اتهم المتمردون في منطقة تيغراي الإثيوبية، اليوم الجمعة، الجيش الإثيوبي بشنّ ضربة بمسيّرة استهدفت مدنيين بعد أقل من 48 ساعة على إبرام اتفاق لوقف القتال برعاية الاتحاد الأفريقي في بريتوريا.
ويصادف اليوم الجمعة الذكرى الثانية لاندلاع الحرب الدامية بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وسلطات المتمردين في تيغراي، في شمال إثيوبيا.
وقال المتحدث باسم المتمردين كينديا غيبريهيوت "استهدفت مسيرة اثيوبية أمس (الخميس) مدنيين في مايشو في تيغراي"، متحدثاً أيضاً عن "قصف مدفعي على المدينة أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين".
وأكد أن "ذلك حدث بعد توقيع اتفاق السلام في بريتوريا" بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي تيغراي، برعاية الاتحاد الأفريقي.
ولا يمكن التأكد من هذه المعلومات بصورة مستقلة، لأن الجزء الأكبر من شمال إثيوبيا مغلق أمام الصحافة، وتيغراي شبه معزولة عن العالم منذ أكثر من عام.
ولم يردّ أي من الحكومة الإثيوبية والاتحاد الأفريقي على اتصال وكالة فرانس برس على الفور.
وشارك رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في اجتماع اليوم الجمعة، عرض خلاله مستشاره للأمن القومي رضوان حسين "اتفاق سلام دائماً عبر وقف دائم للأعمال العدائية" وقّع في بريتوريا، وفق شبكة "فانا بي سي" الإعلامية المقربة من الحكومة.
وحضر الاجتماع رئيسا غرفتي البرلمان، ورؤساء ولايات إثيوبيا الإقليمية ووزراء، وفق "فانا بي سي".
ورحب محللون أجرت فرانس برس مقابلات معهم بخطوة إيجابية، لكنهم أبدوا حذراً بشأن الاتفاقية، إذ تشير إلى حسن نية الأطراف في تسوية بعض النزاعات، لكنها تترك أخرى جانباً أو تَبقى غامضة بشأنها.
وقال وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل، لصحافيين في مونستر بألمانيا اليوم الجمعة، إنّ تحقيق السلام "سيكون صعباً جداً بعد الحرب المروعة خلال العامين الماضيين" في شمال إثيوبيا، مضيفاً أن "صنع السلام أصعب من صنع الحرب".
وشهد الصراع انتهاكات على نطاق واسع، وحصيلته غير معروفة، لكن مجموعة الأزمات الدولية ومنظمة العفو الدولية تصفانه بـ"أحد أكثر النزاعات الدامية في العالم".
(فرانس برس)