- الجيش الإسرائيلي ينفي وجود صلة بين تصرفات وحدة نتساح يهودا ووفاة الأميركي الفلسطيني عمر أسعد، مؤكدًا على التزام الوحدة بالقانون الدولي.
- ردود فعل إسرائيلية قوية ضد العقوبات المحتملة، مع تصريحات من رئيس الوزراء نتنياهو وبيني غانتس تندد بالقرار الأمريكي وتؤكد على الدفاع عن الوحدة ومواجهة العقوبات.
قال قادة إسرائيليون إنّهم سيتصدون لأيّ عقوبات تُفرض على أيّ وحدة عسكرية إسرائيلية بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان، وذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام أنّ واشنطن تعتزم اتخاذ مثل هذا القرار، الأول من نوعه، ضدّ وحدة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ واشنطن تعتزم فرض عقوبات على وحدة نتساح يهودا الإسرائيلية التي تنفذ عمليات في الضفة الغربية. وفيما يلي شرح للتهم الموجهة إلى جنود هذه الوحدة:
ما هي وحدة نيتسح يهودا؟
شُكلت وحدة نيتسح يهودا في عام 1999، لاستيعاب المعتقدات الدينية لليهود المتشددين، وغيرهم من المجندين القوميين المتدينين في الجيش. وأنشأت الحكومة الوحدة لتكون مساراً لهذه المجموعات للخدمة في جيش الاحتلال، من خلال السماح لهم بالحفاظ على ممارساتهم الدينية، مثل منحهم الوقت للصلاة والدراسة، والحد من الاختلاط مع المجندات.
أبرز التهم الموجهة لكتيبة نيتسح يهودا
دعت الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق جنائي بعد اتهام جنود من نيتسح يهودا بالتورط في وفاة عمر أسعد، وهو أميركي فلسطيني يبلغ من العمر 78 عاماً، توفي بنوبة قلبية عام 2022، بعد اعتقاله، وعثر عليه لاحقاً في موقع بناء. وخلص تشريح الفلسطينيين للجثة إلى أنّ أسعد توفي بسبب نوبة قلبية ناجمة عن الإجهاد بسبب التعامل معه بخشونة.
وأثارت القضية اهتماماً استثنائياً بسبب جنسيته المزدوجة، وعمره، ومطالبة وزارة الخارجية الأميركية بإجراء تحقيق في وفاته. وقال الجيش الإسرائيلي إنّ الجنود كمموه مؤقتاً بقطعة من القماش، وكبّلوا يديه برباط بلاستيكي بسبب رفضه التعاون. ووُبّخ قائد وحدة نيتسح يهودا وسرّح ضابطين، لكن المدعين العسكريين الإسرائيليين قرروا عدم توجيه اتهامات جنائية، لأنهم قالوا إنّه لا توجد صلة بين الأخطاء التي ارتكبها الجنود ووفاة أسعد. وقال المدعي العام العسكري إنّ مسؤولاً طبياً عسكرياً وجد أنّه من المستحيل تحديد أنّ وفاته كانت بسبب سلوك الجنود على وجه التحديد، وأنّ الجنود لا يمكن أن يكونوا على علم بحالته الطبية.
ووقعت عدة حوادث أخرى في السنوات القليلة الماضية، تم تصوير بعضها بالفيديو، إذ اتُهم جنود نيتسح يهودا بإساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين أو وجهت لهم تهم. وعملت الوحدة بشكل أساسي في الضفة الغربية قبل إخراجها من المنطقة في أواخر عام 2022، بعد انتقادات أميركية. وعملت الوحدة في غزّة في الآونة الأخيرة.
ماذا تعني العقوبات؟
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الجمعة، إنّه اتخذ "قرارات" فيما يتعلق باتهامات بأنّ إسرائيل انتهكت مجموعة من القوانين الأميركية التي تحظر تقديم المساعدة العسكرية لأفراد أو وحدات قوات أمن ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأضاف بلينكن أنّ النتائج سيُعلن عنها "قريبا جدا". وتحظر قوانين ليهي، التي صاغها السناتور باتريك ليهي في أواخر التسعينيات، تقديم المساعدة العسكرية لأفراد أو وحدات قوات أمن ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، من دون تقديمها إلى العدالة.
كيف ردّت إسرائيل؟
كانت ردات فعل الزعماء الإسرائيليين على الأنباء المتعلقة بالعقوبات غاضبة. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، إمكانية فرض عقوبات على الوحدة بأنّها "أوج العبث وانحطاط أخلاقي" في وقت تخوض فيه القوات الإسرائيلية حرباً في غزّة ضدّ حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وقال إنّ حكومته "ستتصدى بكل السبل" لأي عقوبات. وتحدث عضو حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، إلى بلينكن، أمس، وطلب منه "إعادة النظر في قرار فرض العقوبات". وزعم الجيش الإسرائيلي أنّ وحدة نيتسح يهودا التابعة له وحدة قتالية نشطة وتعمل وفقا لمبادئ القانون الدولي.
(رويترز)