اقتحم أكثر من 400 مستوطن، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأدّوا طقوسًا تلمودية في باحاته وما يسمى بـ"السجود الملحمي" قرب مصلى باب الرحمة الواقع في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، وسط تحذيرات من نوايا استيطانية بتحويل المصلى إلى "كنيس" يهودي.
وأكّد مصدر خاص بدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس لـ"العربي الجديد"، فضل عدم ذكر اسمه، أن 474 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك اليوم، بحماية قوات الاحتلال، التي اعتدت على عدد من المرابطين والمرابطات وأخرجت بعضهم بالقوة من ساحات المسجد.
ووفق المصدر، فإن عددًا من المستوطنين أدّوا ما يسمى بـ"السجود الملحمي" بالقرب من مصلى باب الرحمة، ورفعوا علم دولة الاحتلال الإسرائيلي هناك، في وقت مُنع المرابطون والمرابطات من الاقتراب من المصلى، حيث اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان وفتاة واقتادتهم إلى خارج المسجد الأقصى المبارك بادعاء عرقلة الاقتحامات.
في هذه الأثناء، حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في بيان صحافي، من مخطط متدحرج تسعى سلطات الاحتلال عبر وزير الأمن المتطرف ايتمار بن غفير إلى تحقيقه وهو السيطرة على مصلى باب الرحمة، وتحويله إلى كنيس يهودي يكون بمثابة موطئ قدم منشود للتقسيم المكاني للمسجد الأقصى، في ضوء الاعتداءات المتكررة عليه.
وأكدت الهيئة، أن كل المؤشرات أصبحت تؤكد استهداف الجزء الشرقي للمسجد الأقصى ضمن مخطط التقسيم، وهي المنطقة الممتدة من مصلى باب الرحمة شمالاً إلى المصلى المرواني جنوباً، حيث عمدت شرطة الاحتلال الى فرض حصار على هذه المنطقة وتخصيصها لمسارات للمستوطنين أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى.
ولفتت الهيئة إلى أن استهداف مصلى باب الرحمة يأتي استكمالاً لمخطط تهويد مقبرة باب الرحمة التي تتصل مع المصلى من الجهة الشرقية الخارجية، التي يخطط الاحتلال لتحويلها إلى حدائق توراتية والسماح للمستوطنين بأداء طقوس تلمودية فيها، محذرة سلطات الاحتلال من مخاطر تنفيذ هذا المخطط، وما سينجم عنه من تفجير غير مسبوق للأوضاع على الأرض.
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان صحافي، "إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجر المنطقة لمربع العنف والتصعيد والتوتر وعدم الاستقرار، من خلال إصرارها على الاستمرار في سياسة العقاب الجماعي والقتل والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى مواصلة إرهاب المستوطنين ضد أبناء شعبنا بالقتل والسرقة، بحماية جيش الاحتلال".
وأكد أبو ردينة، أن قيام مستوطنين متطرفين باقتحام المسجد الأقصى ورفع علم الاحتلال في باحاته وتكرار اقتحام شرطة الاحتلال لمصلى باب الرحمة وتخريب تمديدات الكهرباء داخله، يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تبحث عن سبل تفجير الأوضاع، محملاً إياها مسؤولية هذه السياسات الخطيرة الساعية لتدمير أي جهد إقليمي أو دولي يبذل لتوفير الاستقرار ومنع تدهور الأوضاع.
وقال أبو ردينة: "إن أبناء شعبنا لن يسمحوا لسلطات الاحتلال بالمساس بالمسجد الأقصى المبارك أو العبث فيه وإن الاعتداءات المتكررة على مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى هو لعب بالنار فهذا المصلى جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى".
وأشار أبو ردينة إلى أن الحصار الذي تتعرض له المدن الفلسطينية، إضافة الى استمرار اقتحام المدن والقرى والمخيمات، هو بمثابة عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذه السياسة لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، بل ستدفع الأمور إلى مزيد من التصعيد والتوتر.
ودعا أبو ردينة، الإدارة الأميركية إلى التدخل الفوري لوقف هذه الممارسات الخطرة، والضغط على إسرائيل لوقف كافة إجراءاتها أحادية الجانب.
في هذه الأثناء، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الفلسطينية اليوم، "إن مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، ولا حق لأحد غيرنا فيه، وما تعرض له المصلى من تخريب بمحتوياته ومصادرة لبعضها أمر مدان ارتكبته قوات الاحتلال".
وتابع اشتية، "يجب وقف اجتياحات المسجد الأقصى كلياً، وليس فقط في شهر رمضان الفضيل، وكذلك وقف التعديات على كنيسة القيامة، وبقية الكنائس".
على صعيد منفصل، اقتلع مستوطنون، اليوم الأربعاء، أشتال كرمة من أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بينما استولى مستوطن، اليوم الأربعاء، على مساحة من أراضي المواطنين بقرية كيسان شرق بيت لحم.
إلى ذلك، هاجم مستوطنون، اليوم الأربعاء، مركبات الفلسطينيين بالحجارة قرب بلدة بزاريا شمال غرب نابلس شمال الضفة الغربية، بحماية قوات الاحتلال، ما أدى لتضرر زجاج بعضها.
من جهة أخرى، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، على أرض زراعية في بلدة عزون شرق قلقيلية شمال الضفة، مزروعة بأشجار الزيتون المعمرة، لأغراض عسكرية، حتى نهاية عام 2027.
إلى ذلك، تواصل جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أعمال تجريف مساحات واسعة من أراضي قرية حارس غرب سلفيت، واقتلاع عشرات أشجار الزيتون المعمرة، لصالح تمديد خطوط مياه للمستوطنات المقامة على أراضي سلفيت، فيما أخطرت قوات الاحتلال بهدم منشآت سكنية في الأغوار الشمالية الفلسطينية؛ بحجة عدم الترخيص، كما دمر مستوطنون محاصيل زراعية في سهل الساكوت بالأغوار الشمالية.