رفضت لجنة الانتخابات المركزية الروسية، اليوم السبت، تسجيل ترشيح الصحافية الداعية لإنهاء الحرب في أوكرانيا يكاتيرينا دونتسوفا لخوض سباق الانتخابات الرئاسية في روسيا، المقرر إجراؤها في مارس/ آذار المقبل، والتي قد أعلن الرئيس الحالي فلاديمير بوتين عن ترشحه فيها.
وبذلك، منعت لجنة الانتخابات المركزية دونتسوفا، البالغة من العمر 40 عاماً، حتى من جمع التواقيع اللازمة للترشح للانتخابات الرئاسية في روسيا، متذرعة بوجود أخطاء في الطلب الذي قدمته نيابة عنها "مجموعة المبادرة" التي تضم ناخبين بادروا إلى ترشحيها إذ يتيح القانون الانتخابي للناخبين اللجوء إلى تقديم اسم المرشح بشكل مباشر في حال لم يكن ينتمي إلى أي حزب سياسي.
وأوضح عضو لجنة الانتخابات يفغيني شيفتشينكو أنّ هناك أخطاء في استمارات 20% من أعضاء المجموعة، قائلاً: "فحصنا الأوراق بدقة، وخرجنا بانطباع بأنها أعدت على وجه السرعة من دون مراعاة الأصول القانونية".
وتوجهت رئيسة لجنة الانتخابات الروسية في اجتماع اللجنة إيلا بامفيلوفا إلى دونتسوفا بالقول: "أنت امرأة فتية، ولا يزال كل شيء أمامك. أي سالب يمكن تحويله دائماً إلى موجب، وأي تجربة هي تجربة في نهاية المطاف".
دونتسوفا ستطعن في قرار اللجنة منعها من الترشح للانتخابات الرئاسية
من جهتها، أكدت دونتسوفا أنها ستطعن في قرار لجنة الانتخابات أمام المحكمة العليا الروسية، داعية حزب "يابلوكو" ("تفاحة") الليبرالي المعارض إلى ترشيحها للانتخابات الرئاسية في ورسيا، نظراً لتعذر عقد اجتماع آخر لمجموعة المبادرة، وهي دعوة قد ردّ عليها مؤسس الحزب غريغوري يافلينسكي بالقول "نحن لا نعرفها (أي دونتسوفا)".
وكانت دونتسوفا قد أعلنت، في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عن عزمها الترشح للانتخابات الرئاسية في روسيا، مرجعة قرارها إلى أنه "منذ عشر سنوات، تمضي البلاد في اتجاه خاطئ نحو الهدم الذاتي بدلاً من التنمية"، داعية إلى وقف أعمال القتال في أوكرانيا وإجراء إصلاحات ديمقراطية والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وبدأ العد التنازلي لانتخابات الرئاسة الروسية المقرر إجراؤها بين 15 و17 مارس/ آذار المقبل، بعد أن حسم الرئيس فلاديمير بوتين الجدل، معلناً ترشحه لولاية خامسة مدتها ست سنوات.
وعلى الرغم من التوقعات المؤكدة بفوز بوتين في غياب أي منافس جدي له، فإنّ الحملة الحالية تختلف عن سابقاتها، لكونها أكبر حدث للسياسة الداخلية الروسية منذ بدء غزو أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، وما ترتب عنها من تداعيات اقتصادية واجتماعية بالغة الخطورة.