من جانب إلى آخر، وهذا مهم للغاية لتجنب سوء الفهم، وتحقيق التهدئة عند الحاجة.
ويشهد جنوب لبنان حرباً إسرائيلية منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث يستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي القرى والبلدات الحدودية، مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى، كما امتدّ عدوانه إلى عمق لبنان حيث استهدف مرات عدة منطقة البقاع، في وقت يستهدف حزب الله مواقع وتجمعات جيش الاحتلال على الحدود، معتبراً لبنان جبهة مساندة لغزة، رافضاً وقف الحرب قبل إنهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع.