لا تزال روسيا تبذل جهوداً لتنظيم لقاء مشترك بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورأس النظام السوري بشار الأسد، لا سيما أن أردوغان لمح قبل عدة أيام إلى أن عقد لقاء مع الأسد أمر ممكن، وذلك بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين قرابة 11 عاماً.
بدوره، قال الممثل الخاص للرئيس الروسي في سورية ألكسندر لافرنتييف، خلال تصريحات صحافية، إن "موسكو تعمل على تنظيم لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان"، مؤكدا أنه على تركيا "أن تنظر في هذا اللقاء، ونعتقد أن مثل هذا الاجتماع سيكون إيجابياً ومفيداً بشكل عام"، مضيفاً: "نحن نعمل في هذا الاتجاه، وإمكانية عقد اجتماع للرؤساء في روسيا متاحة دائما، فموسكو تؤيد ذلك".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد، في تصريحات صحافية في الـ23 من نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، أن عقد لقاء مع رأس النظام السوري بشار الأسد "أمر ممكن"، بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية مع النظام منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، موضحاً أنه "لا مجال للنقمة في السياسة"، مشدداً على أنه "في النهاية، تؤخذ الخطوات في ظل أفضل الظروف".
وفي أغسطس/ آب الفائت، لفت الرئيس التركي، في تصريحات صحافية، إلى أنه "لا يمكنه استبعاد الحوار والدبلوماسية مع سورية بالمطلق"، لافتاً إلى أن "الدبلوماسية بين الدول لا يمكن قطعها بالكامل".
وبدأ التحول في الموقف التركي من النظام السوري يطفو على السطح منذ تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو في الـ11 من أغسطس/ آب الفائت، عندما أشار إلى أنه "علينا أن نصالح المعارضة والنظام في سورية بطريقة ما، وإلا فلن يكون هناك سلام دائم"، مضيفاً حينها: "يجب أن تكون هناك إرادة قوية لمنع انقسام سورية".
ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية عن مسؤول لبناني، رفض كشف اسمه، في الـ23 من نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أرسل إلى طهران رسالة مفادها إبلاغ النظام السوري استعداد تركيا لإرسال وفد إلى سورية"، مشددةً وفق المصدر على أن "النظام السوري رفض ذلك، وأنه منفتح على المحادثات في دولة ثالثة".
وبحسب الوكالة، فإن "الرئيس التركي أردوغان دعا في الرسالة إلى عودة قوات النظام إلى المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الآن، والعمل على منعهم من استخدام الغاز والنفط السوري، وإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى سورية"، فيما نفى مسؤول تركي للوكالة وجود أي اتصال مع إيران، مؤكداً أن "طهران تعارض تركيا بشأن القضية السورية"، مُشيراً إلى أن "روسيا من شجعت على التطبيع مع سورية، إلا أنه لا يوجد تطور حتى الآن".
وكانت وكالة "رويترز" قد أكدت في الـ19 من سبتمبر/ أيلول الفائت، نقلاً عن مصدر مسؤول لدى النظام السوري، أن "رئيس مكتب الأمن الوطني، اللواء علي مملوك، ورئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان، عقدا عدة اجتماعات استمرت يومين في دمشق نهاية أغسطس"، موضحاً أن الهدف من الاجتماعات "تمهيد الطريق لجلسات على مستوى أعلى".
كما نقلت الوكالة عن مسؤول تركي كبير ومصدر أمني تركي أن "فيدان ومملوك ناقشا خلال الاجتماعات الكيفية التي يمكن أن يلتقي من خلالها وزيرا خارجية البلدين في نهاية المطاف"، مضيفةً أن "روسيا تريد أن تتخطى سورية وتركيا مشاكلهما وتتوصلان إلى اتفاقات معينة تصب في مصلحة الجميع".