ماذا نعرف عن المجرية أرسيدياكونو المتورطة في توريد "بيجرات لبنان"؟

20 سبتمبر 2024
المجرية أرسيدياكونو، 20 سبتمبر 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تورط كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو**: تورطت كريستيانا، خبيرة سابقة في مؤسسة للاتحاد الأوروبي، في توريد أجهزة اتصالات متفجرة إلى لبنان، مما أدى إلى تفجيرات أودت بحياة 37 شخصًا وأصابت أكثر من 3250 آخرين.

- **التحقيقات الدولية**: التحقيقات كشفت تورط شركة "نورت غلوبال" البلغارية، لكن الاستخبارات البلغارية نفت مرور الأجهزة عبر بلغاريا. البرلمان المجري ولجنة الأمن القومي المجريين سيناقشان القضية قريبًا.

- **حياة كريستيانا**: كريستيانا، التي تتحدث سبع لغات وحاصلة على دكتوراه في فيزياء الجسيمات، عاشت حياة مهنية متقطعة ولم تستقر في وظيفة طويلة الأمد. لم تظهر علنًا منذ الكشف عن تورطها.

قالت تقارير إعلامية إن امرأة مجرية تدعى كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، لها صلة بتوريد أجهزة اللاسلكي التي انفجرت في لبنان، عملت "خبيرة متعاونة" في مؤسسة للاتحاد الأوروبي. وبحسب خبر نشر اليوم الجمعة على موقع "إي يو أوبزيرفر" ومقره بروكسل، شاركت أرسيدياكونو في توريد أجهزة الاتصالات المتفجرة إلى لبنان وترددت ادعاءات بأنها تعمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد".

والثلاثاء والأربعاء، استشهد 37 شخصا وأصيب أكثر من 3250 آخرين بينهم أطفال ونساء، بموجة تفجيرات ضربت أجهزة اتصال لاسلكي من نوعي "بيجر" و"أيكوم" في لبنان، فيما حمّلت بيروت و"حزب الله" إسرائيل المسؤولية عن الهجوم.

وذكر الخبر أن أرسيدياكونو عملت "خبيرة متعاونة" في الوكالة التنفيذية الأوروبية للتعليم والثقافة التابعة لمفوضية الاتحاد الأوروبي بين عامي 2021 و2023. من جانبها، أكدت مفوضية الاتحاد الأوروبي في بيان أن كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو ليست موظفة دائمة في مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

واعترفت أرسيدياكونو، في تصريحها لقناة "إن بي سي" الأميركية، بأنها عملت لدى شركة "بي.إيه.سي كونسالتينغ" المجرية التي تبين أنها باعت أجهزة الاتصالات المتفجرة في لبنان وأنها كانت "وسيطة" في توريد هذه الأجهزة. وبعد أن تم الكشف عن أن شركة "بي.إيه.سي كونسالتينغ" للاستشارات، التي تشغل بارسوني أرسيدياكونو منصب الرئيسة التنفيذية والمالكة لها، هي التي لديها رخصة تصميم أجهزة البيجر من شركة التصنيع الأساسية التايوانية غولد أبوللو، قالت المرأة للقناة الأميركية إنها لم تصنع تلك الأجهزة وإنها "مجرد وسيطة". وأضافت: "أعتقد أنكم فهمتم الأمر على نحو خاطئ".

من جانبه، قال رئيس البرلمان المجري زولتان كوفاكس إن الأجهزة المعنية لم تكن قط في المجر. وأوضحت لجنة الأمن القومي بالبرلمان المجري أنها ستجتمع في 26 سبتمبر/ أيلول الحالي لمناقشة هذه القضية.

وجرى تناقل ادعاءات بأن شركة تدعى "نورت غلوبال"، ومقرها في بلغاريا ومسجلة باسم شخص نرويجي، كانت أيضا جزءا من سلسلة التوريد. وفي الأخبار الواردة في الصحافة المجرية، تم التأكيد أن "بي إيه سي كونسالتينغ" و"نورت غلوبال" هما "شركتا صندوق بريد" ليست لديهما مكاتب أو مرافق أو موظفين باستثناء مديريهما التنفيذيين.

ومن ناحيته، ذكر جهاز الاستخبارات البلغارية أنه أُجري تحقيق في هذه القضية، و"لم يُكشف عن أي إجراءات جمركية تشير إلى أن الأجهزة المعنية مرت عبر بلغاريا". وقالت وكالة الأمن القومي البلغارية، اليوم الجمعة، في بيان: "بعد عمليات التحقق التي أجريت، ثبت بشكل غير قابل للجدل أنه لم يجرَ في بلغاريا استيراد أو تصدير أو تصنيع أي معدات اتصال مماثلة لتلك التي انفجرت في 17 سبتمبر/أيلول". وأكدت أنه بالإضافة إلى ذلك، "لم تقم الشركة ولا صاحبها بمعاملات تتعلق بشراء أو بيع بضائع" أو على صلة "بقانون تمويل الإرهاب".

معلومات عن كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو

تتحدث كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو (49 عاما) بسبع لغات، وحصلت على درجة الدكتوراه في فيزياء الجسيمات، وشقتها في بودابست مليئة بلوحات من رسمها، وتتضمن مسيرتها المهنية أعمالا إنسانية أخذتها إلى أنحاء أفريقيا وأوروبا. لكن الشيء الذي تقوله المرأة التي تحمل الجنسيتين الإيطالية والمجرية هو أنها لم تصنع هي أجهزة البيجر للاتصال اللاسلكي التي انفجرت في لبنان هذا الأسبوع.

منذ ذلك الحين، لم تظهر علنا مرة أخرى. ويقول جيرانها إنهم لم يروها، كما بقيت رسائل تطلب منها التعليق من دون رد. حتى شقتها في بناية عتيقة في بودابست أُغلقت. وأسفرت نقاشات مع معارف لها وزملاء سابقين في العمل عن رسم صورة لامرأة على قدر باهر من الذكاء، لكن مسيرتها المهنية متقطعة ودائمة التحول بسلسلة من الوظائف قصيرة الأمد التي لم تستقر فيها أبدا رغم أنها ملأت سيرتها الذاتية بأعمال على مر السنين من دون فترات توقف.

أحد معارفها ممن تعرفوا إليها مثل آخرين في مناسبات اجتماعية في بودابست وطلب عدم ذكر اسمه، قال إنها بدت مثل شخص "يسهل استخدامه". وأضاف: "حسنة النية، وطباعها لا تشبه رجال وسيدات الأعمال. أقرب إلى شخص يحاول دائما تجريب أمر جديد، ويؤمن بسرعة بالأمور ويتحمس لها" مشيرا إلى أنها كانت تبحث عن مصدر دخل لأنها أرادت ترك وظيفة أخرى.

"أحد أكبر أخطاء حياتي"

عين كيليان كلاينشميت، وهو مدير سابق مخضرم في مجال الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة، بارسوني أرسيدياكونو في 2019 لإدارة برنامج ممول من هولندا لمدة ستة أشهر لتدريب الليبيين في تونس على مجالات مثل الزراعة المائية وتكنولوجيا المعلومات وتنمية الأعمال، لكنه وصفها بأنها مديرة "متنمرة"، وقال إنه استغنى عنها قبل انتهاء عقدها.

وقال لـ"رويترز": "كريستيانا.. أعتقد أنها كانت أحد أكبر أخطاء حياتي... الأمر ببساطة كان بغيضا على المستوى الشخصي... ثم في وقت من الأوقات، قلت كفى. ربما كان يجب أن أفعل ذلك بسرعة أكبر. قلت هذا يكفي واستغنيت عن خدماتها قبل شهر من انتهاء عقدها".

ولم ترد بارسوني أرسيدياكونو على مكالمات ورسائل بريد إلكتروني من "رويترز"، ولم يكن هناك أحد في شقتها عندما زارتها "رويترز" في وسط بودابست. وفي شقتها تلك، تقف بوابة من الصلب على دهليز صغير يمكن من خلاله رؤية لوحات لعراة بألوان يغلب عليها البرتقالي والأحمر معلقة على الجدران. ويوم الأربعاء الفائت عندما زارت "رويترز" لأول مرة البناية، كان هناك باب داخلي يؤدي إلى شقتها مفتوح جزئيا، لكنه صار مغلقا عندما عاد مراسل من "رويترز" أمس الخميس ولم يرد أحد على الطرقات على الباب.

وقالت امرأة تعيش في البناية نفسها منذ عامين إن بارسوني أرسيدياكونو كانت مقيمة بالفعل هناك عندما جاءت هي إلى المبنى ووصفتها بأنها طيبة وهادئة، لكنها تتواصل كثيرا مع آخرين. ويقول منظم مجموعة للرسم إنها مارست تلك الهواية ضمن ناد في بودابست، لكنها لم تحضر إليه منذ نحو عامين. وأضاف أنها بدت مثل سيدة أعمال أكثر منها فنانة، لكنها كانت متحمسة ومنفتحة.

(الأناضول، رويترز، العربي الجديد)