احتجاجات العراق: متظاهرو كربلاء يستعدون لتنظيم اعتصام ومحاولة اغتيال جديدة في الديوانية
تتواصل الاحتجاجات العراقية التي تشهدها مدن جنوبية عدة للتنديد بعملية اغتيال رئيس تنسيقيات تظاهرات مدينة كربلاء إيهاب الوزني، فجر أمس الأحد، واستمرت التظاهرات في عدد من المحافظات الجنوبية حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين.
وبدأ محتجون بنصب خيم الاعتصام في ساحة التظاهر بمدينة كربلاء، بحسب مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد" أن المتظاهرين قرروا الاستمرار في مظاهر الاحتجاج السلمي حتى قيام الحكومة بالكشف عن قتلة الوزني وبقية المتظاهرين، مطالبين بإقالة جميع المسؤولين والضباط الذين يقفون وراء قمع الاحتجاجات في كربلاء.
ولفتت المصادر إلى انسحاب قوات مكافحة الشغب من ساحة التظاهر في كربلاء، فجر الاثنين، بعدما فشلت في إنهاء الاحتجاجات.
كما قام متظاهرون في محافظة بابل (100 كيلومتر جنوب بغداد)، بحرق وتمزيق صور القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، رافضين استمرار النفوذ الإيراني في البلاد، وأشاروا إلى أن التظاهرات في المحافظة ستستمر حتى الكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم.
كما أحرق متظاهرون مقر حزب الدعوة، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، في محافظة بابل.
وفي سياق متعلق بالأحداث التي تشهدها مدن الجنوب، حاول مسلحون مجهولون اغتيال أحمد حسن، وهو مراسل يعمل لمحطة فضائية عراقية، قرب منزله في محافظة الديوانية (جنوبا)، وقالت مصادر طبية في المحافظة لـ"العربي الجديد"، إن حسن في حالة خطرة بعدما أصيب بثلاث طلقات نارية إحداها في الرأس، الأمر الذي تطلب نقله إلى مستشفى الجملة العصبية في بغداد في محاولة لإنقاذ حياته.
ووصل محافظ الديوانية زهير الشعلان إلى مكان محاولة اغتيال الإعلامي أحمد حسن برفقة قائد الشرطة في المحافظة اللواء حيدر حسن للتحقيق في الحادث.
تعدد الأطراف والجهات المسلحة
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عباس صروط إن زيادة عدد حالات الاغتيال، وعدم الاستقرار الأمني، أمور تعود إلى تعدد الأطراف والجهات المسلحة في البلاد، مشيرا في تصريح صحافي، إلى وجود جهات سياسية تحاول استغلال ذلك مع قرب موعد الانتخابات.
وأشار صروط إلى "وجود ضعف كبير في الجانب الاستخباري للقوات العراقية، ما تسبب في حدوث خروقات أمنية"، داعيا الحكومة وقوات الأمن إلى تفعيل الجهود الاستخبارية، وبذل مزيد من التحري والتدقيق من أجل الوصول إلى الخارجين عن القانون ومحاسبتهم.
وشهدت مدن البصرة والكوت وميسان والناصرية تظاهرات، ليل الأحد – الاثنين، جابت عدداً من شوارع تلك المدن. وأضرم المحتجون النار بإطارات السيارات، كما قطعوا عددا من الشوارع الرئيسة ورفعوا يافطات وشعارات مختلفة.
وقُتل أكثر من 700 متظاهر وناشط عراقي منذ انطلاق التظاهرات الشعبية في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، خلال عمليات قمع في ساحات التظاهر، تبعتها عمليات اغتيال منظّمة، وملاحقة للناشطين إلى مناطق سكنهم، كما أصيب نحو 27 ألفا آخرين جراء القمع.
وعلى الرغم من إعلانات حكومية متكررة عن تشكيل لجان تحقيق باغتيال الناشطين، إلا أن أياً منها لم يقدّم معلومات أو نتائج، لكن الناشطين المدنيين يتهمون "المليشيات الولائية"، وهي الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، بالوقوف وراء تلك الهجمات.