لقاء بين أمير قطر والرئيس التركي قبل الاجتماع الثامن للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين
يعقد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اجتماعاً ثنائياً، يوم الجمعة المقبل في إسطنبول، يسبق الاجتماع الثامن للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين.
وقال السفير التركي في الدوحة، مصطفى كوكصو، في تصريحات صحافية، إنه "من المنتظر أنّ يتم التوقيع بعد الاجتماع على حوالي 10 اتفاقيات جديدة في مجالات مختلفة، من بينها الدفاع والثقافة والإعلام والتدريبات المشتركة وغيرها، وهذا ما من شأنه أنّ يعزز الشراكة الواسعة بين تركيا وقطر". وأضاف أنّه سيجري خلال زيارة أمير قطر ولقائه مع الرئيس التركي، بحث مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والتطوراتِ على الساحة الدَّولية، كما سيتمُّ بحثُ الخُطُوات التي يمكنُ اتخاذُها بُغيةَ تعزيزِ العلاقاتِ المتميزة بالفعل بين البلدين، وشدد على أن قطر وتركيا، يجمعُهما مصيرٌ مشترَك، وعلاقاتهما مبنية على أسس ثابتة قوامها الاحترام المتبادل، والأخوة الصادقة، والوقوف مع الحق، فضلاً عن التعاون الثنائي ورعاية المصالح المشتركة.
ولفت إلى أنّ علاقات بلاده مع قطر انتقلت من مرحلة التعاون الثنائي إلى الشراكة الاستراتيجية، مضيفاً أنّ الاجتماع الثامن للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، سيدفع بالعلاقات بين الدولتين إلى آفاق أرحب، حيث وقع البلدان منذ عام 2014 على 83 اتفاقاً وبرتوكولاً ومذكرة تفاهم ساهمت في تعزيز وتوطيد هذه العلاقة.
وتابع كوكصو قائلاً، إنّ اللجنة الاستراتيجية العليا ساهمت في نقل العلاقات الثنائية بين قطر وتركيا إلى مصاف الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وأضاف أن "الاستثمارات القطرية المباشرة في تركيا، ارتفعت إلى 33.2 مليار دولار (...) وهناك مشاريع مشتركة كبرى في الطريق". وأضاف أن زيارة أمير قطر تأتي في وقت بالغ الحساسية إقليمياً ودولياً، على خلفية النزاع في أوكرانيا، وتداعيات أزمة الطاقة العالمية، وبالتالي ستكون زيارةً مهمةً للغاية لتنسيقِ المواقفِ التركيةِ والقطرية في العديدِ من الملفات، لاسيما أن قطر وتركيا توليان أهمية كبيرة لسلام وأمن منطقة الخليج بأسرها.
وأشار إلى أن عقد اجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا الثامن لهذا العام بتاريخ 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، جاء قبل الموعد المعتاد، أواخر العام، بسبب استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم، إذ ينوي الرئيس التركي حضور حفل الافتتاح لكأس العالم في الدوحة.
وأكد السفير كوكصو على دعم بلاده لدولة قطر بالكامل في كل مجال تحتاجه لوضع اللمسات الأخيرة على استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، واستعدادها للمساهمة بشكل أكبر في جهود قطر لإنجاحها، مشيراً إلى أنّ أكثر من 2000 شرطي تركي سيتواجدون في قطر لتأمين البطولة، ضمن بروتوكول التعاون بشأن كأس العالم لكرة القدم، قائلاً، إنه "إلى جانب التعاون الدفاعي بين البلدين، يولي الجانبان في الوقت الراهن أهمية خاصة للعلاقات الأمنية، خصوصاً في ما يتعلق بتأمين المونديال، الذي يمثل أبرز حدث عالمي رياضي في تاريخ الخليج والمنطقة".
وفي ما يخص العلاقات الاقتصادية، أوضح السفير كوكصو أن هناك زيادة كبيرة في حجم التجارة الثنائية بين تركيا وقطر العام الماضي، إذ بلغت 1.4 مليار دولار أرقام الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، فيما زادت الصادرات التركية إلى قطر بنسبة 60%، مقارنة بالأشهر الثمانية الأولى من عام 2021، وأصبحت تركيا الدولة السابعة التي تستورد منها قطر. وأوضح السفير التركي أنّ هنالك ما يزيد عن 700 شركة تركية تعمل في قطر في مختلف القطاعات، وتعمل 200 شركة قطرية في مجموعة واسعة من القطاعات في تركيا، وقد بلغت قيمة المشاريع التي نفذتها شركات الإنشاءات التركية في البنية التحتية في قطر ما يقرب من 22 مليار دولار أميركي، مشيراً إلى أّنه لا تزال هناك إمكانيات كبيرة غير مستغلة لمواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، خاصة مع مرور العالم بفترة أزمة طاقة بسبب العديد من الصراعات القائمة، إذ تسعى تركيا لزيادة تعاونها في قطاع الطاقة مع قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.