وصل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، إلى بيروت مساء اليوم الأحد، للمشاركة في ذكرى اغتيال والده، رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، يوم الثلاثاء 14 فبراير/شباط الجاري، وسط تكتمٍ على جولاته السياسية والمواقف التي ممكن أن يطلقها خلال زيارة يرجّح أن تكون سريعة جداً قبل أن يغادر البلاد.
صورة للرئيس سعد الحريري بعد وصوله الى بيروت مساء اليوم pic.twitter.com/cblqP1eW2A
— Lebanon Post (@lebanon_post) February 12, 2023
وتوجّه الحريري فور وصوله إلى العاصمة اللبنانية، إلى ضريح والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في وسط بيروت، حيث قرأ الفاتحة على روحه وأرواح الذين قتلوا معه يوم اغتياله في 14 فبراير 2005.
وقال مصدرٌ قياديٌّ في "تيار المستقبل" لـ"العربي الجديد"، إن "الحريري متكتمٌ جداً على زيارته واللقاءات التي سيعقدها، والتي من المتوقع أن تشمل شخصيات سياسية، وقياديين في التيار، وستكون الأنظار متجهة إليه يوم الثلاثاء، حيث سيشارك في إحياء ذكرى اغتيال والده مع مناصريه والمقرّبين إليه، ولا معلومات حتى الساعة عمّا إذا كان سيصدر عنه أي موقف، وخصوصاً في السياسة".
وفي 24 يناير/ كانون الثاني 2022، علّق الحريري عمله في الحياة السياسية، داعياً "تيار المستقبل" إلى القيام بالخطوة نفسها، وعدم الترشح للانتخابات النيابية التي أجريت في 15 مايو/ أيار الماضي، وعدم التقدم بأي ترشيحات من التيار أو باسمه.
وربط الحريري خطوته باقتناعه بأن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني، والتخبّط الدولي، والانقسام الوطني، واستعار الطائفية، واهتراء الدولة، مؤكداً أن "قرارنا هو تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في السلطة والنيابة بمعناها التقليدي، وسنبقى من موقعنا كمواطنين متمسّكين بمشروع رفيق الحريري لمنع الحرب الأهلية والعمل من أجل حياة أفضل لجميع اللبنانيين".
وقوبِل قرار الحريري باستقالات عدة من "التيار"، شملت أبرز القياديّين فيه، ممن اختاروا خوض المعركة النيابية بأسمائهم، ومن خارج العباءة الحزبية، وذلك بذريعة مواجهة "حزب الله" وحلفائه، ومنع توسّع نفوذه برلمانياً وفي مراكز الدولة، علماً أن العدد الأكبر منهم عجز عن الفوز والوصول إلى سدة البرلمان.
والتزم عددٌ كبير من مناصري الحريري قرار مقاطعة الانتخابات النيابية وعدم المشاركة في عملية الاقتراع، في وقتٍ كان لشقيقه الأكبر بهاء الحريري حركة واسعة انتخابياً، محاولاً تسويق نفسه تحت عنوان مواصلة مسيرة والده، ومناهضة "حزب الله"، وخوض معركة استرداد الوطن، بيد أنه عجز عن ذلك، وخسرت اللوائح الانتخابية التي دعمها، كما مرشحوه.
وغادر الحريري لبنان بعيد "اعتزاله"، واتجه صوب مجال الأعمال في الخارج، والتزم طوال السنة "الصمت السياسي"، وبقي خارج المشهد، الذي شكل أبرزَ خرق فيه لقاؤه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي بأنقرة، يوم 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، الذي وُضعِ في خانة مجال الأعمال والاستثمار، لا السياسي، وسط تأكيد الحريري أنه لا يزال على قراره.
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان @rterdogan_ar اليوم في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري. pic.twitter.com/ERgDK3v9MC
— Saad Hariri (@saadhariri) October 28, 2022
واغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، في انفجار ضخم وقع قرب فندق السان جورج في وسط بيروت، أدى إلى مقتل 21 شخصاً آخر وإصابة 226 شخصاً، وأدانت المحكمة الخاصة بلبنان، ذات الطابع الدولي، حسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وسليم جميل عياش، (عناصر في حزب الله)، غيابياً، لدورهم في الاعتداء، وفرضت عليهم خمس عقوبات سجن مؤبد.