- يواجه المؤتمر تحديات كبيرة بما في ذلك التحريض ضده واتهامات بمعاداة السامية، مما أدى إلى إلغاء فعاليات تمويلية وتوقف حسابات بنكية.
- يُسلط المؤتمر الضوء على الحاجة لإنهاء الدعم الألماني لإسرائيل ويدعو إلى إنهاء الاحتلال والتطهير العرقي، مؤكدًا على أهمية الحق في التظاهر والتعبير عن التضامن مع فلسطين.
يتحدث بالمؤتمر الذي يمتد لثلاثة أيام عدد من السياسيين والحقوقيين
تناول عدد من وسائل الإعلام الألمانيّة المؤتمر بلغة تحريضيّة
يأتي تنظيم المؤتمر بعد أيام من مثول ألمانيا أمام محكمة العدل
ينعقد في برلين، غداً الجمعة، مؤتمر لدعم القضية الفلسطينيّة تحت عنوان "مؤتمر فلسطين. سنحاكمكم"، الذي تُنظّمه مجموعة من الناشطين والحركات السياسيّة في ألمانيا، من ضمنهم ألمان وفلسطينيون ويهود معادون للصهيونيّة، وسط أجواء تحريضية ضد المؤتمر الذي ما زال موقع عقده في العاصمة الألمانيّة سرياً حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
ويتحدث في المؤتمر، الذي يمتد لثلاثة أيام، عدد من السياسيين والحقوقيين والناشطين منهم: يانيس فاروفاكيس وزير المالية اليوناني السابق والمؤسس المشارك لحزب ديم 25، ريتشارد بويد باريت النائب في البرلمان الأيرلندي عن حزب الشعب، فيلاند هوبان رئيس منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط، المحامية الألمانية الفلسطينيّة نادية سمّور، الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة، المخرج اليهودي المعادي للصهيونية درور ديان، المؤرخ الفلسطيني سلمان أبو ستة والكاتبة الفلسطينيّة نورا عريقات وغيرهم.
وجاء في بيان المنظمين للمؤتمر: "إن الجرائم المنتهكة للقانون الدولي المتواصلة والمستمرة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة تتطلب تضامننا ومشاركتنا الفعالة من أجل فلسطين". وأضاف البيان، المنشور في موقع المؤتمر، أنه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 "قتل القصف الإسرائيلي العشوائي أكثر من 26 ألف إنسان في غزة، وشرد أكثر من 1.9 مليون مدني، ودمر البنية التحتية الطبية بشكل كامل. لم يعد بإمكان الرأي العام الألماني أن يبقى صامتاً".
وأشار البيان إلى أنه "رغم كل هذا الوضوح ما زالت وسائل الإعلام الألمانيّة والسياسيون الألمان، أصحاب القرار، يستهينون بالفظائع التي ترتكبها دولة إسرائيل بل ويقللون من شأنها ويبررونها معتبرين أنها دفاع عن النفس. والأنكى من ذلك ارتفاع كمية شحنات الأسلحة والذخيرة الألمانيّة لإسرائيل إلى عشرة أضعافها عام 2023، حيث تعمل صناعة الأسلحة الألمانيّة على تعظيم أرباحها، وتصبح الإبادة الجماعيّة في غزة ليس فقط أكثر وضوحاً بل وتجارة مربحة كذلك. لا يمكننا أبداً أن نغض الطرف أو أن نغمض أعيننا تجاه هذا الظلم الصارخ".
تحريض ضد مؤتمر فلسطين
وتناول عدد من وسائل الإعلام الألمانيّة أخيراً المؤتمر بلغة تحريضيّة واسعة متهمة المنظمين بـ"ممجدي الإرهاب" و"المعادين للسامية". كما هاجم عدد من السياسيين المؤتمر وطالبوا بحظره، في وقت تعرض الحساب البنكي لمجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام" للتوقف عن العمل دون معرفة السبب، وهو الحساب البنكي الذي كان يُستخدم من قبل المنظمين لشراء التذاكر للمؤتمر.
وتم إلغاء أمسية لجمع التبرعات للمؤتمر، كان من المقرر عقدها يوم الجمعة الماضي في مقهى كروزبرج، وقالت عاملة المقهى لصحيفة "Berliner Morgenpost" إنها شعرت بالخوف بسبب مكالمة من الشرطة الألمانيّة.
وقال فيلاند هوبان، من منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط، للصحيفة نفسها إن الإلغاء كان "نتيجة محاولة ناجحة للترهيب من قبل الشرطة، التي قدمت اقتراحات غامضة حول مشاكل أو مخاطر محتملة في مثل هذا الحدث"، وأكدت شرطة برلين الاتصال لكنها نفت أنها أثارت أي "مخاوف أمنية".
وفي سياق متصل، قال موقع "24rbb" الألماني إن مفوض الحكومة الفيدرالية لمكافحة معاداة السامية، فيليكس كلاين، يؤيد النظر في منع دخول الكاتب الفلسطيني سلمان أبو ستة إلى ألمانيا، بحجة كونه "شخصية معادية للسامية" وسيكون متحدثاً رئيسياً في المؤتمر في جلسته الافتتاحية صباح غد في جلسة بعنوان "76 عاماً من الاستعمار في فلسطين، ما هو الوضع على أرض الواقع؟".
وما زال عدد من المنظمات المحسوبة على إسرائيل في ألمانيا يحرّض ضد المؤتمر، إذ أصدرت مجموعة "التحالف ضد الإرهاب المعادي للسامية" بياناً، يوم أمس الأربعاء، أدانت فيه تنظيم المؤتمر ودعت للاحتجاج أمام المؤتمر خوفاً مما أسمته "تمجيد الإرهاب والمطالبة بتدمير إسرائيل" على حد تعبيرهم. ووقع على بيان المجموعة عدد من المنظمات والمؤسسات ونواب البرلمان وشخصيات سياسية من مختلف الأحزاب الممثلة في البرلمان الذين اتهموا منظمي المؤتمر بأنهم "يريدون إضفاء الشرعية على الإرهاب المعادي للسامية وتشجيع المزيد من التطرف المناهض لإسرائيل" ودعوا البرلمان لأخذ تدابير لمنع ذلك.
مطالب المؤتمر
ويُطالب منظمو مؤتمر فلسطين بعدد من القضايا، منها "إنهاء التطهير العرقي في فلسطين المحتلة، وإنهاء الاستعمار الاستيطاني الصهيوني وسياسة الفصل العنصري، ووقف دعم الحكومة الألمانية المعنوي والمادي لجرائم إسرائيل المخالفة للقانون الدولي، وإنهاء تجريم وقمع الحراك التضامني مع فلسطين في ألمانيا، وإنهاء استخدام وتطبيق تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة (IHRA) الصهيوني لمعاداة السامية من قبل أي مؤسسة أو سلطة حكومية، ووقف فوري ونهائي لإطلاق النار، وفتح معبر رفح، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وحظر عسكري شامل على الكيان، ووقف تجريم المنظمات الفلسطينية وجميع عمليات الترحيل القسري للاجئين، وإنهاء القيود المفروضة على الحقوق الديمقراطية (حق التجمع/حق التظاهر) للناشطين المؤيدين لفلسطين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية"، بحسب ما جاء في موقع المؤتمر على الشبكة.
ويأتي تنظيم المؤتمر بعد أيام قليلة من مثول ألمانيا أمام محكمة العدل الدوليّة بشأن قضية رفعتها نيكاراغوا ضدها تتعلق بتهم دعم الإبادة الجماعية الحاصلة في غزة من خلال تقديم برلين مساعدات عسكريّة لإسرائيل ووقفها تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ويُنظم يوم غد مؤتمر صحافي عند التاسعة والنصف صباحاً مخصص لوسائل الإعلام، وتبدأ ظهراً أولى جلسات المؤتمر التي ستتناول قضايا تتعلق بالصهيونيّة والنكبة المستمرة وتهم معاداة السامية، وحركة التضامن العالمية، وجلسات تشبيك. وتُتوقع مشاركة المئات في المؤتمر إثر قدوم ناشطين داعمين للقضية الفلسطينيّة من خارج برلين وألمانيا.