- تصاعدت المخاوف الأمريكية بعد معلومات استخباراتية عن مفاوضات متقدمة بين النيجر وإيران، وصلت إلى توقيع اتفاق مبدئي يسمح لإيران بالحصول على اليورانيوم، رغم عدم إنجاز الصفقة بعد.
- زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية إلى نيامي لمناقشة العلاقات المستقبلية والديمقراطية، أثارت مخاوف بشأن الاتفاق مع إيران والتقارب مع روسيا، فيما يبقى مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في النيجر غير مؤكد.
كشف مسؤولون نيجريون وأميركيون لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن أن قرار النيجر إنهاء تحالفها مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب، جاء بعد أن اتهم مسؤولون أميركيون كبار، المجلس العسكري الحاكم في البلاد، بالبحث سراً في اتفاق يسمح لإيران بالوصول إلى احتياطات الدولة الأفريقية من اليورانيوم.
ووفق تقرير نشرته الصحيفة الأميركية، الأحد، يوجه قرار النيجر ضربة خطيرة لجهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لاحتواء التمرّد الإسلامي في منطقة الساحل الأفريقي.
وفي الأشهر الأخيرة، قال مسؤولون أميركيون وغربيون آخرون إنهم حصلوا على معلومات استخباراتية، تشير إلى أن المجلس العسكري في النيجر يدرس إبرام صفقة مع إيران، من شأنها أن تمنح إيران إمكانية الوصول إلى بعض احتياطات اليورانيوم الهائلة في البلاد. وذكرت الصحيفة أن القلق الأميركي يتمثل في أن المناقشات حول هذا الاتفاق استمرّت في يناير/ كانون الثاني، عندما التقى رئيس الوزراء المعيّن من قبل المجلس العسكري علي الأمين زين، بالرئيس إبراهيم رئيسي وغيره من كبار المسؤولين في طهران.
وتحدث مسؤولون غربيون في فبراير/شباط الماضي، عن أن المحادثات بين النيجر وإيران وصلت إلى مرحلة متقدمة للغاية. وقال شخص مطلع على الموضوع، إن الطرفين وقّعا اتفاقاً مبدئياً يسمح لطهران بالحصول على اليورانيوم من النيجر، في وقت أكد مسؤولان آخران أن الصفقة لم يتمّ إنجازها بعد.
وبلغت هذه المخاوف ذروتها الأسبوع الماضي، عندما سافرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في إلى نيامي، لإجراء محادثات مع المجلس العسكري حول العلاقات المستقبلية بين البلدين، وما قالت وزارة الخارجية إنها ستكون مناقشات حول "عودة النيجر إلى المسار الديمقراطي".
وأثارت خلال الاجتماعات مع المسؤولين في النيجر، قلق واشنطن بشأن التوصل إلى اتفاق مع إيران، وفقاً لمسؤولين أميركيين ونيجريين وصفوا الاجتماعات بأنها متوترة للغاية. وانتقدت أيضاً عدم إحراز تقدّم في عودة النيجر إلى حكومة منتخبة، وأثارت مخاوف بلادها بشأن الوصول الوشيك لمدرّبين ومعدات عسكرية روسية إلى البلاد.
والسبت، أعلن المجلس العسكري في النيجر، أنه لم يعد هناك أي مبرر للوجود العسكري الأميركي في البلاد، من دون أن يدعو إلى رحيل القوات الأميركية الموجودة هناك.
وأثناء قراءة الإعلان، لم يصل المتحدث باسم المجلس العسكري كولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن إلى حد القول إن القوات الأميركية يجب أن ترحل.
وتلعب النيجر دوراً مركزياً في العمليات العسكرية الأميركية في منطقة الساحل الأفريقي، وهي موطن لقاعدة جوية رئيسية. وتشعر الولايات المتحدة بالقلق إزاء انتشار عنف المتطرفين في المنطقة، حيث أعلنت جماعات محلية الولاء لتنظيمي القاعدة وداعش المتطرفين.
وفي السياق، قال المسؤولون الأميركيون، الذين يشعرون بالقلق من فقدان حليف في مركز التمرد الإقليمي العنيف، إنهم يأملون في أن يسمح المجلس العسكري للقوات الأميركية بالبقاء في البلاد. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير في وزارة الدفاع قوله إن هذا الأمر "يثير التساؤل" حول كيف يجب على الولايات المتحدة تعديل نهجها تجاه غرب أفريقيا، مضيفاً: "هذا لا يبشر بالخير"، لكنه تابع: "لا أعتقد أننا يجب أن نستسلم بعد".