ما نعرفه عن تفجيرات أجهزة بيجر التابعة لحزب الله في لبنان

18 سبتمبر 2024
مدخل أحد المستشفيات الذي يستقبل المصابين في بيروت، 16 سبتمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تفاصيل الانفجارات وموقعها**: وقعت انفجارات أجهزة البيجر في الضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع، مما أدى إلى إصابات جسدية دون أضرار جسيمة أو حرائق كبيرة.
- **نوعية الأجهزة وآلية التفجير**: استخدم الموساد الإسرائيلي أجهزة بيجر تايوانية الصنع وزرع فيها متفجرات، مما يعزز فرضية تورط إسرائيل في الانفجارات.
- **ردود الفعل والتداعيات**: وصفت وزارة الخارجية اللبنانية الانفجارات بأنها "هجوم إلكتروني إسرائيلي"، وتسعى الولايات المتحدة لمنع تصعيد الصراع بين إسرائيل وحزب الله.

مع تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي عملية اختراق لأجهزة بيجر تابعة لعناصر حزب الله وتفجيرها ما أدى إلى وقوع آلاف الإصابات، في عملية هي الأكبر التي تنفذها إسرائيل ضد حزب الله منذ بدء الحرب بينهما في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تبقى الفرضيات حول الآلية وطريقة التنفيذ مطروحة، خصوصاً في وقت اعتبر فيه خبراء إسرائيليون أن هذه العملية "نجاح استراتيجي" لإسرائيل.

وفيما يلي عرض لما نعرفه حتى الآن عن تفجيرات أجهزة البيجر.

  • متى وأين وقعت الانفجارات؟

بدأت انفجارات أجهزة البيجر في حوالي الساعة 3:30 بالتوقيت المحلي (13:30 بتوقيت غرينتش) في الضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع بشرق لبنان. واستمرت موجة الانفجارات نحو ساعة، وقال شهود من رويترز وسكان الضاحية الجنوبية إنهم سمعوا الانفجارات حتى الساعة 4:30 بالتوقيت المحلي (17:30 بتوقيت غرينتش). ووفقاً لمصادر أمنية ولقطات فيديو راجعتها رويترز، وقعت بعض التفجيرات عقب رنين أجهزة البيجر مما دفع حامليها إلى الإمساك بها أو تقريبها من وجوههم لتفقد الشاشة.

  • ما مدى ضخامة الانفجارات؟

أظهرت مقاطع الفيديو التي راجعتها رويترز أن التفجيرات كانت محدودة النطاق نسبياً. وأظهر مقطعان منفصلان التقطتهما كاميرات مراقبة في متجرين أن التفجيرات أصابت فيما يبدو الشخص الذي يحمل جهاز البيجر والقريبين منه.

 وأظهر أيضاً مقطع فيديو مصور في مستشفيات وجرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي أفراداً بترت أصابعهم أو مصابين بجروح في الوجه أو أو عند الخصر حيث يوضع جهاز البيجر عادة. ولم تحدث التفجيرات فيما يبدو أضرارا جسيمة أو تسفر عن نشوب أي حرائق.

  • ما نوع أجهزة البيجر التي انفجرت؟

قال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لرويترز إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع كمية صغيرة من المتفجرات داخل خمسة آلاف جهاز بيجر تايواني الصنع طلبها حزب الله قبل أشهر. وذكر المصدر اللبناني أن الجماعة طلبت أجهزة البيجر من صنع شركة غولد أبوللو التايوانية، والتي تقول عدة مصادر إنها دخلت البلاد في وقت سابق من هذا العام. وقدم المصدر صورة لجهاز البيجر وهو من طراز (إيه.بي924).

وأظهرت صور لأجهزة بيجر مدمرة حللتها رويترز ملصقات في ظهر الأجهزة تتسق مع تلك التي تصنّعها شركة غولد أبوللو ومقرها تايوان. ولم يرد حزب الله بعد على أسئلة رويترز حول نوع أجهزة البيجر. وقال مؤسس غولد أبوللو إن الشركة لم تصنع أجهزة البيجر التي تعرضت للانفجار في لبنان لكنها من إنتاج شركة في أوروبا لها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية.

وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله لرويترز إن مقاتلي الجماعة يستخدمون أجهزة البيجر لمحاولة تجنب تعقب إسرائيل لمواقعهم. وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن الأجهزة التي انفجرت كانت أحدث طراز اشتراه حزب الله في الأشهر القليلة الماضية.

  • ما سبب انفجار أجهزة البيجر؟

قال حزب الله إنه يجري تحقيقاً ‏أمنياً وعلمياً في أسباب التفجيرات، وتوعد إسرائيل بأنها ستنال "القصاص العادل". وتكهنت مصادر دبلوماسية وأمنية بأن سبب التفجيرات ربما يكون انفجار بطاريات الأجهزة نتيجة ارتفاع محتمل في درجة حرارتها. لكن آخرين قالوا إن إسرائيل ربما تكون قد اخترقت سلسلة توريد الأجهزة لحزب الله. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر من بينها مسؤولون أميركيون القول إن إسرائيل زرعت مواد متفجرة ضمن دفعة جديدة من الأجهزة قبل تصديرها إلى لبنان.

وقال العديد من الخبراء الذين تحدثوا إلى رويترز إنهم يشكون في أن البطارية وحدها ستكون كافية لإحداث انفجارات. وذكر بول كريستينسن الخبير في سلامة بطاريات الليثيوم أيون في جامعة نيوكاسل أن الأضرار الناجمة عن انفجار أجهزة البيجر يبدو أنها لا تتسق مع الحالات السابقة لتلف البطاريات المماثلة. وأضاف: "ما نتحدث عنه هو بطارية صغيرة نسبيا تتحول إلى لهب. لا نتحدث عن تفجير قاتل هنا... حدسي يخبرني بأن هذا غير مرجح".

وقال أوفوديك إيزيكوي أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة تكساس في أوستن إن سبباً آخر للشك في أن الانفجارات ناجمة عن ارتفاع درجة حرارة البطاريات هو أن البطارية المشحونة بالكامل هي فقط التي يمكن أن تشتعل فيها النيران أو تنفجر. وأضاف: "عند (شحن) أقل من 50%... ستتولد غازات وأبخرة، لكن لن تحدث حرائق أو انفجارات. ومن المستبعد للغاية أن تكون جميع بطاريات الأجهزة التي انفجرت مشحونة بالكامل".

  • ما الذي تقوله السلطات؟

وصفت وزارة الخارجية اللبنانية الانفجارات بأنها "هجوم إلكتروني إسرائيلي"، لكنها لم تقدم تفاصيل حول كيفية التوصل إلى هذا الاستنتاج. وقال وزير الإعلام اللبناني إن الهجوم اعتداء على سيادة لبنان. وأحجم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن الرد على أسئلة من رويترز بشأن الانفجارات.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تجمع معلومات وإنها ليست متورطة. وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه لن يكون هناك تغيير في وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط في أعقاب الانفجارات.

  • ما تداعيات الصراع بين إسرائيل وحزب الله؟

يرى محللون أن هناك احتمالاً للتصعيد بين إسرائيل وحزب الله، إلا أن الخبراء أكثر تشككاً، في الوقت الراهن، بشأن احتمال نشوب حرب وشيكة واسعة النطاق. وتسعى الولايات المتحدة لمنع اندلاع مثل هذه الحرب وترى أن الطرفين لا يريدانها. وقال ماثيو ليفيت، المسؤول الأميركي السابق ومؤلف كتاب عن حزب الله، إن انفجارات أجهزة الاتصال قد تعطل عمليات الحزب لبعض الوقت.

  • هل بطارية الليثيوم هي سبب الانفجار؟

تحتوي الأجهزة الحديثة، بما في ذلك بعض أجهزة النداء، على بطاريات الليثيوم التي يمكن أن تنفجر أو تشتعل إذا ارتفعت درجة حرارتها بشكل مفرط أو لامست المعادن بشكل مباشر. ومع ذلك، يقول الخبراء إنه من غير المرجح للغاية أن تكون بطارية الليثيوم هي السبب في انفجارات يوم الثلاثاء.

وقال ريتشارد ماير، الخبير الرئيسي في شركة ماير للتحقيق في الحرائق، والذي أشرف على العديد من التحقيقات في حرائق بطاريات الليثيوم، في حديثه مع صحيفة واشنطن بوست، إن بطاريات الليثيوم الصغيرة مثل بطارية AA العادية يمكن أن تنفجر وتسبب حروقًا. في إحدى الحالات، انفجرت بطارية صغيرة في جيب شخص بعد ملامستها للعملات المعدنية، مما تسبب في حروق شديدة. 

وأظهرت مقاطع فيديو مصورة للهجوم نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أن أجهزة النداء تنفجر على الفور، بدلاً من اشتعال النيران فيها، مع أن بطاريات الليثيوم التي ترتفع درجة حرارتها في بعض الأحيان تشتعل فيها النيران قبل انفجارها وبعده، وهو ما قد يجعل خيارات أخرى لآلية تنفيذ إسرائيل هجومها مطروحة أيضاً.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون