تظاهر عشرات المدنيين من أبناء العشائر والنازحين في ساحة بلدة العزبة بريف محافظة دير الزور الشمالي، الواقعة ضمن مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شرقي سورية، اليوم الأحد، معبرين عن رفضهم المطلق للمصالحة مع النظام السوري، ومؤكدين ثوابت الثورة السورية.
وقال الناشط أمجد الساري، من أبناء محافظة دير الزور، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن عشرات المدنيين من أبناء المنطقة تظاهروا اليوم الأحد في بلدة العزبة بريف دير الزور الشمالي، ورفعوا أعلام الثورة السورية ضمن مناطق نفوذ "قسد" معبرين عن رفضهم المطلق للمصالحة مع النظام.
وأكد الساري أن حي الرشدية الواقع تحت سيطرة النظام والمليشيات الإيرانية شهد، الجمعة الفائت، تداول صور من الأحياء المدمرة تؤكد رفض الصلح مع النظام بأي شكلٍ من الأشكال، مؤكدين استمرارية الثورة السورية حتى تحقيق أهدافها.
وأشار الساري إلى أن "مدينة دير الزور، كما هو معلوم، هي من أول المدن التي انتفضت في وجه نظام الأسد، واليوم تعود لتؤكد استمرارية الثورة وتمسكها بمبادئها ومطالبها، وعدم قبولها أي صلح مع نظام الأسد الذي قتل مئات الآلاف وشرد الملايين".
وأضاف: "رأينا هذا من خلال اللافتات التي رفعت داخل مناطق سيطرة نظام الأسد رافضة أي مصالحة معه، كما شاهدنا وقفة احتجاجية أيضاً في مناطق سيطرة (قسد)، رُفعت فيها أعلام الثورة السورية بالرغم من التشديد الأمني وصعوبة الأمر".
وأكد أن هذه رسالة من أبناء محافظة دير الزور بأنه لا يمكن ولا بأي شكل من الأشكال القبول بأي حل لا يفضي إلى محاسبة نظام الأسد على جرائمه، وهو ما أكده المتظاهرون من خلال الوقفات التي نظموها سابقاً في المحافظة.
ورجح الساري استمرار الحراك الثوري في دير الزور، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك تحرك أوسع بالرغم من التشديد الأمني، سواء في مناطق سيطرة "قسد" أو مناطق سيطرة النظام والمليشيات الإيرانية.
وكان الآلاف من الأهالي قد تظاهروا يومي الجمعة والخميس الفائتين في أكثر من 35 مدينة وبلدة في ريفي محافظتي إدلب وحلب، ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي سورية، رداً على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو حول إعادة العلاقات مع النظام السوري وسعي تركيا للمصالحة بين النظام والمعارضة.
ورفع المتظاهرون شعارات عبرت عن رفض الشعب السوري الصلح مع النظام، وطالبوا بإسقاطه ومحاسبة رأس النظام بشار الأسد على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب السوري.
اتفاق طفس يدخل حيز التنفيذ
دخل الاتفاق الأخير في مدينة طفس بريف محافظة درعا الغربي، جنوبي سورية، حيز التنفيذ، وسط ترقب من قبل سكان المنطقة لاستكمال بنود الاتفاق وسحب الحشود العسكرية التابعة لقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية المنتشرة على أطراف المدينة.
وقال الناشط أبو البراء الحوراني، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ، مؤكداً أن "لجنة التفاوض في مدينة طفس توصلت إلى اتفاق مع وفد من النظام يقضي بوقف إطلاق النار، عقب اجتماع في مدينة درعا أمس السبت مع رئيس فرع الأمن العسكري لؤي العلي.
وأشار إلى أن "بعضا من الذين طالب النظام بخروجهم من مدينة طفس خرجوا بالفعل إلى مناطق أخرى من محافظة درعا هم اختاروها"، مشيراً إلى أن حشود النظام والمليشيات الإيرانية العسكرية التي حشدها النظام على فترات متقطعة، خلال الأسبوعين الماضيين، على أطراف مدينة طفس، لا تزال منتشرة حتى اللحظة.
وأوضح الحوراني أنه "بعد خروج المطلوبين من مدينة طفس والبالغ عددهم تقريباً 12 شخصاً، ستدخل قوات النظام إلى المدينة والسهول المحيطة بها لمدة ثلاثة أيام تحت تغطية إعلامية من محطاته التلفزيونية، لإجراء عمليات تفتيش والتأكد من عدم وجود أي مطلوب له داخل المدينة".
وأضاف أن معظم العائلات التي نزحت من المدينة عادت إليها تدريجياً، وسط حالة ترقب من قبل الأهالي لإتمام بنود الاتفاق وسحب الحشود العسكرية الموجودة على أطراف المدينة.
وحاولت قوات النظام خلال الأسبوع الفائت اقتحام مدينة طفس عبر استقدام تعزيزات عسكرية بينها دبابات، من خلال القصف المدفعي والاستهداف بالرشاشات الثقيلة، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، كما تسبب قصف النظام بمقتل مدني واحد وإصابة ثمانين آخرين داخل المدينة خلال تلك الفترة.
مقتل ضابط وعدد من عناصر قوات النظام قرب مدينة الباب
في سياق منفصل، أعلن "الفيلق الثالث" العامل ضمن صفوف "الجيش الوطني السوري"، اليوم الأحد، عن مقتل ضابط وعدة عناصر من قوات النظام، إثر استهداف تجمع لهم بالرشاشات المتوسطة والخفيفة على جبهة بلدة تادف القريبة من مدينة الباب، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" في ريف حلب الشرقي.
وكان عدة عناصر من قوات النظام قد قتلوا وجرحوا خلال الأسبوع الفائت، إثر صد محاولتي تسلل لقوات النظام وتنفيذ هجمات، على يد عناصر من فصيلي "حركة البناء والتحرير" و"الفرقة 13" العاملين ضمن صفوف "الجيش الوطني السوري" على جبهة تادف، شرقي محافظة حلب.
خروج قافلة تضم 400 شخص من مخيم الهول إلى دير الزور
في شأن آخر، خرجت دفعة من النازحين السوريين من مخيم الهول، الذي يضم عائلات من تنظيم "داعش"، بريف الحسكة الشرقي، إلى قراهم وبلداتهم بريف محافظة دير الزور، شرقي البلاد.
وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن 77 عائلة من أرياف محافظة دير الزور، بتعداد 400 شخص، خرجت اليوم ضمن قافلة من مخيم الهول إلى قراها وبلداتها بريف محافظة دير الزور، بعد تسجيل الأسماء من قبل إدارة المخيم التابعة لـ"الإدارة الذاتية".
وأشارت المصادر إلى أن "هذه القافلة تعتبر الـ23 التي تخرج من مخيم الهول منذ إنشائه، وهي الدفعة الثانية خلال الأشهر السبعة الماضية.
وكان وفد عراقي يتبع لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية قد استعاد، الجمعة الفائت، 150 عائلة بمجموع بلغ 620 فرداً من مخيم الهول بريف الحسكة شرقي سورية، حيث تم نقلهم إلى مخيم الجدعة جنوب الموصل ضمن محافظة نينوى العراقية.
ولفتت المصادر إلى أن مخيم الهول بلغ تعداد قاطنيه بعد خروج هذه القافلة اليوم الأحد نحو 54800 شخص، النسبة الكبرى منهم من العراقيين، كما بينهم نحو 2420 من عائلات قتلى ومعتقلي تنظيم "داعش" الأجانب المُنحدرين من نحو 60 دولة.
قتلى وجرحى باشتباكات عشائرية في دير الزور
اندلعت اشتباكات عشائرية خلفت قتلى وجرحى اليوم الأحد، استُخدمت فيها الرشاشات وقذائف آر بي جي في مدينة الشحيل التي تسيطر عليها "قسد"، بريف محافظة دير الزور شرقي سورية.
وقال الناشط الإعلامي في دير الزور إبراهيم الحسين، لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة الشحيل بريف ديرالزور الشرقي منذ صباح اليوم، على خلفية مقتل أحد سكان المدينة نتيجة ثأر قديم، وتطورت فيما بعد باستخدام الأسلحة الرشاشة وقواذف آر بي جي والقنابل، ما أدى لارتفاع الحصيلة حتى الساعة إلى أربعة قتلى وثلاثة جرحى.
وأضاف أن وفدا من وجهاء بلدة الشحيل وعددا من وجهاء المنطقة طلبوا من النقاط العسكرية التابعة لـ"قسد" التدخل لوقف هذه الاشتباكات، بعد عجزهم عن وقف إطلاق النار عبر وساطات عشائرية، لكنها لم تتدخل.
من جانبه، قال الناشط في دير الزور صياح أبو الوليد، لـ"العربي الجديد"، إن الاشتباكات لا تزال مستمرة، وهناك مخاوف كبيرة من ارتفاع عدد الضحايا، وسط تجاهل "قسد" وعدم تدخلها حتى الآن.
وسبق أن قُتل خمسة أشخاص وأُصيب 11 آخرون، في يونيو/حزيران الفائت، باقتتال بين أولاد عمومة في قرية غزيلة التابعة لناحية القحطانية شمالي الحسكة، والخاضعة لسيطرة "قسد"، إثر خلاف بينهم على قطعة أرض. كما قُتل 8 أشخاص وجرح أكثر من 20 آخرين في إبريل/نيسان الماضي في اقتتال عشائري بريف الحسكة، شمال شرقي سورية.
ويعزو البوكمالي سبب ارتفاع حوادث الاقتتال العشائرية وفض الخلافات بالسلاح إلى غياب سلطة القانون وغياب الرادع وانتشار السلاح، وتقصير الجهات المسيطرة في ضبط الوضع الأمني.
وتتكرر حالات الاقتتال العشائري في شمال شرق سورية، وذلك لأسباب تتعلق بثارات قديمة يعاد إحياؤها من جديد.
في سياق منفصل، عثرت "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) في مدينة الرقة، اليوم الأحد، على جثة سيدة مجهولة الهوية ملقاة بالقرب من الفرقة 17 شمال المدينة.
وقال مراسل "العربي الجديد" في الحسكة إن قوات "الأسايش" تلقت بلاغاً من أحد رعاة الأغنام في المنطقة بوجود جثة سيدة أربعينية، تظهر عليها آثار طعنات وملقية بالقرب من مقر الفرقة الـ17 التابعة لـ "قسد" في الرقة، ويظهر عليها "3 طعنات من سلاح أبيض إحداها في العنق"، من دون إيضاح الجهة الفاعلة.