عقد رئيس أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، الفريق أول محمد الحداد، ورئيس الأركان التابع لقيادة اللواء الليبي المتقاعد حفتر الفريق عبدالرازق الناظوري، اجتماعاً بمشاركة أعضاء لجنة 5+5 وعدد من القيادات العسكرية البارزة في قيادة حفتر، في بنغازي ليل الأربعاء-الخميس.
وكان الحداد وصل، مساء الخميس، إلى مدينة بنغازي لاستكمال المشاورات حول توحيد المؤسسة العسكري ونتائج اللقاءات بين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة "5+5".
وأوضح الحداد، في كلمته في افتتاح الاجتماع، أن لقاءه بالناظوري لـ"التأكيد للجميع في الداخل والخارج أننا أبناء بلد واحد ولن نختلف"، مضيفاً "سنحافظ على وحدة التراب وحرمة الدم ومدنية الدولة".
واعتبر الحداد أن مراجعة المواقف السابقة للقادة العسكريين أحد أسس توحيد المؤسسة العسكرية، وقال "لابد أن نلوم أنفسنا جميعًا وأن نحاسب أنفسنا وأن نكون مستعدين للتغيير وطامحين لدولة متعلمة وصحية".
ملف الانتخابات
وفي إشارة الى أن ملف الانتخابات أحد محاور لقائه بالناظوري، قال "سنكون مساندين لشعبنا واختياراته في إنجاز انتخابات نزيهة"، مضيفاً "سنكون مدافعين عن الانتخابات وحامين لها عندما يحين الوقت ويتفق الليبيون".
وفيما رحب الناظوري من جانبه بالحداد، أكد في كلمته أن "جيش ليبيا شرقًا وغربًا وجنوبًا بعيد كل البعد عن التجاذبات السياسية ولن نكون أداة لأي طرف سياسي". وأضاف "القيادات العسكرية تُثبت أنه مهما كان الاختلاف بينهم، فهم قادرون على التقارب وسد الفجوة في أقرب ما يمكن".
وتابع الناظوري حديثه بالقول "أبناء المؤسسة العسكرية لهم قدرة على تناسي خلافاتهم والانطلاق لأهداف عليا وهي حماية الوطن والمواطن".
وفي إشارة أخرى لصلة الاجتماع بملف الانتخابات، أكد الناظوري على جاهزية القيادات العسكرية في "حماية الانتخابات حال اتفاق الليبيين على إجرائها"، مؤكداً أن "المؤسسة العسكرية تتلاشى فيها الانتماءات القبلية والحزبية والسياسية لأنها هي أهم ركائز الدولة فلا تعترف إلا بالهوية الليبية".
وكان الحداد والناظوري قد التقيا أكثر من مرة في مدن سرت، وطرابلس وتونس، وروما، وتمحورت لقاءاتهما حول ملف توحيد المؤسسة العسكرية، كما شاركا في لقاءات الآونة الأخيرة في طرابلس وبنغازي، بين أعضاء لجنة "5 + 5"، صحبة عدد من القيادات العسكرية والأمنية من شرق وغرب البلاد.
وصدرت عن الاجتماعات السابقة للحداد والناظوري بيانات وتصريحات تبدي رغبة الطرفين في توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة في البلاد بين الغرب والشرق، على خلفية الصراع المسلح الذي شهدته البلاد، منذ إعلان حفتر في بنغازي عن عملية الكرامة، منتصف عام 2014، قبل أن يعلن عن قيادة عسكرية منفصلة في الشرق، وتنصيبه من قبل مجلس النواب قائداً عاما للجيش نهاية عام 2015.
وفيما تعد زيارة الحداد الأولى من نوعها إلى مدينة بنغازي، رعى المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي لقاء ضم أعضاء لجنة "5+ 5" وعدداً من القيادات العسكرية والأمنية من شرق وغرب البلاد في بنغازي، السبت الماضي، وقبلها لقاء مماثلاً في طرابلس، في الـ26 من مارس/آذار الماضي.
وصدرت عن اللقاءين في طرابلس وبنغازي مطالبة المجتمع الدولي بضرورة دعم "جهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) ولجنة التواصل الليبية المنبثقة منها في إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب"، كما اتفقوا على البدء في إجراءات عملية للبدء بمعالجة مشاكل النازحين والمهجرين والمفقودين وضمان العودة الآمنة لهم "بالتنسيق بين الأجهزة الأمنية المعنية في مختلف مناطق ليبيا".
وبشأن المحتجزين لدى أطراف الصراع، اتفق المجتمعون على البدء في تبادل المعلومات، واتخاذ خطوات عملية لتبادل المحتجزين بأسرع وقت.
وكل تلك خطوات من شأنها دعم جهود توحيد المؤسسة العسكرية، إلا أن باتيلي يعول على مشاركة المؤسسة العسكرية في تأمين الانتخابات المقبلة، التي يدفع نحو إجرائها خلال العام الجاري.
وفي كلمته الافتتاحية لاجتماع بنغازي، عبّر باتيلي عن أمله في أن يهيئ تعاون القادة العسكريين "الظروف اللازمة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا".
وقال متوجها بحديثه للمجتمعين: "آمل أن تكونوا قادرين على المُضي قدمًا نحو اعتماد ميثاق شرف يرسم معالم بيئة سياسية مواتية، تلتزم بتأمين انتخابات حرة ونزيهة في عام 2023 وبتأييد نتائجها".
ووصف باتيلي اجتماع بنغازي بأنه "رمز لليبيا الجديدة، بأن تقف على قدميها مرة أخرى، وتكون ذات سيادة"، وقال: "هذا الاجتماع بين الإخوة هدية كبيرة، تعزز المصالحة، وتفتح الباب أمام عقد اجتماعات داخل ليبيا"، مشيرا إلى أنه يأتي في إطار النهج الشامل الذي "نتبعه لمعالجة أزمة البلاد التي طال أمدها".
من جانب آخر، التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، لمناقشة سبل دعم الجهود الدولية والمحلية لعقد الانتخابات وإنجاحها.
وبحسب المكتب الإعلامي للدبيبة فقد بحث الطرفان، خلال لقائهما، دعم جهود المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في سياق إجراء الانتخابات.
وفيما أكد المنفي والدبيبة، في مناسبات عديدة، على دعم جهود باتيلي في إجراء الانتخابات خلال العام الجاري، إلا أن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لا يزالان يلزمان الصمت بشأن اجتماعات لجنة "6+6" المنبثقة منهما لصياغة القوانين الانتخابية.
وإثر احتضان مجلس الدولة اجتماع لجنة "6+6" الأول في طرابلس، الخميس الماضي، لم تعلن اللجنة، ولا رئاستا المجلسين، أي جديد بشأن استمرار اجتماعات اللجنة التي من المفترض أن تنتهي من أعمالها قبل نهاية يونيو/حزيران المقبل.