توغلت دبابات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، في أراض فارغة بشارع صلاح الدين شرقي مدينة غزة، قبل أن تنسحب منها بعدما واجهتها المقاومة الفلسطينية بصواريخ موجهة، ما يطرح تساؤلات حول نوايا الاحتلال بهذه المنطقة التي تبعد نحو 3 كيلومترات عن السياج الحدودي مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مراسل "العربي الجديد" في غزة إن الاحتلال دفع بتلك القوات إلى منطقة تبعد نحو 3 كيلومترات عن حدود غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أن الاحتلال حاول من وراء التوغل قطع التواصل بين شمال مدينة غزة من جهة والمناطق الجنوبية من جهة أخرى.
وأشار إلى أن المناطق التي اقتحمت منها قوات الاحتلال شمال قطاع غزة، وتحديداً مناطق بين حانون وبيت لاهيا، هي مناطق مخلاة ومناطق زراعية تبعد عن المناطق السكنية بين 3 إلى 4 كيلومترات، وهي مناطق يصعب التحرك فيها.
وأوضح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل من المنطقة الشرقية لمستوطنة سابقة كان اسمها "نيتساريم" تقع على امتداد شارع على صلاح الدين، ليس بها سكان كثر.
وشدد على أنه رغم التوغل لا يمكن اعتبار أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قد دخلت فعلياً إلى قطاع غزة، معتبراً أن ذلك سيحدث فقط إذا وصلت قوات الاحتلال إلى وسط مخيم جباليا، أو مدينة بيت لاهيا، أو مجمع الشفاء الطبي، أو حي تل الهوى.
وأشار مراسل "العربي الجديد" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حاول من خلال توغله إلى المستوطنة السابقة قطع التواصل بين شمال قطاع غزة والمناطق الجنوبية، وفصل شمال قطاع غزة ومدينة غزة عن وسط وجنوب قطاع غزة.
ونبه إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن ليلة أمس أن خط صلاح الدين منطقة آمنة ودعا السكان إلى الذهاب إليها، لكن يبدو أنه كان يحضر لاستهداف المواطنين والمدنيين في الشارع، مشدداً على أن المناطق التي توغلت إليها قوات الاحتلال ليست ذات كثافة سكانية وهي مناطق حدودية تماماً.
وقال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن الاحتلال الإسرائيلي أدخل دبابات إلى مناطق رخوة، بعد أن قصف وأحرق كل شيء فيها ثم تراجع عن تمركزه في بعض مناطق الاشتباك بسبب تصدي المقاومة.
أما المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فأشار إلى أنه لا يوجد أي تقدم بري داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع، وما جرى في شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات وجرافات من منطقة زراعية فارغة.
وأضاف أن الدبابات استهدفت سيارتين مدنيتين في شارع صلاح الدين وجرفت الطريق، قبل أن تجبرها المقاومة على التراجع، مؤكداً أن حركة المواطنين عادت لطبيعتها.