- المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بإفشال صفقة تبادل الأسرى مع حماس، مشيرة إلى انقسامات داخل السياسة الإسرائيلية وتعقيدات تواجه الحكومة.
- المفاوضات في القاهرة بين فصائل المقاومة وإسرائيل تُظهر أجواء إيجابية نسبيًا، مع تعقيدات داخلية وخارجية تواجه إسرائيل في الصراع مع حماس والوضع في غزة.
تظاهر إسرائيليون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى في غزة وبانتخابات
المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بمحاولة إفشال صفقة تبادل الأسرى
يواجه نتنياهو ضغوطاً في الحكومة لعدم قبول صفقة تقود لإنهاء الحرب
تظاهر مئات الإسرائيليين، اليوم السبت، في مدينة رحوبوت قرب تل أبيب، للمطالبة بالإفراج عن الأسرى في غزة وإجراء انتخابات مبكرة، وفق إعلام عبري. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية (خاصة) إن مئات من الإسرائيليين تظاهروا قرب حديقة العلوم في رحوبوت، للمطالبة بالإفراج عن الأسرى في غزة، وإجراء انتخابات مبكرة.
وشارك في التظاهرة عدد من أهالي الأسرى في غزة، وفق الصحيفة. ومن المتوقع ارتفاع وتيرة التظاهرات المطالبة بالإفراج عن الأسرى في غزة، لتشمل أنحاء إسرائيل كافة.
المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بمحاولة إفشال صفقة تبادل الأسرى
في غضون ذلك، اتهمت المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم بمحاولة إفشال صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، بعد تصريح لـ"مصدر سياسي" يؤكد إصرار تل أبيب على دخول رفح جنوبي قطاع غزة مع أو بدون صفقة.
وفي وقت سابق السبت، تداولت قنوات وصحف عبرية تصريحاً لـ"مصدر سياسي" إسرائيلي لم تسمه قال فيه إن تل أبيب "لن توافق على إنهاء الحرب ضمن أي صفقة مع حماس". وأضاف المصدر أن "الجيش سيدخل رفح، سواء كانت هناك هدنة لإطلاق سراح المختطفين أم لا".
واعتبر عدد من نواب المعارضة في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) في تدوينات لهم على منصة إكس أن هذا التصريح خرج من مكتب نتنياهو، في وقت حرج، وعلى نحو نادر في عطلة السبت، التي لا يصدر فيها عادة أي تصريحات أو بيانات رسمية، وذلك "في محاولة لإفشال المفاوضات قبيل تسلم الوسطاء رد حماس، الذي يُتوقع أن يكون إيجابياً".
وقالت النائبة كارين الحرار، عن حزب "هناك مستقبل" بقيادة يئير لبيد: "إنه (نتنياهو) يفعل كل شيء لمنع التوصل إلى اتفاق، بما في ذلك تقديم إحاطة يوم السبت". وأضافت أن "الاعتبار الرئيسي لنتنياهو عدم إغضاب (وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار) بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش وإرضاء القاعدة الانتخابية، ولا يوجد به ذرة من الزعامة تلزمه بمحاولة التصحيح، ولو قليلاً، وبذل كل ما في وسعه لإعادة المختطفين". وختمت الحرار، التي شغلت منصب وزيرة الطاقة (2021–2022)، "نتنياهو عارٍ أخلاقياً، ويجب استبداله".
ويواجه نتنياهو ضغوطاً متزايدة لعدم قبول صفقة تقود لإنهاء الحرب في غزة وإلغاء العملية العسكرية في رفح. وسبق أن هدد سموتريتش وبن غفير بحل الحكومة حال حدوث ذلك.
في سياق متصل، قالت ميراف بن آري، رئيسة الكتلة البرلمانية لـ"هناك مستقبل": "قرأت الإحاطات التي صدرت يوم السبت من مكتب رئيس الوزراء، قبل وقت قصير من تسليم حماس ردها". وأضافت: "لا يسعني إلا أن أتساءل عن أي رجل فظيع يقود هذه الدولة (في إشارة إلى نتنياهو)، لم يكن هناك ولن يكون مثل هذا الشخص". وتابعت مخاطبة نتنياهو: "أعِدهم (المختطفين) إلى الوطن، وبعد ذلك واصل الحرب. رفح لن تذهب إلى أي مكان، (لكن) المختطفين في خطر كل يوم".
بدورها، قالت إفرات رايتن، النائبة عن "حزب العمل": "إصدار تصريح عن دخول رفح بأي حال من الأحوال، بصفقة أو بدونها، في مثل هذا الوقت الحرج، عندما تتفق الأطراف جميعها، ويكون من الممكن إخراج المختطفين أحياء، يعني إفشال الصفقة والتخلي عنها، واحد من أهداف الحرب التي تم تحديدها – عودة المختطفين". وختمت بقولها: "سيكون اللوم دائماً عليك يا نتنياهو".
من جانبه، كتب فلاديمير بلياك، من حزب "هناك مستقبل": "لا مجال لتجميل ذلك، نتنياهو يحاول إفشال صفقة إعادة المختطفين، لأن الصفقة قد تؤدي إلى تفكيك ائتلافه الحاكم" (في إشارة إلى تهديدات بن غفير وسموتريش). وأضاف: "الرجل الذي تخلى عن مواطني دولة إسرائيل في يوم السبت الأسود، ظل يتخلى عنهم مراراً وتكراراً منذ سبعة أشهر ونصف".
وأردف: "على رأس دولة إسرائيل يوجد سياسي فظيع، فاسد، لا ضمير لديه ولا خطوط حمراء". ودعا بلياك الإسرائيليين إلى "الخروج للتظاهر الليلة"، معتبراً أنه "لن ينقذ المختطفين ومستقبل البلاد إلا الضغط الشعبي الهائل".
أجواء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة الجارية في القاهرة منذ أمس الجمعة إيجابية
وكشفت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة بين فصائل المقاومة وحكومة الاحتلال التي تشارك فيها القاهرة إلى جانب قطر عن أن أجواء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة الجارية في القاهرة منذ أمس الجمعة إيجابية، مقارنة بجولات المفاوضات الماضية. وقال مصدر مصري، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن الكرة في الوقت الراهن في ملعب الحكومة الإسرائيلية، مضيفاً أن الإدارة الأميركية قدّمت ما يمكن وصفه بتعهدات، أو ضمانات، مشيراً إلى أن الأمر يتوقف على ردّ إسرائيل على مخرجات اجتماعات القاهرة اليوم.
وأوضح المصدر المصري الذي فضّل عدم نشر اسمه أنه حتى قدوم مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز إلى القاهرة، أمس الجمعة، لم تقدّم واشنطن ما يفيد بتحوّل في موقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من مواصلة الحرب. وألمح المصدر إلى أن الإدارة الأميركية ربما تعوّل على التجاذبات داخل حكومة الحرب، من أجل الضغط على نتنياهو وإقناعه بتمرير الصفقة.
(الأناضول، العربي الجديد)