لم يحقق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أي انفراجة، يوم الأحد، في المحادثات المتعلقة بعضوية السويد في المنظمة العسكرية، وذلك خلال اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
يريد الحلف ضم السويد إليه بحلول الوقت الذي يجتمع فيه الرئيس الأميركي جو بايدن مع زعماء الحلف الآخرين في ليتوانيا، يومي 11 و12 يوليو/ تموز المقبل، لكن تركيا والمجر لم تصادقا على هذه الخطوة حتى الآن.
تجب موافقة جميع الدول الأعضاء، والبالغ عددها 31 دولة، على بروتوكول انضمام المرشح إلى الحصول على عضوية الحلف.
تتهم الحكومة التركية السويد بالتساهل الشديد مع المنظمات الإرهابية والتهديدات الأمنية، ومن بينها جماعات كردية متشددة وأشخاص مرتبطون بمحاولة انقلاب عام 2016.
كما أجلت المجر موافقتها دون توضيح أسباب.
قال ستولتنبرغ للصحافيين في إسطنبول: "اتفقت أنا والرئيس أردوغان اليوم على أن الآلية المشتركة الدائمة يجب أن تجتمع مرة أخرى قبل 12 يونيو/ حزيران. نيل السويد لعضوية (ناتو) سيجعلها أكثر أمانا، وسيقوي حلف الناتو وتركيا".
أنشئت هذه الآلية للتعامل مع مخاوف تركيا بشأن السويد وفنلندا.
انضمت فنلندا إلى الحلف، وصارت العضو رقم 31 في "ناتو"، في إبريل/ نيسان الماضي.
قال ستولتنبرغ: "السويد أوفت بالتزاماتها في ما يتعلق بالعضوية".
وأشار إلى أنها عدلت دستورها، وعززت قوانينها المتعلقة بمكافحة الإرهاب، ورفعت حظر الأسلحة المفروض على تركيا منذ أن تقدمت بطلب الانضمام إلى "ناتو" قبل أكثر من عام.
خشية احتمال استهدافهما من جانب موسكو بعد غزو أوكرانيا العام الماضي، تخلت السويد وفنلندا عن مواقفهما التقليدية المتمثلة في عدم الانحياز العسكري لطلب الحماية تحت مظلة "ناتو".
بينما أجرى ستولتنبرغ محادثات في إسطنبول، تجمع مئات الأشخاص، من بينهم العشرات من المتظاهرين المؤيدين للأكراد، في استوكهولم للتظاهر ضد عضوية السويد المزمعة في الحلف. شارك ما يصل إلى 500 شخص في التحرك تحت عنوان "لا لـ(ناتو)، لا لقوانين أردوغان في السويد".
احتشدوا تحت راية "التحالف ضد ناتو"، وهي مظلة لمزيج من المنظمات الكردية والجماعات اليسارية والفوضويين والشباب ونشطاء المناخ والأشخاص المعارضين لقوانين مكافحة الإرهاب السويدية الجديدة، والتي دخلت حيز التنفيذ، في 1 يونيو/ حزيران، وكذلك أولئك الذين يدعون إلى الإعلام الحر.
في يناير/ كانون الثاني، أدى احتجاج في استوكهولم، شمل حرق نسخة من القرآن، إلى توقف محادثات عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، بعد أن علق أردوغان الاجتماعات. أدى الحادث إلى تظاهرات مناهضة للسويد في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
يبدو أن ستولتنبرغ يشير إلى أن الاحتجاجات ربما أثيرت خلال محادثاته.
قال ستولتنبرغ: "أفهم أنه من الصعب رؤية تظاهرات ضد تركيا وضد ناتو في السويد ... لكن اسمحوا لي أن أكون واضحاً، حرية التجمع والتعبير قيمتان أساسيتان في مجتمعاتنا الديمقراطية. تجب حماية هذه الحقوق ودعمها".
(أسوشييتد برس)