ما موقف المعارضة السورية من تصريحات أردوغان بشأن نظام الأسد؟

29 يونيو 2024
أردوغان يجيب عن أسئلة الصحافيين في إسطنبول، 28 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصريحات الرئيس التركي أردوغان حول لقاء محتمل مع الأسد تثير ردود فعل متباينة، خاصة من المعارضة السورية التي تعبر عن استيائها وقلقها، مع تأكيد أردوغان على نية تطوير العلاقات دون التدخل في الشؤون السورية.
- تظاهرات في سوريا ضد فتح معبر أبو الزندين كخطوة نحو التطبيع بين النظام والمعارضة بتنسيق تركي روسي، تعكس رفض المعارضة لأي تقارب مع النظام السوري وتوحيد الجهود ضد الفصائل الكردية.
- هادي البحرة يشدد على ضرورة حل سوري يضمن العدالة والسلام المستدام، مؤكدًا على أهمية التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 2118 و2254 كأساس لأي حل، مع التأكيد على أن الحل يجب أن ينطلق من مصالح الشعب السوري.

أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة والتي أشار فيها إلى إمكانية لقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد، ردود فعل منددة وغاضبة في أوساط المعارضة السورية وإن كان بعضها حذراً، نظراً للعلاقة الوثيقة مع الحكومة التركية.

وقال أردوغان أمس الجمعة إنه سيعمل على تطوير العلاقات مع سورية بالطريقة نفسها التي جرت في الماضي. وأضاف: "كما حافظنا على علاقاتنا مع سورية حية للغاية، فقد عقدنا هذه الاجتماعات مع السيد الأسد في الماضي، بما في ذلك اجتماعات عائلية، ومن المستحيل تماماً أن نقول إن ذلك لن يحدث غداً، بل سيحدث مرة أخرى"، مؤكداً في الوقت نفسه عدم وجود نية لتركيا بالتدخل في شؤون سورية الداخلية.

وردد متظاهرون هتافات مناهضة لتصريحات أردوغان أمس الجمعة خلال تظاهرة رفضاً لفتح معبر أبو الزندين بين مناطق سيطرة النظام السوري والمعارضة، في الشمال، والذي يعتقد أنه يجرى التحضير لفتحه بناء على تنسيق تركي روسي، تمهيداً لإدخال مؤسسات النظام إلى مناطق المعارضة. كما شهدت مدينة أعزاز شمال غربي حلب ومدينة أطمة في ريف إدلب الشمالي تظاهرات مماثلة احتجاجاً على فتح المعبر، ورفضاً لما دعا إليه وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الثلاثاء الماضي، حول توحيد النظام والمعارضة، ضد الفصائل الكردية المسلحة في شرق سورية.

وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة، على منصة إكس، الثلاثاء، عقب تصريحات فيدان، إنّ "الحل القابل للاستدامة في سورية، لا يكمن بالوصول لتفاهمات بين الدول والنظام لحماية مصالحها وأمنها، وإنما بإقناع السوريين داخل سورية، والنازحين، واللاجئين، والمهجرين، والمهاجرين، بأنه قد بات لديهم دولة فيها دستور ينفذ ويُحترم، وقوانين تضمن أمنهم الخاص وأمن المجتمع، وتضمن حقوقهم، وتكفل حرياتهم، وتؤمن لهم فرص الحياة الحرة، والكريمة، والآمنة، والمستقرة، دولة يمكنهم البقاء فيها أو العودة إليها".

وشدد البحرة على أنّ "جوهر الثورة سوري، وجوهر الحل سوري، ولا يمكن تحقيق السلام المستدام، دون تحقيق العدالة لضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ودون إطلاق سراح المعتقلين ومعرفة مصير المغيبين قسرياً"، إضافة إلى "إعادة تدوير عجلة الاقتصاد الذي يعتمد على إعادة توحيد سورية أرضاً وشعباً، وعلى عودة أبناء سورية إلى وطنهم"، مؤكداً أن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا بالتنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن رقم 2118 (2013)، و2254 (2015).

من جانبه، تساءل الرئيس الأسبق للائتلاف، معاذ الخطيب، في منشور على "إكس"، الجمعة، عن "المسؤول عن فاتورة خسائر الشعب السوري الباهظة"، معتبراً أنّ "تقدير الموقف السياسي لإحدى الدول، (في إشارة لتركيا)، كان يصرّ على أنّ القصر الجمهوري في دمشق سيكون تحت سيطرتها خلال ستة أسابيع. وأضاف موجهاً الانتقاد لموقف المعارضة السورية في تلك الفترة (بداية الثورة السورية) أنّ النظام حينها كان في منتهى الارتباك والضعف، وكان حلفاؤه الروس والإيرانيون يبحثون عن جهة يتفاوضون معها إذا تفهمت مصالحهم، لكن سلبية المعارضة، ومن كان يدعمها كانت دافعاً لمزيد من تصلب النظام، ووقعت المعارضة في خطأ آخر قاتل عندما خونت كل من حاول كسب حلفاء النظام للبحث عن مخرج مناسب للخلاص منه، لكنها رضيت لأصدقاء الشعب السوري أن يتواصلوا هم بدلاً عنها مع كل الأطراف، وأعطتهم الوصاية على حراكها فعزلت نفسها تماماً وخرجت عملياً من أي حل، وحتى اليوم لم تتنبه لما فعلته". وختم بالقول: "كنا في غاية القوة للبحث عن حل لموضوع السيد الأسد وهو في غاية الضعف. وتأخر الانتباه إلى ذلك أحد عشر عاماً بعدما تغيرت المعطيات للجميع دون رجعة".

من جانبه، تساءل المعارض السوري العميد أحمد رحال في حديث لـ"العربي الجديد" عم إذا كان لدى المعارضة السورية أي خطط بديلة في حال قررت تركيا المضي قدماً في خيار الانفتاح على نظام الأسد، وهل ستواكب تركيا في هذا المسعى، أم تتمرد عليها. وقال رحال إنّ هذا السؤال مطروح على مجمل عناوين المعارضة السورية من الائتلاف إلى الحكومة المؤقتة إلى الفصائل العسكرية، وجميعها مدعومة من تركيا، أو موجودة على الأراضي التركية، "وعليها أن تجيب عن هذه الاحتمالات"، منتقداً الصمت المطبق لتلك الجهات حيال ما يجري من تطورات على هذا الصعيد.

واعتبر الباحث في مركز "أبعاد للدراسات الاستراتيجية" فراس فحام أنّ عودة الحديث عن التطبيع مع الأسد لا تتعلق بأي انتخابات تركية مقبلة أو قطع الطريق على استغلال ملف اللاجئين في تركيا، بل بجهود روسية تستغل غضب تركيا من نية "قسد" إجراء انتخابات محلية برضا أميركي.

أما الصحافي والباحث السوري نضال معلوف فقد رأى في منشور له على "إكس" أنّ هناك "مبالغة من جانب أوساط المعارضة في تحميل تصريحات أردوغان معاني قد لا تكون حقيقة". وقال إنّ الرئاسة التركية التي نقلت تصريحات أردوغان وصفت الأسد "برئيس النظام" وليس بالرئيس السوري، معتبراً أنّ "مضمون التصريحات التي قدمت على شكل "جزرة" سياسية، ليس فيها أي جديد، ويراد منها أن يركض الأسد لتقديم مزيد من التنازلات لتركيا".

المساهمون