حذّر وزير الشؤون الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، اليوم السبت، من أنّ بلاده تتعرّض لحملة عدائية ممنهجة تستهدف المساس بأمنها القومي، من دون أن يشير بوضوح إلى الأطراف التي تقف وراء ذلك، مشدداً على أنّ الجزائر تتجنّب الوقوع في ردود الأفعال المتشنجة إزاء مواقف سياسية.
وقال لعمامرة، في تصريح صحافي على هامش الاحتفال باليوم الوطني للدبلوماسية، إنّ "الجزائر تتعرّض اليوم لسلسلة من الحملات العدائية الخطيرة والممنهجة التي تستهدف الأمن القومي لبلادنا، وهذا يتطلب إرساء دبلوماسية يقظة واستباقية تمتلك القدرة على احتواء التهديدات التي تفرض علينا من جهة، وتوحيد الصفوف قصد تحصين الجبهة الداخلية ضد محاولات الاختراق والفتنة والتفرقة".
وردّاً على سؤال حول عدم قيام السلطات الجزائرية بطرد السفير الفرنسي في الجزائر، في أعقاب التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أوضح لعمامرة أنّ الجزائر تحاول تجنّب ردود الأفعال وتتصرف بأسلوب دبلوماسي مناسب، وقال "في الحقيقة أستغرب من هذا السؤال، فالدبلوماسية لا تخضع لحاجة أوتوماتيكية، ردة الفعل تجعلنا نتخلّى عن قدرتنا في المبادرة واتخاذ الإجراءات اللازمة".
وكانت الخارجية الجزائرية، قبل تصريحات ماكرون، بيومين، قد استدعت السفير الفرنسي فرانسوا غويات، لإبلاغه احتجاجاً رسمياً بشأن قرار السلطات الفرنسية خفض التأشيرات الممنوحة للرعايا الجزائريين، على خلفية ما تعتبره السلطات الفرنسية مماطلة من قبل الحكومة الجزائرية في التعاون لإعادة وترحيل ما يقارب ثمانية آلاف جزائري يقيمون على الأراضي الفرنسية بطريقة غير قانونية أو صدر في حقهم قرار بالترحيل.
وتحتفل الجزائر بيوم الدبلوماسية، احتفاء بتاريخ انضمام الجزائر رسمياً إلى هيئة الأمم المتحدة. وقال لعمامرة بالمناسبة إنّ الدبلوماسية الجزائرية "أدّت مهام وساطة ساطعة في العالم، بفضل ابتكار حلول في مجال الوساطة، خلال معالجة العديد من الأزمات في منطقتنا الأفريقية والعربية، والمشاركة في نزع فتيل الكثير من النزاعات عبر العالم"، على غرار حل النزاع الحدودي بين العراق وإيران سنة 1975، وإنهاء أزمة السفارة الأميركية في إيران سنة 1981، وفض النزاع المسلح بين إثيوبيا وإريتريا سنة 2000، وصولاً إلى اتفاق السلم والمصالحة بين أطراف النزاع في مالي.
وذكّر لعمامرة في السياق بدبلوماسيين جزائريين راحوا ضحايا للسلام في العالم، بينهم وزير الخارجية محمد الصديق بن يحيى الذي قضى في حادث تفجير طائرة عندما كان يقوم بجهود لوقف الحرب العراقية الإيرانية.