ردّ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الجمعة، على اتهام "حزب الله" و"حركة أمل" حزبه بالوقوف وراء الاشتباكات التي وقعت في العاصمة بيروت الخميس، والتي راح ضحيتها 6 قتلى وعشرات الجرحى، قائلاً: "يمكن لهم اتهامنا قدر ما يشاؤون إلا أن هذا الأمر غير صحيح".
وسقط 6 قتلى وعشرات الجرحى خلال اشتباكات وقعت في بيروت الخميس، بالتزامن مع تحرك نفذه مناصرو "حركة أمل" و"حزب الله" تنديداً بقرارات المحقق العدلي بانفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، وللمطالبة بإقالته.
وعلّق جعجع، في حديث صحافي، على تقرير لقناة "المنار" الناطقة باسم "حزب الله"، والذي قال إن القناصين القواتيين معروفون بالأسماء، مؤكداً أن "هذا غير صحيح وليسلموا الأسماء التي يزعمون أنها معهم للجيش"، مشيراً إلى أن ادعاء الاجتماعات في معراب (مقرّ جعجع) كاذب، وجلّ ما قمنا به هو الاتصال بقيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي للحؤول دون حصول أي صدام، مضيفاً: "هذا ما أقوله على الهواء، وقيادتا الجيش وقوى الأمن الداخلي موجودتان، واتصالاتنا كانت على أرفع المستويات".
وأسف جعجع للبيان المشترك الذي صدر عن قيادتي "حزب الله" و"حركة أمل"، كما أسف لكلام وزير الداخلية بسام مولوي، فهؤلاء، وفق جعجع، يقولون إن المتظاهرين كانوا يمرون في المنطقة، إلا أن مجموعات من "القوات اللبنانية" تعرضت لهم وهذا خطأ تماماً، فخط سير التظاهرة هو: الضاحية - دوار الطيونة - بدارو - العدلية، وهنا أريد أن أطلب من جميع وسائل الإعلام ومن المحققين والجيش الذي كان موجوداً، لكي نرى أين وقع الحادث الأولي، باعتبار أن هناك حادثة أولية حصلت ثم وقعت المشكلة في مكان آخر تماماً، وأنا لا أعرف أين وكيف، والجميع رأى مجموعات الناس التي خرجت من الضاحية حيث كان البعض مسلحاً وآخرون غير مسلحين".
ورداً على سؤال عن سبب اتصال رئيس الجمهورية ميشال عون به، إذا ما كان ليس هو وراء ما حصل، قال جعجع: "أنا أعرف الرئيس ميشال عون بشكل جيد جداً، فهو اتصل بي عن سابق تصور وتصميم من أجل أن يحاول أن يضع المسؤولية عندي. إلى هذه الدرجة وأكثر أيضاً، ومن المعيب أن تحصل هكذا أمور في ظروف مماثلة. قال لي بعدما سألني كيفك: يجب أن نوقف هذه المسألة. فقلت له: فخامة الرئيس أي مسألة. قال لي: هذه الإشكالات التي تحصل. فقلت له: جنرال، الجيش منذ اللحظة الأولى على الأرض، فقال لي: نعم ولكن تعرف الجيش لا يمكنه التدخل، هناك تجمعات مدنية، فقلت له: ليقم بفض هذه التجمعات وليأمرهم بالعودة إلى منازلهم، فقال لي: نعم، ولكن تعرف هناك من يصعدون إلى الأسطح ويقومون بالتقنيص، فقلت له: ليقم الجيش بدهمهم وإلقاء القبض عليهم. فنحن جنرال لا دخل لنا في هذه القضية أبداً". وتابع: "لا يفكرن أحد أننا سنستقيل أو نهرب أو نخرج من بين الناس".
وأوضح جعجع أن الاتصال بينه والرئيس كان سيئاً، وقال: "ما أراد قوله ليس من باب النصح أبداً، فرئيس الجمهورية أكثر شخص يعلم تماماً بما هو حاصل على الأرض. وأعتقد أنه قصد تسميع من يعنيه الأمر أنه في طرفهم ويتهمنا بالطريقة نفسها التي هم يتهموننا بها، وهذا الأمر غير مقبول أبداً".
وقال جعجع: "إذا ما حاول حزب الله الضغط في الشارع من أجل تطيير التحقيق في انفجار المرفأ فنحن سندعو الى الإقفال العام في كل لبنان، وأتمنى أن يكون التجاوب شبه كامل، وأعتقد أن الناس المنهكين اقتصادياً سيتجاوبون في هذه القضية، لأن الجميع يدرك مدى حساسية قضية المرفأ عند الناس. لو جاع الناس إلا أن أحداً منهم لم يفقد كرامته".
ويضغط "حزب الله" و"حركة أمل" وقوى أخرى من أجل تنحية القاضي طارق البيطار عن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، ويطالبون بتعيين قاضٍ آخر، خصوصاً بعد استدعائه مسؤولين محسوبين عليهم، وإصداره مذكرتي توقيف غيابيتين بحقّ كلّ من وزير المال السابق المقرّب من رئيس مجلس النواب نبيه بري (يرأس أيضاً "حركة أمل") النائب علي حسن خليل، ووزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس، المنتمي إلى "تيار المردة"، حليف "أمل" و"حزب الله".