ماكرون يدعو عباس إلى إصلاح السلطة تحضيراً للاعتراف بدولة فلسطين

30 مايو 2024
خلال لقاء عباس مع ماكرون في رام الله، 24 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الرئيس الفرنسي ماكرون يحث الرئيس الفلسطيني عباس على إجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية كخطوة نحو الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدًا على التزام فرنسا بدعم رؤية مشتركة للسلام تضمن الأمان للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
- تشكيل حكومة فلسطينية جديدة في رام الله برئاسة محمد مصطفى استجابة لضغوط دولية، والجزائر تقدم مشروع قرار لمجلس الأمن لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على رفح، بينما فرنسا تعمل على مشروع قرار لمرحلة ما بعد الحرب.
- الرئيس عباس يؤكد التزام الحكومة الفلسطينية بالإصلاح المؤسسي ويدعو فرنسا للضغط على إسرائيل للإفراج عن الأموال الفلسطينية، محثًا على الاعتراف بدولة فلسطين وحشد الدعم الأوروبي للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء الرئيس محمود عباس إلى "مباشرة إصلاحات حيوية" في السلطة الفلسطينية، تمهيدا "للاعتراف بدولة فلسطينية"، على ما أفادت الرئاسة الفرنسية في بيان. وفي اتصال هاتفي مع عباس، أكد الرئيس الفرنسي "التزام فرنسا العمل مع شركائها الأوروبيين والعرب لبناء رؤية مشتركة للسلام توفر الضمانات الأمنية للفلسطينيين والإسرائيليين"، و"لإدراج مسار الاعتراف بدولة فلسطين في دينامية فعالة".

وأشار ماكرون إلى أن فرنسا "تريد سلطة فلسطينية يتم إصلاحها وتعزيزها قادرة على ممارسة مسؤولياتها على كل الأراضي الفلسطينية، بما يشمل قطاع غزة وبما يصب في مصلحة الفلسطينيين"، وفق ما أفادت "فرانس برس".

وفي أواخر مارس/آذار الماضي، أعادت السلطة الفلسطينية تشكيل حكومتها في رام الله استجابة لضغوط دولية، حيث عُيّن محمد مصطفى رئيساً جديداً للحكومة التي تم تغيير كامل وزرائها، لكن هذا لا يبدو أنه كاف بالنسبة للمجتمع الدولي. وشدد الرئيس الفرنسي كذلك على "عزم فرنسا على العمل مع الجزائر وشركائها في مجلس الأمن"، "لكي يعبر عن موقف قوي حيال رفح فضلا عن مواصلة الجهود بشأن مشروع قرار فرنسي". كما أكد أن قصف إسرائيل الأخير في رفح يشكل "مأساة جديدة" مقدما "التعازي الحارة إلى الشعب الفلسطيني للحصيلة البشرية التي لا تحتمل في عملية غزة".

ووزعت الجزائر الثلاثاء مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يدعو لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على رفح إضافة إلى "وقف فوري" لإطلاق النار، وفق النص. ويطالب مشروع القرار بـ"وقف فوري لإطلاق النار تحترمه كل الأطراف" و"الإفراج الفوري وغير المشروط عن كل الرهائن".

وعرضت باريس من جهتها نهاية مارس/آذار نصا آخر يهدف خصوصا إلى التحضير لمرحلة ما بعد الحرب في غزة لكنه لا يزال محور مفاوضات.

الصورة
ماكرون يلتقي الرئيس محمود عباس في رام الله، 24 أكتوبر 2023 (Getty)
ماكرون يلتقي الرئيس محمود عباس في رام الله، 24 أكتوبر 2023 (Getty)

واعترفت ثلاث دول أوروبية هي إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسميا الثلاثاء بدولة فلسطين مع هدف معلن يتمثل بدفع السلام قدما، ما أثار غضب الاحتلال الإسرائيلي. وقال ماكرون من جهته إنه "مستعد للاعتراف" بدولة فلسطينية في "الوقت المناسب" وليس تحت "التأثر العاطفي".

عباس يدعو ماكرون للاعتراف بدولة فلسطين

من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لنظيره الفرنسي "التزام الحكومة الفلسطينية ببرنامجها للإصلاح المؤسسي والاستقرار المالي والاقتصادي". ودعا عباس المجتمع الدولي وفرنسا للضغط على إسرائيل للإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة ووقف اقتطاعات منها. وحث عباس الرئيس الفرنسي إلى "ترجمة الصداقة القوية التي تجمع فلسطين وفرنسا، بالاعتراف بدولة فلسطين"، وحشد الدعم الأوروبي لدعم المسعى للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وأشار إلى أهمية الاعترافات المتتالية من قبل دول الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، معتبرا أنها "تعطي الأمل للشعب الفلسطيني بإمكانية تحقيق تطلعاته بالحرية والاستقلال".

بدوره، أكد ماكرون على مسؤولية إسرائيل في عدم عرقلة تحويل الإيرادات وأموال المقاصة للسلطة الوطنية الفلسطينية. وأعرب عن إدانته الشديدة لأعمال العنف التي ترتكب من قبل المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة، وكرر مطالبته لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بوضع حد لها.

وأعادت الحرب على غزة القضية الفلسطينية إلى صدارة الملفات الدولية، لا سيما في ظل تضامن الرأي العام العالمي مع الفلسطينيين في وجه مجازر الاحتلال الإسرائيلي التي خلفت أكثر من 36 ألف شهيد جلهم أطفال ونساء.

المساهمون