دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، اليوم الأربعاء، لبنان، إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة عشية استشارات نيابية سينبثق عنها تكليف شخصية بتشكيل فريق وزاري، في بلد يواجه أزمة سياسية خطيرة.
وحذّر لودريان، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي، من أنه "كلما تأخرنا، غرق المركب أكثر. إذا لم يقم لبنان بالإصلاحات التي يجب القيام بها، فإنّ البلد نفسه معرّض للانهيار"، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وفي وقت سابق اليوم، توجّه الرئيس اللبناني ميشال عون بكلمة إلى اللبنانيين، من قصر بعبدا الجمهوري، عشية الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة جديد، وضعها في خانة "المصارحة الواجبة، خصوصاً على مشارف الاستحقاقات الكبرى التي يتم فيها رسم خرائط وتوقيع اتفاقيات، وتنفيذ سياسات توسعية أو تقسيمية قد تغيّر وجه المنطقة".
وردّ الرئيس عون على الأنباء التي ربطت كلمته اليوم باحتمال تقديم استقالته، فحسم موقفه، قائلاً: "قلت كلمتي ولن أمشي، بل سأظلّ على العهد والوعد. وسأبقى أتحمّل مسؤولياتي في التكليف والتأليف، وفي كل موقف وموقع دستوري، وبوجه كل من يمنع عن شعبنا الإصلاح وبناء الدولة".
ووجّه الرئيس اللبناني الكثير من الرسائل إلى رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، الذي من المنتظر أن يُكلَّف غداً تشكيل الحكومة، بقوله: "أملي في أن تفكروا جيّداً في آثار التكليف على التأليف، وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدوليّة، ذلك لأنّ الوضع المتردّي الحالي لا يمكن أن يستمرّ بعد اليوم أعباءً متراكمة ومتصاعدة على كاهل المواطنين".
وأضاف: "اليوم مطلوب مني أن أكلّف ثم أشارك في التأليف، عملاً بأحكام الدستور، فهل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف بمعالجة مكامن الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح؟ هذه مسؤوليتكم أيها النواب، فأنتم المسؤولون عن الرقابة والمحاسبة البرلمانيّة باسم الشعب الذي تمثّلون. وأنتم اليوم مدعوون باسم المصلحة اللبنانية العليا لتحكيم ضميركم الوطني وحس المسؤولية لديكم تجاه شعبكم ووطنكم، ولا سيما أنه مر عام على 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وما يحمل من دلالات غضب المواطنين ومن رفعهم شعار "كلن يعني كلن"، ما يشمل الصالح والطالح منا".
من المتوقع أن يحوز الحريري، في حال جرت الاستشارات يوم غد من دون مفاجآت الربع ساعة الأخير المعتادة في لبنان، على دعم غالبية الكتل النيابية.