وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، إلى الجزائر في زيارة رسمية هي الأولى منذ عام 2017، بعد أزمة سياسية حادة طرأت على العلاقات بين البلدين، وكان في استقباله بمطار الجزائر الدولي الرئيس عبد المجيد تبون وكبار المسؤولين في الدولة.
وأجرى تبون وماكرون محادثات على انفراد في قصر الرئاسة في العاصمة الجزائرية، قبل أن ينضم إليهما وفدا البلدين.
بحسب مسؤولين فرنسيين، فإن عددا من الملفات السياسية والاقتصادية تخص العلاقات الجزائرية الفرنسية في مجالات الطاقة والتجارة والثقافة وتنقل الأشخاص والتعاون في المجال الأمني والعسكري وفي المجال القضائي وتسليم المطلوبين ستطرح خلال هذه الزيارة التي تدوم حتى السبت المقبل، فيما ستشكل ملفات الذاكرة وجرائم الاستعمار محورا هاما في النقاش.
تتمسك الجزائر بجملة من المطالب تخص استرجاع الأرشيف وجماجم المقاومين وملف التعويضات والتفجيرات النووية، وتتوقع من ماكرون مزيدا من الخطوات الجريئة على هذا الصعيد.
وبحسب وثائق الزيارة التي سلمت للوفد الإعلامي المرافق للرئيس ماكرون، فان الأخير سيناقش مع الرئيس تبون ملفات وقضايا إقليمية، على غرار الأزمة في ليبيا والوضع في مالي ومنطقة الساحل، خاصة بعد خروج القوات الفرنسية من مالي قبل أسبوعين.
يرافق ماكرون وزير الداخلية جيرار درامان، ووزيرة الخارجية كاترين كولونا، ووزير الاقتصاد برونو لومار، ووزير الدفاع سيباستيان لوكورني، وقائد أركان الجيش الجنرال تيري بوركارد، ووزيرة الثقافة ريما عبد المالك، إضافة الى عدد من مدراء المؤسسات الاقتصادية ورجال الأعمال والبرلمانيين والكتاب والمثقفين.
وفي برنامج الرئيس ماكرون عشاء على شرفه يقيمه الرئيس تبون الليلة، بعد مؤتمر صحافي مشترك، على أن يلتقي ماكرون يوم غد بمجموعة من الشباب من أصحاب المشاريع والمؤسسات الناشئة، قبل أن يزور المقبرة المسيحية في حي بولوغين في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، ويلتقي بعدها وفدا من الجالية الفرنسية المقيمة في الجزائر.
ينتقل ماكرون بعد ذلك الى مدينة وهران، غربي الجزائر، حيث سيزور موقع سانتا كروز التاريخي في أعالي وهران، ومقر شركة فنية ذاع صيتها قبل أربعين عاما هي "ديسكو مغرب"، ويلتقي بعدد من الكتاب في وهران، قبل أن يغادر من هناك الى باريس.
وبخلاف زيارته السابقة في ديسمبر/كانون الأول 2017، لن يحظى ماكرون في هذه الزيارة باستقبال شعبي في العاصمة الجزائرية، الأمر الذي كان تقليدا متبعا في زيارات رؤساء فرنسا إلى الجزائر، لاعتبارات تخص متغيرات العلاقات الجزائرية الفرنسية منذ عام 2019، وتغير في مؤسسة الحكم في الجزائر، ووجود مناخ جزائري معاد للمصالح الفرنسية، سياسيا وشعبيا، في الفترة الأخيرة بشكل لافت.