رحّب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، الجمعة، بالاتفاق الدائم لوقف إطلاق النار في ليبيا، معتبرا أنه "الطريق الممهد لنجاح المسارات الأخرى الاقتصادية والسياسية"، فيما تضاربت تصريحات مسؤولين عسكريين من جانب قيادة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وأشاد السراج، خلال كلمة وجهها للشعب الليبي بمناسبة انتصار ثورة 17 فبراير، بثها التلفزيون الرسمي، بدور البعثة الأممية في ليبيا في الوصول إلى هذا الاتفاق. وقال: "أبدي تقديري لمساعي البعثة لتحقيق السلام القائم على العدل، والمرتكز على ضمانات تبعد شبح الحرب والقلاقل عن البلاد"، مضيفا أنه "يجب أن لا نهمل قضية المساءلة، ولا تساهل مع من ارتكب جرائم في حق الليبيين، ومن خلّف عند انسحابه ألغاما ومقابر جماعية".
وأكد رئيس حكومة الوفاق على "بناء الدولة المدنية الحديثة، فلا عودة إلى الوراء، ولا مجال لعسكرة الدولة"، مشددا على أنه "لا بديل عن التفاهم والتوافق وإنهاء الانقسام السياسي".
وأكد السراج، خلال كلمته، على ضرورة أن يفضي اتفاق وقف إطلاق النار إلى "مسار يقود سريعا إلى الانتخابات، وهو الاستحقاق الذي سينهي أزمة الشرعيات التي أنهكت البلاد".
من جانبها، نقلت الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، كلمة لرئيس الوفد الممثل لحكومة الوفاق في اللجنة العسكرية المشتركة أحمد أبوشحمة، دعا فيها ضباط الجيش الليبي إلى "بذل جهودهم من أجل إعادة بناء المؤسسة العسكرية وضرب من يريد زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا".
أكد السراج، خلال كلمته، على ضرورة أن يفضي اتفاق وقف إطلاق النار إلى "مسار يقود سريعا إلى الانتخابات، وهو الاستحقاق الذي سينهي أزمة الشرعيات التي أنهكت البلاد"
وتوجه أبوشحمة، في كلمة خلال مراسم توقيع اللجنة اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في جنيف، بحسب الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب"، بالشكر إلى المشاركين في اللجنة العسكرية وللبعثة الأممية، مؤكدا على ضرورة أن يكون السياسيون "يدًا واحدة ولا تجذبهم التيارات".
وقال: "كفانا معاناة ودماء، إن الشعب الليبي في هذه اللحظة ينتظر أن يتحقق التغيير وترفع المعاناة عن كافة الأرض الليبية، وخاصة في الجنوب"، مضيفا "يجب أن نكون يدًا واحدة في بناء ليبيا، حتى تكون دولة أمن واستقرار، ولا مانع لدينا من التعاون مع الدول الأخرى، سواء عسكريا أو سياسيا للبناء".
بدوره، أبدى رئيس حزب "العدالة والبناء" محمد صوان ترحيبه بالتوقيع النهائي على الاتفاق، معتبرا أنها "خطوة هامة لحقن دماء الليبيين".
وقال: "نرجو أن تقفل الأبواب أمام الحلول العسكرية وتقطع الطريق أمام استمرار تواجد المرتزقة والتدخلات التي باتت تهدد ثروات ليبيا وأراضيها".
وأكد صوان أن "الاتفاق يعد ركيزة أساسية للدفع بإنجاح المسارات الأخرى للحوار"، مشددا على ضرورة أن يضطلع مجلس الأمن بمهامه لحماية الاتفاق وإلزام كافة الأطراف به.
من جانبه، قال امراجع العمامي، رئيس الوفد العسكري الممثل لقيادة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إن اللجنة العسكرية المشتركة نجحت في إنجاز ما يصبو إليه الليبيون، مؤكدا أن أعضاء لجنته "سعداء بما أنجزنا، وأشكر البعثة الأممية على المجهودات التي تبذلها"، بحسب وسائل إعلام مقربة من حفتر نقلت كلمة امراجع خلال مراسم توقيع الاتفاق.
وتعهد العمامي بالتزام قيادة حفتر بما اتفقت عليه اللجنة، قائلا "سنكون سندا لتنفيذ هذه المقررات التي وافقنا عليها"، مشددا على "ضرورة تحصين مجلس الأمن للاتفاق".
وفيما نشرت وسائل إعلام مقربة من حفتر تصريحات لمدير إدارة التوجيه المعنوي خالد المحجوب، تضمنت نصوصا من بنود الاتفاق، من بينها إعادة كافة الوحدات العسكرية في سرت والجفرة "إلى معسكراتها"، قال اللواء خيري التميمي، عضو الوفد العسكري الممثل لقيادة مليشيات حفتر في اللجنة العسكرية المشتركة، إن وفده "لم يتحدث عن سرت أو الجفرة منزوعة السلاح، لكن عن تشكيل غرفة أمنية مشتركة للتأمين".
وأوضح التميمي، في تصريحات لقناة "العربية" عقب مراسم التوقيع على الاتفاق، إن "الاتفاق تم على إعادة الوحدات الأمنية إلى سابق تمركزاتها دون تحديد، فيما ستتولى غرفة مشتركة وضع ترتيبات شرطية لمهام تأمين مدينة سرت فقط".
وأعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، عن توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين وفدي اللجنة العسكرية المشتركة الليبية (5+5) بجنيف، معتبرة ذلك تحولاً مهماً نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تدوينة على "فيسبوك": "بشرى سارة لليبيين. تتوج محادثات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في جنيف اليوم بإنجاز تاريخي، حيث توصل الفرقاء الليبيون إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا. ويمثل هذا الإنجاز نقطة تحول مهمة نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا".
وأوضحت أنّ مراسم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين وفدي اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) الليبية تمت في مقر الأمم المتحدة بجنيف، بحضور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني ويليامز.