استهلّ الرئيس الأميركي جو بايدن لقاءه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض، اليوم الإثنين، بالتصريح عن نيّته تصنيف قطر "حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي" (الناتو).
الإعلان ليس الأول من نوعه، إذ صدر موقف مماثل عن الإدارة الأميركية السابقة، غير أنّه هذه المرّة جاء على لسان رئيس الولايات المتحدة نفسه.
ما دلالة تصنيف قطر "حليفاً رئيسياً" خارج "الناتو"؟ وما مضامينه؟
بحسب تعريف وزارة الخارجية الأميركية، فإن التصنيف الجديد يندرج تحت القانون الأميركي، ويمنح الطرف المعني امتيازات محددة في مجالات التعاون الدفاعي والأمني والتجاري، وهو بمثابة مؤشر قوي إلى العلاقات الوثيقة بين الولايات المتّحدة والدولة المشمولة بهذا التصنيف.
لكن هذا التعريف، وفق موقع الوزارة، لا يتضمّن أي التزامات أمنية متبادلة بين الولايات المتحدة والأطراف المعنية.
تشمل الامتيازات المتاحة ما يلي:
- أهلية اقتراض أدوات، أو معدات، لغايات البحث المشترك، والتطوير، والاختبار، والتقييم.
- أهلية تخزين مخزونات حربية مملوكة للولايات المتحدة على أراضيها، خارج منشآت الجيش الأميركي.
- الدخول في اتفاقيات مع الولايات المتحدة للتدريب المشترك على أساس ثنائي أو متعدد الأطراف، إذا كانت الترتيبات المالية متبادلة وتنص على سداد جميع التكاليف المباشرة للولايات المتحدة.
- أهلية أن تؤخذ الدولة المصنّفة في الاعتبار لشراء ذخائر اليورانيوم المستنفذة.
- أهلية الدخول في مذكرة تفاهم أو اتفاقية رسمية أخرى مع وزارة الدفاع الأميركية لغرض إجراء البحوث التعاونية ومشاريع التطوير المتعلقة بالمعدات والذخائر الدفاعية.
- يسمح التصنيف، كما هو الحال مع دول حلف شمال الأطلسي، بتقديم عطاءات على عقود صيانة أو إصلاح أو إصلاح معدات وزارة الدفاع الأميركية خارج الولايات المتحدة.
- يسمح التصنيف أيضاً بالتمويل لشراء أجهزة الكشف عن المتفجرات وغيرها من مشاريع البحث والتطوير في مجال مكافحة الإرهاب تحت رعاية فريق عمل الدعم الفني التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
ويأتي هذا الإعلان بعدما شهدت الأعوام الماضية أربع جلسات حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر، وقد اختُتمت ثالثتها، في سبتمبر/ أيلول 2020، بتصريح في هذا الاتجاه لنائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الخليج تيموثي لندركينغ، قال فيه إن بلاده "بصدد المضي قدما، ويحدوها الأمل بإعلان قطر حليفا رئيسيا من خارج حلف الأطلسي".
وثمّة 17 دولة تقع ضمن هذا التصنيف حاليًّا، بينها 6 دول عربية، هي مصر، والأردن، والبحرين، والكويت، والمغرب، وتونس.
وقد شهد العام الماضي مستجدات جوهريّة دفعت العلاقات بين قطر والولايات المتحدة قدمًا، أبرزها الانسحاب الأميركي من أفغانستان الذي رافقته سيطرة حركة "طالبان" على البلاد، والدور المركزي الذي لعبته قطر في تسهيل إجلاء الرعايا الأجانب، وجهود الوساطة التي قادتها بين حكام البلاد الجدد وعدّة لاعبين استراتيجيين على الساحة الدولية.
وأكد الرئيس الأميركي، خلال استقباله أمير قطر اليوم الإثنين، أنه سيبلغ الكونغرس بنيته تصنيف قطر "حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي" (الناتو).
وأشاد الرئيس الأميركي بـ"العلاقات القوية" مع قطر، مشددا على أن "علاقاتنا كانت أساسية في كثير من القضايا، إذ ساعدتمونا في إجلاء الآلاف من أفغانستان، وكثير من الملفات الحيوية، ولدينا الكثير لنناقشه".
وفيما وصف بايدن أمير دولة قطر بـ"الصديق" وقطر بـ"الحليف منذ 50 عاماً"، فإنه شكر أمير دولة قطر "على الالتزام تجاه الصداقة بين البلدين".
من جهته، شدد أمير دولة قطر، في تصريحات عند بدء اللقاء، على الشراكة القوية بين البلدين، ولفت إلى أنه سيتحدث مع بايدن عن الأمن في منطقة الشرق الأوسط، وكيف أن "العمل معاً يمكن أن يحقق نتائج مهمة على غرار ما جرى في أفغانستان".
وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أول زعيم خليجي يستقبله بايدن في البيت الأبيض منذ توليه الرئاسة مطلع العام الماضي، نيّته مناقشة حقوق الشعب الفلسطيني وقضايا الأمن الإقليمي مع بايدن.