صعّد وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ليل السبت، من لهجته ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، متهماً إيّاه بأنّه يسعى إلى تفجير مواجهة عسكرية بين "حماس" وإسرائيل، عبر استغلال عملية تفجير موكب رئيس الحكومة الفلسطينية، رامي الحمد الله، الأسبوع الماضي، في قطاع غزة.
وزعم ليبرمان، في تصريحات للقناة الإسرائيلية الثانية، أنّ "عباس يسعى إلى زيادة تردي الأوضاع في قطاع غزة، من خلال زيادة العقوبات الاقتصادية على حكومة حماس، ووقف دفع الأموال عن الكهرباء لقطاع غزة، وسط إلقاء المسؤولية عن الكارثة الإنسانية بالقطاع على الحكومة الإسرائيلية".
وادعى الوزير الإسرائيلي، أنّ "ما هو واضح للعيان بشكل ملفت للنظر هو محاولة عباس دفع المنطقة باتجاه التصعيد وانعدام الاستقرار والتسبب بمواجهة بين حماس وإسرائيل".
وتابع أن "الرئيس الفلسطيني على وشك وقف دفع تمويل الكهرباء لقطاع غزة، ودفع أثمان المياه والصحة والرواتب، فهو يستغل محاولة تفجير موكب رامي الحمد الله لوقف كل جهود المصالحة، الوضع متوتر ونحن نرى مساعيه تهدف إلى تفجير مواجهة مباشرة بين حماس وإسرائيل، ومن الواضح أنه في اللحظة التي سيتوقف فيها عن تحويل الأموال لتغطية هذه المجالات فسوف تتدهور الأوضاع أكثر".
وتأتي تصريحات ليبرمان في الوقت الذي تتردد فيه تقديرات أمنية إسرائيلية تتخوف من النشاطات والفعاليات الفلسطينية في الأسابيع القريبة، بدءاً من الفعاليات في الذكرى السنوية ليوم الأرض في الثلاثين من مارس/آذار الحالي، والمقررة في كل من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، ناهيك عن الفعاليات التي يخطط لها الفلسطينيون في الذكرى السبعين للنكبة بمايو/أيار، بما فيها مسيرات عودة عند السياج الحدودي بين قطاع غزة ودولة الاحتلال، وبدء نصب خيام عند الشريط الحدودي هناك.
وتدعى الجهات الإسرائيلية أنه إلى جانب الخطوات الشعبية المخطط لها في هذه المناسبات، فإن سياسة أبو مازن منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقرار نقل السافرة الأميركية إليها من شأنها أن تكون لها تداعيات إقليمية قاسية.
في السياق، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصدر عسكري رفيع المستوى قوله إنّ "سياسة أبو مازن سواء أطلق عليها سياسة اللاءات الفلسطينية أم انتفاضة سياسية تزيد من التوتر ومن مخاطر تدهور الأوضاع الأمنية".
ويخشى الاحتلال أن تتحول النشاطات والفعاليات الفلسطينية المقررة في مارس/آذار الجاري ومايو/أيار القادم إلى مواجهات واسعة مع قوات الاحتلال، في الضفة الغربية أيضاً وليس فقط عند السياج الحدودي مع قطاع غزة.
وذكرت تقارير إسرائيلية سابقة أنّ الاحتلال كثّف من تسيير طائرات مراقبة مسيرة على امتداد السياج الحدودي مع قطاع غزة، مع استعدادات لمواجهة سيناريوهات لتفجر الأوضاع في القطاع مع تسيير مسيرات عودة فلسطينية حاشدة باتجاه الحدود.