مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بعيد "الأسابيع"

12 يونيو 2024
مستوطنون يقتحمون الأقصى بحماية قوات الاحتلال، 5 أكتوبر 2023 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مئات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى تحت حماية الاحتلال الإسرائيلي بمناسبة "عيد الأسابيع"، مما أثار دعوات فلسطينية للدفاع عن المسجد وتكثيف الوجود فيه.
- الشيخ عكرمة صبري ومسؤولون في الأوقاف الإسلامية حذروا من خطورة اقتحامات المستوطنين والممارسات الاستفزازية، وأبلغوا المملكة الأردنية لممارسة الضغط على إسرائيل.
- منظمتا "بيدينو" و"جبل الهيكل في أيدينا" نظمتا الاقتحام، بينما أدانت الخارجية الأردنية الاقتحامات وأكدت أن المسجد الأقصى مكان عبادة للمسلمين ولا سيادة لإسرائيل عليه.

اقتحم مئات المستوطنين، صباح اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي بمناسبة ما يُسمى "عيد الأسابيع" (شفوعوت)، وأدوا طقوسًا تلمودية داخل باحاته، وسط دعوات فلسطينية إلى تكثيف الوجود والرباط في المسجد دفاعًا عنه. وحمّلت مرجعيات دينية ووطنية شرطة الاحتلال الإسرائيلي وحكومتها مسؤولية التصعيد ضد المسجد.

وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، لـ"العربي الجديد"، إن السماح لهذه الجماعات باقتحام الأقصى بأعداد كبيرة، يزيد الاخطار المحدقة به، بالنظر إلى النيّات المعلنة لهذه الجماعات المتطرفة، التي كانت قد صعدت اعتداءاتها أخيراً بحق المسجد. ودعا صبري جموع المواطنين إلى تكثيف رباطهم في المسجد الأقصى، حمايةً له ودفاعاً عنه.

من جهته، حذر مسؤول رفيع المستوى في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، من الممارسات التي يقوم بها المستوطنون بحماية شرطة الاحتلال، كما حدث في اقتحاماتهم الاستفزازية في الذكرى السابعة والخمسين لاحتلال القدس. وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه: "يحق لنا أن نقلق من هذه الاقتحامات، سواء من حيث توقيتها أو رعاية شرطة الاحتلال للمستوطنين لممارسة طقوس الانبطاح والغناء، وهي ممارسات تستفز مشاعر المسلمين". وأضاف: "لقد أبلغنا المسؤولين في المملكة الاردنية بما يجري، لممارسة الضغط على الاحتلال للتوقف عن ممارسات مستوطنيه ورعايته لهم".

وكانت جماعة "جبل الهيكل في أيدينا" قد نشرت قبل يومين إعلاناً للاقتحام المركزي للمسجد الأقصى المبارك بمناسبة "عيد الأسابيع" التوراتي، وهو عيد يحتفي فيه اليهود بنزول التوراة، إلى جانب كونه عيداً زراعياً يحتفل ببداية موسم الحصاد.

الجماعات المتطرفة تُصرّ على اقتحام الأقصى خلال هذا العيد

في غضون ذلك، قال الباحث المختص في شؤون الأقصى زياد ابحيص لـ"العربي الجديد"، إن مكانة "عيد الأسابيع" الديني تراجعت لصالح مناسبة قومية إسرائيلية، هي الذكرى العبرية لاحتلال كل القدس التي تسبقها بأسبوع؛ إلا أن جماعات الهيكل المتطرفة ما زالت تُصرّ على تنظيم اقتحام مركزي للأقصى خلالها، مستغلة كون هذا العيد أحد (أعياد الحج) التوراتية الثلاثة.

ووفق ابحيص، فإن "اليهود يعتقدون في أعياد الحج التوراتية بوجوب الحج إلى ما يسمونه (جبل المعبد)، أي المسجد الأقصى المبارك، إلى جانب عيدَي (الفصح) و(العرش)؛ ويجري الاحتفال بهذا العيد بقراءة سفر (راعوث) في التوراة، وهو الطقس الذي يحرصون على أدائه داخل المسجد الأقصى المبارك".

في السياق، أعلنت ما تسمى منظمة "بيدينو" الاستيطانية أنها ستنظّم "حجاً جماعياً" للمسجد الأقصى اليوم برفقة اثنين من قادة جماعات الهيكل، هما روي ساجا وأرنون سيجال، مقتبسة نصوصاً توراتية لحثّ أنصارها على المشاركة في الاقتحام الذي بات اليمين الإسرائيلي الديني يرى فيه مؤشراً على تعافيه ونفوذه السياسي.

الأردن يدين اقتحامات الأقصى

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، الاقتحامات المستمرة والمتزايدة للمستوطنين المتطرفين، للمسجد الأقصى، وممارساتهم الاستفزازية، وما رافق ذلك من وجود مكثف للمتطرفين داخل البلدة القديمة للقدس المحتلة وعلى أبواب الأقصى وتقييد لدخول المصلين للمسجد.

وأوضحت الوزارة في بيان، أن هذه الانتهاكات تعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة تضرب عُرض الحائط بالقوانين الدولية والتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال في القدس المحتلة. فيما حذر الناطق باسم الوزارة، سفيان القضاة، من استمرار هذه الانتهاكات والممارسات الاستفزازية المدانة والمرفوضة، التي تخرق الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس المحتلة ومقدساتها، وتمثل أيضاً خرقاً للقانون الدولي.

وجدد القضاة التأكيد أن المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، ولا سيادة لإسرائيل عليه أو على القدس الشرقية المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. وطالب الناطق باسم الوزارة إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكفّ عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته، محذراً من استمرار هذه الانتهاكات.

وشدد على ضرورة احترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، بصفتها صاحبة الاختصاص الحصري، بإدارة شؤون المسجد الأقصى كافة، وتنظيم الدخول إليه.

المساهمون