أكدت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أن وزير الخارجية يئير لبيد سيتوجه الأسبوع القادم إلى الإمارات، في أول زيارة رسمية يقوم بها وزير خارجية إسرائيلي إلى أبوظبي.
وأضافت الوزارة في بيان لها أن "لبيد سيلتقي خلال الزيارة، التي ستستمر يومين، وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد"، موضحة أن لبيد سيدشن خلال الزيارة السفارة الإسرائيلية في أبوظبي والقنصلية الإسرائيلية العامة في دبي.
وشدد البيان على أن منظومة العلاقات مع الإمارات "مهمة، حيث إنه ليس فقط مواطنو الدولتين يتمتعون بثمار هذه العلاقات بل الشرق الأوسط كله".
وكان موقع "والاه" قال، مساء الأحد، أن لبيد ينوي زيارة الإمارات قريباً، ليكون بذلك أول مسؤول إسرائيلي يقوم بزيارتها منذ توقيع اتفاق التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب.
وقال معلق الموقع السياسي براك رفيد إن زيارة لبيد إلى أبوظبي ستكون الأولى التي سيقوم بها للخارج بعد توليه منصبه، لافتاً إلى أنه ليس من المعلوم إن كان لبيد سيلتقي خلال الزيارة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، مشيراً إلى أنه في حال تم ذلك، فسيكون اللقاء "العلني الأول الذي يعقده حاكم الإمارات مع شخصية إسرائيلية"، على حد تعبيره.
واستحضر رفيد للأذهان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو منع وزراءه من زيارة الإمارات قبل أن يقوم هو شخصياً بزيارة إلى هناك؛ لافتاً إلى أن رئيس "الموساد" السابق يوسي كوهين حاول ترتيب زيارة لنتنياهو إلى الإمارات؛ إلا أنها أحبطت في أعقاب رفض الأردن السماح للطائرة الإماراتية، التي كان من المفترض أن تنقل نتنياهو إلى أبوظبي، رداً على منع تل أبيب ولي العهد الأردني الحسين بن عبد الله من زيارة المسجد الأقصى.
وفي تغريدة على حسابه على "تويتر"، علق آفي بيركوفتش، المبعوث الأميركي إلى المنطقة في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، على خبر زيارة لبيد المرتقبة إلى الإمارات قائلا: "إنها أخبار عظيمة ومثيرة أن نرى اتفاقات أبراهام (اتفاقات التطبيع) تزدهر".
من ناحيته، توقع مدير "مركز دراسة السياسة الخارجية والإقليمية لإسرائيل" نمرود غورين تطور اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية في ظل الحكومة الجديدة في تل أبيب.
وفي مقال نشره موقع "والاه"، أوضح الباحث الإسرائيلي أن تطور مسار التطبيع سيكون أيضاً نتاج التزام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي ترى أن تحسين العلاقات بين تل أبيب والدول العربية يمكن أن يسهم في تحسين العلاقات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وحسب غورين، فإن الكثير من الوفود رفيعة المستوى ستتوجه من إسرائيل إلى دول الخليج لمنح جوهر لاتفاقات التطبيع التي تم التوقيع عليها.
وشدد على أن غياب نتنياهو وترامب عن المشهد لن يؤثر على وتيرة التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل؛ مشدداً على أنه لن يتم فقط الحفاظ على التطبيع "بل إنه سيزدهر" في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
ويرى غورين أنه على الرغم من أن نتنياهو لعب دوراً مركزياً في دفع مسار التطبيع، إلا أن سلوكه خلال الفترة التي تلت التوقيع على الاتفاقات حال دون استنفاد الفرص الهائلة الكامنة في التطبيع وتطوير العلاقات.
وأبرز غورين أن مسار التطبيع تحقق في أعقاب عمل سياسي هادئ وسري، عكفت عليه الحكومات التي سبقت نتنياهو، وتواصل لعقد من الزمان، مشدداً بشكل خاص على الدور الحاسم الذي لعبته وزارة الخارجية والأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية في هذا المجال.