لندن تدرس تقديم معلومات جمعتها حول جرائم حرب في غزة للمحكمة الجنائية الدولية

25 أكتوبر 2024
مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، 20 سبتمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

قال متحدث باسم المملكة المتحدة، اليوم الجمعة، إن بلاده ستنظر في طلب من المحققين الدوليين في المحكمة الجنائية الدولية، لتسليم أي معلومات قد تشكل حول جرائم حرب محتملة في قطاع غزة كانت قد جمعتها طائرات التجسس التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.

ونقل موقع سكاي نيوز بالإنجليزية عن متحدث لم يسمه قوله: "تماشيًا مع التزاماتنا الدوليّة؛ سننظر في أي طلب رسمي من المحكمة الجنائية الدولية لتقديم معلومات تتعلق بالتحقيقات في جرائم الحرب". ولم يُقدّم مثل هذا الطلب حتى الآن، كما لم تصدر مذكرات اعتقال رسميّة من المحكمة حتّى الآن رغم تقديم مدّعي عام المحكمة كريم خان طلبًا للمحكمة من أجل ذلك.

وفي مايو/ أيار الماضي، قال كريم خان إنه قدم طلبات للمحكمة لإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن ويوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية.

وشارك سلاح الجو الملكي البريطاني بمئات المهام فوق غزّة التي تتعرض للإبادة الجماعيّة من جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ قُدّر عدد الطلعات الجويّة من القواعد العسكريّة البريطانيّة في قبرص منذ ديسمبر/كانون الأول بالمئات، بغرض جمع المعلومات الاستخبارية للمساعدة في البحث عن الأسرى والمحتجزين في غزة.

وفقاً لتقرير نشره موقع "ديكلاسيفايد" بداية الشهر الحالي، وهو مختص في التحقيق بأنشطة وكالات الاستخبارات والجيش البريطاني وتأثيرها على حقوق الإنسان، أمرت حكومة حزب العمال البريطانية بتنفيذ مئة رحلة تجسس فوق غزة لمساعدة الاستخبارات الإسرائيليّة، وهو ما يعادل أكثر من رحلة واحدة يوميًّا منذ تولي كير ستارمر منصب رئيس الوزراء في 5 يوليو/تموز.

وعلى الرغم من أن إدارة ستارمر علقت 30 ترخيصًا لتصدير الأسلحة لإسرائيل الشهر الماضي، بسبب "خطر واضح" من أن الأسلحة قد تُستخدم في "انتهاك خطير" للقانون الدولي، لكن رحلات التجسس فوق غزة، التي بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2023 في عهد حكومة حزب المحافظين السابقة، استمرت بوتيرة سريعة.

وبحسب الموقع، وجد بشكل مستقل أن الرحلات المغادرة من القاعدة الجويّة البريطانيّة في قبرص، تحلق فوق غزة تحت إشراف ستارمر، على الرغم من رفض وزارة الدفاع إعطاء تفاصيل. وخلال الشهر الأول الكامل لحزب العمال في منصبه في أغسطس/آب، نفذ سلاح الجو الملكي البريطاني 42 رحلة فوق الأراضي الفلسطينيّة المدمرة.

وتشير التوقعات إلى أن الرحلات الجويّة البريطانيّة جمعت ما يصل إلى 500 ساعة من اللقطات فوق غزة، على الرغم من أن مصير هذه اللقطات ومحتواها لا يزال غير واضح. وذكرت المصادر أن الطائرة المستخدمة في هذه المهام هي شادو آر1، المعروفة بأغراض الاستخبارات والمراقبة واكتساب الأهداف.

وتدّعي وزارة الدفاع البريطانية، نقلًا عن متحدث رسمي، أن بريطانيا ليست مشاركة الحرب على غزة، وأن المهام الجوية تركز فقط على تأمين إطلاق سراح المحتجزين الذين يحملون الجنسية البريطانية. وأكد المتحدث أن سلاح الجو الملكي يقوم برحلات غير مسلحة منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023 لهذا الغرض المحدود.

في ما يتعلق بمشاركة المعلومات، أوضح المتحدث أن بريطانيا لا تقدم معلومات استخبارية لحلفائها إلا إذا تأكدت من استخدامها بما يتوافق مع القانون الإنساني الدولي. وفي حالة غزة، يجرى تبادل المعلومات المتعلقة بإنقاذ المحتجزين فقط مع السلطات الإسرائيلية.

المساهمون