متظاهرو الناصرية يطالبون باستقالة الكاظمي ويتهمون القوات العراقية بالتواطؤ مع مليشيات الصدر

هجوم جديد لأنصار الصدر على متظاهري الناصرية

هاجمت مجموعة مسلحة تستقل سيارات رباعية الدفع العشرات من متظاهري مدينة الناصرية جنوبي العراق الذين عادوا مجدداً للساحة بعد ساعات من هجوم لأنصار رجل الدين مقتدى الصدر أدى إلى مقتل 7 متظاهرين وجرح نحو 100 آخرين.

ووفقاً لناشط من المدينة، فإنّ المهاجمين يستقلون سيارات من طراز "تاهو" رباعية الدفع تحمل أحدها صورة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي تجاه الساحة ما أدى إلى تفرق المتظاهرين بين الأزقة والأفرع الضيقة المحيطة بالساحة، مؤكداً أنّ قوات من الجيش والشرطة الاتحادية وصلت إلى المكان ونشرت العشرات من قواتها مع سيارات مدرعة.

قبل قليل،
مسلحون يقتحمون #ساحة_الحبوبي ويطلقون الرصاص الحي بكثافة ... #الناصرية_تقمع#شباب_التغيير
قناتنا على التليغرام : https://t.co/EcS5WI8hxB pic.twitter.com/MPY53JcfPf

— شباب التغيير #العراق (@YcIraq) November 28, 2020

ولَم ترد لغاية حتى الآن أي معلومات بشأن أي ضحايا جراء الهجوم 
الذي جاء بالتزامن مع قطع التيار الكهربائي عن ساحة الحبوبي ومحيطها.

واشنطن تدين أعمال العنف ضد المتظاهرين جنوبي العراق

أدانت الولايات المتحدة أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين، في بيان نشرته السفارة الأميركية لدى بغداد، في صفحتها على "فيسبوك"، مؤكدة أنه "لا مكان لأعمال العنف غير المبررة في أي ديمقراطية"، وأن "الولايات المتحدة تنضم إلى المجتمع الدولي في الدعوة إلى محاسبة المسؤولين". كما دعت الحكومة العراقية إلى "توفير الحماية للمتظاهرين وغيرهم من المشاركين في الممارسة المشروعة لحرية التعبير".

حظر التجول يرفع الأحد

في جديد الوضع الأمني، قال قائد شرطة ذي قار اللواء عودة سالم، إن حظر التجول سيرفع غداً في حال التأكد من استقرار الوضع الأمني بالمحافظة وفقاً لإيجاز صحافي قدمته وسائل إعلام محلية عراقية.

أول تعليق من الصدر

في أول تعليق له على قيام أنصاره بمهاجمة ساحة اعتصام الحبوبي بمدينة الناصرية جنوبي العراق، والتي أسفرت عن قتل 7 متظاهرين، وجرح نحو 100 آخرين، طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، متظاهري مدينة الناصرية بالعودة إلى منازلهم سالمين، وذلك بالتزامن مع كسر المتظاهرين في المدينة حظر التجول المفروض والعودة إلى ساحة الحبوبي والبدء بنصب خيام جديدة بدلًا من تلك التي أحرقها أنصار الصدر.

وقال الصدر في تغريدة له على موقع "تويتر"، "أنصح المعتصمين أن يعودوا إلى منازلهم سالمين آمنين فهم بحاجة إلى تنظيم صفوفهم من أجل العملية الديموقراطية القادمة"، في إشارة إلى الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في 6 يونيو/ حزيران العام المقبل.

وحذر بالقول "وإلا ضاعت حقوقهم بين مطرقة متشدديهم وسندان الفاسدين"، مطالبا الحكومة بما وصفه "فرض الأمن والقانون في المدينة".

pic.twitter.com/qJ46lITSia

— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) November 28, 2020

يأتي ذلك بالتزامن مع تأكيدات لناشطين لـ"العربي الجديد"، بإعادة نصب أكثر من 7 خيام في ساحة الحبوبي مساء اليوم السبت، بتصعيد يدل على أن المتظاهرين لا ينوون الانسحاب من الاحتجاجات وسط عودة الحراك في البصرة وواسط وأخيراً النجف على وجه التحديد.

بيان ساحة اعتصام الحبوبي

تضمن بيان ساحة اعتصام الحبوبي، "يوم أمس، كانت الناصرية تحضر لأستذكار مجزرة الزيتون في العام الماضي والتي اُرتكبت بحق المتظاهرين العزل وراح ضحيتها العشرات من أبناء الناصرية شهداء بالرصاص الحي ومئات الجرحى والمعاقين، استمر القمع الممنهج من الحكومة والمليشيات الساندة لها يومين آنذاك". 

وتابع: "في ظل هذا الظرف الحزين... تفاجأنا باقتحام ساحة الحبوبي من قبل مليشيات تابعة لإحدى الجهات الحزبية (التيار الصدري) التي اعترفت بالجريمة عبر بيانات تابعة لقيادتها، وهي محملة بكل أنواع الأسلحة، أقدمت على حرق وتجريف كل الخيم في الساحة دون وجه حق، وراح ضحية اقتحامها الجبان هذا شهداء وجرحى تجاوزوا المائة". 

وأضاف: "حدثت هذه المجزرة أمام أنظار القوات الأمنية بكل صنوفها، ولم تقدم أي حماية لساحة الحبوبي، وكأنما الأمر تم باتفاق بين الطرفين، هذه المليشيات سيطرت سيطرة مطلقة على مركز المحافظة بأسلحتها واستطاعت إسقاط المدينة بيدها، والقوات الأمنية والحكومة المركزية والمحلية بوضع تفرج غريب". 

بيان #ساحة_الحبوبي
اعتقد ان كل ما تستطيع ان تقدمه حكومة الصور هو قراءة سورة الفاتحة على الشهداء! #الناصرية pic.twitter.com/3JWkrXBc1k

— Jumana Mumtaz (@JAlbajari) November 28, 2020

وطالب البيان "المرجعية العليا بالتدخل لحماية أرواح الشباب ومعاقبة المليشيات المجرمة عبر تجريمها شرعياً وببيانات واضحة كونها تدعي سلوكاً دينياً تجاه الثورة الشاملة لكل طوائف وأصناف المجتمع العراقي، والضغط معنا على الحكومة والأمم المتحدة لإيجاد مخرج لهذه الأزمة العصيبة". 

كما طالب البيان "حكومة الكاظمي بتقديم استقالتها لهذا الفشل الكبير بحفظ هيبة الدولة وحماية أرواح الشعب وحماية حق الاحتجاج والرفض والتعبير"، مشيراً إلى خذلان الحافظ وقائد الشرطة لأبناء المدينة.

وناشد "الأمم المتحدة بالتدخل فوراً"، بسبب ما اعتبره البيان "عجز الحكومات المتعاقبة عن حماية الشعب"، وختم البيان بالقول: "المجد والخلود لشهدائنا والشفاء العاجل للجرحى، والخزي والعار لقادة الموت والخراب في العراق. 

الإعداد لتظاهرات في مدن الجنوب

قال ناشطون في الناصرية، إنّ حراكاً واسعاً سيطلق بالساعات المقبلة على مواقع التواصل الاجتماعي، للدعوة إلى عودة التظاهرات في عموم المدن المنتفضة بالجنوب العراقي.

ووفقاً للناشط أحمد الناشي، فإنّ مدن كربلاء والنجف والبصرة تستعد فيها لجان تنسيقية لاستعادة الاحتجاجات عبر التنديد بجريمة قمع متظاهري الناصرية. 

🔴_قبل قليل
محافظة ذي قار.

ثوار الناصرية يستعيدون ساحة الحبوبي في الناصرية بهتاف : "هاي طلابه وعد ذي قار شلون تفض وتخلص
عمي أريد اروح للناصرية هناك الحرية و الاحرار🇮🇶✌ pic.twitter.com/xv4Zw5Gkvl

— أبو حلاوة 🇮🇶🇮🇶🇮🇶✌️✌️ (@Fakhir1977) November 28, 2020

وأضاف الناشط، لـ"العربي الجديد"، أنّ الأوضاع ملتبسة في بغداد وساحة التحرير تحت سيطرة مليشيات وأنصار الصدر، لذا نأمل أن يعود الحراك للجنوب أولاً رداً على القمع المليشياوي". 

وحول الأوضاع في ساحة الحبوبي، أكد شهود عيان استمرار تجمع المئات من الشباب في الساحة مع وجود مساعٍ لإعادة نصب خيام جديدة في الساحة، بالتزامن مع الاستعداد لتشييع جماعي لضحايا الساحة الذين قتلوا بنيران أنصار الصدر 

وشوهد انتشار كثيف لقوات الجيش والشرطة في مناطق تواجد المتظاهرين خاصة على جسر الحضارات وشارع الزيتون. 

حظر شامل للتجول في ذي قار وواسط

في إجراء هو الأول من نوعه منذ تفشي جائحة كورونا، وتراجع مستوى الاحتجاجات في العراق، فرضت الشرطة العراقية في محافظتي ذي قار وواسط المتجاورتين جنوبي العراق، حظرا شاملا للتجوال في عموم مدن المحافظتين، ولغاية إشعار آخر.

وأصدرت قيادة الشرطة في المحافظتين بيانات متتالية بخصوص ذلك بالتزامن مع اتساع رقعة التظاهرات في الناصرية والرفاعي وواسط مع بوادر تمددها إلى مدينة سوق الشيوخ.

ووفقاً لقائد شرطة ذي قار الجديد اللواء عودة سالم الجابري، فإن حظر التجول سيكون لغاية إشعار آخر، مضيفاً أن "مهمتنا تحتم علينا اتخاذ الإجراءات التي تحفظ الأمن والاستقرار".

في محافظة واسط التي ارتفع عدد الضحايا فيها إلى ثلاثة متظاهرين أحدهم أصيب بقنبلة دخانية والثاني دهساً بسيارة تابعة للشرطة العراقية خلال تفريق الاحتجاجات والثالث أحرق نفسه احتجاجاً على القمع الذي نفذه أنصار رجل الدين مقتدى الصدر في مدينة الناصرية المجاورة، قالت الشرطة في بيان لها إن حظر التجوال يشمل جميع مدن المحافظة.

تظاهرة واسعة في الكوت

مع بدء عملية تشييع ضحايا هجوم الناصرية الدامي، خرج المئات من سكان مدينة الكوت في تظاهرات واسعة قرب ديوان المحافظة والشارع الرئيس في المدينة وأغلقوا جزء من الشارع بالإطارات والحجارة.

يأتي ذلك بعد ساعات من حادثة وفاة متظاهر في المدينة بعد حرقه لنفسه احتجاجا على القمع الذي تعرض له معتصمي ساحة الحبوبي في الناصرية ليلة أمس على يد أنصار رجال الدين مقتدى الصدر، وشوهد متظاهرين يحرقون إطارات قرب ساحة تموز وسط الكوت، مع انتشار واضح وكثيف للقوات العراقية في المدينة.

إصابات بتظاهرة حاشد بالبصرة

أفاد ناشطون وشهود عيان جنوبي العراق بخروج تظاهرة هي الأولى من نوعها من ناحية أعداد المشاركين فيها منذ عدة أسابيع شارك بها ناشطون وأعضاء منظمات مدنية ومواطنين قرب ساحة البحرية وسط مدينة البصرة الواقعة على مياه الخليج العربي أقصى جنوبي العراق، تنديدا بالقمع الذي تعرض له متظاهرو ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية، من قبل أنصار رجل الدين مقتدى الصدر، والتي أسفرت لغاية الآن عن مقتل 7 مدنيين متظاهرين وجرح نحو90 آخرين.

ورافقت التظاهرات في البصرة انتشار واسع لقوات تتبع قيادة عمليات البصرة العسكرية وشرطة المحافظة المحلية، دون أن تمنعهم من الوصول إلى ساحة البحرية التي تعتبر نواة الاحتجاجات في المحافظة ونجحت حكومة الكاظمي من فض الاعتصام فيها الشهر الماضي، بالتزامن مع إجراء مماثل في بغداد.

وعلى ضوء ذلك، وقعت إصابات بين المتظاهرين جراء إطلاق نار من قبل الأمن العراقي قرب ساحة البحرية وسط المدينة.

من جانبه، قال راديو المربد المحلي الذي يبث من البصرة ومقرب من حكومتها المحلية، إن ناشطا مدنيا يدعى عمار الحلفي تعرض لهجوم في منزله من قبل مسلحين حاولوا تصفيته لكنه نجا من الهجوم.

تظاهرات في مدينتي البصرة والكوت جنوبي العراق بالتزامن مع تشييع ضحايا اعتصام الناصرية

وفاة متظاهر عراقي أضرم النار بنفسه في مدينة الكوت مركز محافظة واسط جنوبي البلاد