قللت تقارير وصحف غربية من جدية إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نيته نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا، معتبرة أن موسكو غير مستعدة لخطوة مماثلة.
وقالت صحيفة "ذا غارديان" إنه من الصعب تصديق الجدول الزمني الذي وضعه بوتين لتخزين الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا، لافتة إلى أنه على الرغم من موافقة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو على استضافة قواعد نووية روسية إلا أن القليل من الأعمال المرتبطة بهذه الخطوة قد بدأت.
واعتبرت الصحيفة في تقريرها أن تهديدات بوتين الأخيرة تشابه تصريحاته في فبراير/شباط من العام الماضي، بوضع الترسانة النووية الروسية في حالة تأهب قصوى، في حين أنه لم يكن هناك أي تغيير ملموس في الوضع النووي للبلاد، أو أي تحركات غير عادية لأسلحتها.
تشكيك في الجدول الزمني
وكان الرئيس الروسي قد أعلن، السبت الماضي، أن بلاده ستباشر بتدريب الفرق اعتباراً من الثالث من إبريل/نيسان المقبل، على أن تنجز بناء مستودع خاص للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا، في الأول من يوليو/تموز.
ووفقاً لصحيفة "ذا غارديان"، شكك خبراء نوويون في مثل هذه الجداول الزمنية الطموحة، وأشاروا إلى أن روسيا تعمل على منشأة لتخزين الأسلحة النووية في كالينينغراد منذ سبع سنوات على الأقل، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت القنابل قد وصلت بالفعل إلى هناك.
وقالت الصحيفة إنه "حتى الآن، لم تشر أي صور عبر الأقمار الصناعية إلى أن هناك شيئًا مشابهًا يتم بناؤه في بيلاروسيا".
ونقلت الصحيفة عن مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأميركيين هانز كريستنسن قوله: "لقد نظرت حولي إلى بعض القواعد المحتملة ولا أرى أي شيء يشير إلى بناء موقع تخزين نووي".
محاولة لفت انتباه ومناورة روسية
وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين حاول لفت الانتباه في خطابه إلى "انتهاك" الولايات المتحدة لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ونشرها قنابل "بي 61" في دول ألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا وتركيا.
وذكرت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كانت تفكر في سحب هذه القنابل من أوروبا، لكن بعض الحلفاء الأوروبيين قاوموا خطوة كهذه، ثم ساءت العلاقات مع موسكو مرة أخرى، وبدلاً من إزالتها، تم تحديث القنابل، لافتة إلى أن واشنطن بصدد نقل النسخ الجديدة إلى أوروبا.
وقال كريستنسن: "ليس هناك شك في أنه لو لم يبدأ بوتين حربه على شبه جزيرة القرم في عام 2014، فمن المحتمل جدًا أن يكون قد تم سحب الأسلحة النووية الآن".
واعتبرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية أن خطاب بوتين كان بمثابة تصعيد لحالة الحرب في أوكرانيا، وتحذير للغرب من عواقب انتصار أوكرانيا في هجومها المضاد في مدينة باخموت التي وضعت موسكو جل الثقل العسكري للسيطرة عليها.
ونقلت الصحيفة عن وزارة الدفاع البريطانية أن الهجوم الروسي الذي استهدف مدينة باخموت قد "توقف" وأنه يتجه نحو موقف دفاعي على طول الجبهة.