حزب "التجمع" يعقد مؤتمراً حول الحالة السياسية للفلسطينيين في إسرائيل وسط الحرب على غزة

03 فبراير 2024
تناول المؤتمر مستقبل الفلسطينيين في الداخل (Getty)
+ الخط -

عقد حزب التجمع الوطني الديمقراطي، في مدينة الناصرة أمس الجمعة، مؤتمراً بعنوان "الفلسطينيون في إسرائيل: الحالة السياسية والقانونية في ظل الحرب على غزة ورؤية مستقبلية". وبدأ المؤتمر بدقيقة حداد على أرواح الشهداء، وافتتح المؤتمر رئيس حزب التجمع، سامي أبو شحادة.

قال أبو شحادة لـ"العربي الجديد" إن "السابع من أكتوبر/تشرين الأول أعاد القضية الفلسطينية بكل المستويات، محلياً وعالمياً إلى الواجهة بقوة. الآن دور كل القيادة الفلسطينية وعلى كل أبناء فلسطين القيام بدورهم. نحن أيضاً بالداخل الفلسطيني، وأبناء الحركة الوطنية الفلسطينية بالداخل علينا دور كبير جداً. باعتقادي سيطرح من جديد حل الدولتين بقوة على الساحة الدولية، وعلينا أن نوضح موقفنا من هذا الموضوع، وأن الدولة اليهودية مبنية على أساس عنصري لا يمكن أن تكون دولة ديمقراطية لأنها مبنية على الفوقية اليهودية، وهي أصلاً ضد فكرة العدالة والمساواة".

وأضاف: "علينا أن نوضح ذلك للقيادة الفلسطينية التي ستناقش حلّ الدولتين وأيضاً للمجتمع الإسرائيلي وللعالم، نحن أبناء هذا الشعب لدينا رؤية وبرنامج سياسي".

وتابع: "برنامجنا السياسي مبنيّ على قيم العدالة والمساواة للجميع، واليوم سمعنا في المؤتمر تجارب شعوب أخرى. أنا باعتقادي، التجربة الفلسطينية فيها بعد نفسي سياسي صعب جداً. إنها ضحية المشروع الاستيطاني الاستعماري الصهيوني، نحن أبناء البلد الأصليين علينا أن نجد حلاً سياسياً لنا وللمستعمر في الوقت نفسه، ولا يمكن أن يكون حلاً فقط للمسألة الفلسطينية أو حلاً فقط للمسألة اليهودية، وعلى الفلسطيني أن يبادر لإيجاد الحل للمسألتين الفلسطينية واليهودية في الوقت نفسه. هذا أمر مركَّب وصعب، ولكن من دونه لا يمكن أن نتقدم باتجاه عادل للجميع".

وطبقاً للباحث في المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات، محمد محارب الذي شارك في المؤتمر، فإنه "بعد السابع من أكتوبر، شنت الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة الإسرائيلية بمختلف أذرعتها هجوماً إرهابياً لتخويف العرب الفلسطينيين بداخل خط الأخضر. وحان الآن للأحزاب ولقيادة العرب الفلسطينيين في داخل خط الأخضر الوقوف بجرأة ضد سياسية الحكومة الإسرائيلية والعمل من أجل تفعيل النضال الوطني ضد هذه السياسة عندما تحاول الحكومة والمؤسسة الإسرائيلية إخافة العرب الفلسطينيين وإخافة الجمهور العام".

وأشار إلى أن "دور القيادة والكوادر الوطنية الوقوف أمام هذه السياسية، حتى لو أدى هذا الأمر إلى قمع إسرائيلي ممنهج ضد هذه القيادة، لأن الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبتها إسرائيل والإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني تستدعي وقفة ضد هذا التحدي".

من جهتها، قالت مديرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، الدكتورة هنيدة غانم، في مداخلتها عن تنظيم الفلسطينيين بالداخل: "يجب تنظيم الفلسطينيين في الداخل، تنظيم يجمع قوة ديمقراطية معادية للطابع التفوقي الموجود في إسرائيل ومعادية للاحتلال ورافضة لحالة الأبارتهايد، والتصور الذي أتحدث عنه يشبه المؤتمر الوطني الأفريقي والذي عمل على تحويل جنوب أفريقيا لدولة مواطنة للجميع، هذا نموذج لفلسطينيي الـ48".

(العربي الجديد)

وتابعت: "بالمقابل، إذا عملنا مقاربة لكل الوضع الموجود، فإن من الممكن أن نستخدم مقاربة جنوب أفريقيا وناميبيا، بمعنى ناميبيا كانت أولاً موجودة تحت الاستعمار الألماني، ومن ثم احتلال جنوب أفريقيا، وهناك كان تداخل عرقي وإثني، ولكنها عملت وناضلت من أجل الاستقلال".

ومضت قائلة: "حالياً، الهدف الأساسي أن ينتهي الاحتلال لأنه هو الإجرام اليومي، وأن تنتهي الإبادة، وأن ينتهي ما يجري من مصادرة أراضٍ واستيطان. وفي موازاة ذلك، استقلال وإقامة دولة فلسطينية وإنهاء الاحتلال".

من جهته، اعتبر مدير مركز عدالة، الدكتور حسن جبارين، أن "7 أكتوبر عبارة عن لحظة تاريخية ثالثة بعد الـ48؛ النكبة ونكسة الـ67 كان لهما تأثير جذري عند الطرفين. المجتمع اليهودي فعلاً وبصدق ينظر الى 7 أكتوبر على أنه أول حادث بعد الهولوكوست المحرقة. الدولة اليهودية تأسست على أن تكون المكان الآمن للمجتمع اليهودي، وأصبحت المكان غير الآمن، لدرجة أن بالإمكان أن تكون إبادة جماعية لقرى ومستوطنات يهودية، وهذا لم يكن بالمتخيل اليهودي".

وأضاف جبارين: "نحن الفلسطينيين لم يكن لدينا بالمتخيل الفلسطيني أن تمحى بلد. وفي آخر 20 سنة، نحن نناقش هل اليهود سيقومون في عملية ترانسفير أم لا؟ لكن كان برأينا أن المجتمع الدولي سيقف ضد ذلك، لكن نموذج غزة أخذنا لمكان بعيد؛ نموذج غزة هو (براديم)، بمعنى ليس الترانسفير والنكبة لأنه أخفّ وأقل حدة، لأن النكبة هي تهجير وليست إبادة جماعية. اتضح أن بالإمكان أن تقوم بإبادة جماعية لمجتمع كامل وإبادته ثقافياً واجتماعياً وأكاديمياً وجسدياً".

وتناولت الجلسة الأخيرة موضوع مستقبل الفلسطينيين في الداخل، واستعرض الدكتور مهند مصطفى، من مركز "مدى الكرمل"، النقاط في ضوء الحرب على غزة، وقال: "أنا أرى أن هناك مسارين: المسار الأول هو الصمود والحفاظ على الهوية".

وتابع: "أنا ضد تبرير الصمت الذي كان، الصمت لم يكن مقاومة، كان خوفاً، ولم يكن حكمة. نحن خفنا من دولة إسرائيل، هذه حقيقة. نحن أكثر مجموعة فلسطينية أدركت ما يحدث في المجتمع الإسرائيلي". وأضاف: "أما المسار الثاني، فيتمثل بإعادة التنظيم الجماعي؛ بناء الفلسطينيين في الـ48، وهذه فرصة بعد الحرب. والعمل بجد على التقدم إلى الأمام، ومحاولة أن نبني من جديد حول أفق جديد".

المساهمون