يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مغلقاً لبحث التطورات الأخيرة في غزة، وذلك بطلب من الكويت وبوليفيا.
وكانت الكويت التي تمثل الدول العربية في المجلس، وبوليفيا قد طلبتا عقد الاجتماع المغلق في وقت لاحق الثلاثاء، بحسب دبلوماسيين.
ووافقت الصين، التي تترأس مجلس الأمن للشهر الحالي، على عقد الاجتماع. وكان سفير بوليفيا إلى مجلس الأمن، ساشا سيرجيو لورانتي سوليز، قد قال في وقت سابق من اليوم ردا على أسئلة حول الجلسة التي دعت لها بلاده بالتنسيق مع الكويت، "نتابع عن كثب ما يحدث في غزة. ونشعر بقلق بالغ، ليس فقط بسبب التصعيد العسكري بل كذلك بسبب وضع المدنيين والحالة الإنسانية. وبالتنسيق والتشاور مع الجانب الفلسطيني، دعونا لعقد الجلسة ونعتقد أنه على المجلس مناقشة الوضع على الأقل".
حول ذلك، قال السفير الفرنسي لمجلس الأمن، فرنسوا دولاتر، ردا على أسئلة الصحافيين، إن بلاده تشعر بالقلق إزاء التطورات والعنف الذي تشهده غزة. ووصف دولاتر الوضع بأنه الأكثر توترا منذ حرب 2014. وأضاف في هذا السياق "غزة تشهد عنفا لم نر شبيها له منذ عام 2014. تدين فرنسا بأشد العبارات الصواريخ التي أطلقتها حماس ضد مواقع مدنية في الأراضي الإسرائيلية. يجب أن يتوقف الخوف الذي يعيشه سكان جنوب إسرائيل".
ولفت إلى "أنه وفي نفس الوقت يجب أن يتوقف الاستخدام المفرط للقوة ضد الفلسطينيين يجب أن يتوقف كذلك. وهو عنف غير مبرر، بغض النظر عن ارتباطنا بأمن إسرائيل وتعلمون أن فرنسا لن تساوم في ما يخص أمن إسرائيل".
وطالب جميع الأطراف بالعمل على وقف التصعيد، قائلا إن "المدنيين هم من يدفعون الثمن في حال انفجرت دائرة العنف مجددا".
من جهته، أكد فرحان حق، نائب المتحدة باسم الأمين العام للأمم المتحدة، على أن الأمين العام أنطونيو غوتيرس يتابع آخر التطورات عن كثب. وأشار حق، خلال المؤتمر الصحافي اليومي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إلى مجهودات منسق الأمين العام لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف والرامية إلى العمل مع مصر على استعادة الهدوء.
وكان ملادينوف قد كتب تغريدة على حسابه الرسمي يعرب فيها عن قلقه حول التصعيد الذي شهدته غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية ووصفه بالخطر للغاية ومتهور. وطالب ملادينوف بوقف إطلاق الصواريخ من غزة وناشد الجميع التحلي بضبط النفس.
وتجدر الإشارة إلى أن سياسات ملادينوف تميل إلى الانحياز للجانب الإسرائيلي ومن هنا امتناعه عن مطالبته الإسرائيليين وبشكل واضح وصريح بوقف عمليات القتل والتوغل والاغتيالات كما الغارات الإسرائيلية وفي المقابل الحديث عن "وقف إطلاق النار من قبل جميع الأطراف"، ومطالبته بوقف إطلاق الصواريخ من غزة.
وكان وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، قد طالب بعثة دولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، بالتقدم بطلب عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، "لبحث تطورات" العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي وقت سابق مساء اليوم، أكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، التوصل لاتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية يقضي بتثبيت وقفت إطلاق النار. وذكرت في تصريح مقتضب، أن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان ما التزم به "العدو الصهيوني".
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، عدوانها وتصعيدها ضد قطاع غزة، الذي بدأته مساء الأحد، ما أدى لاستشهاد ستة فلسطينيين وإصابة نحو 30 آخرين بجروح، ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 13، خلال اليومين الأخيرين، سبعة منهم اغتالتهم وحدة إسرائيلية خاصة، وسط تحذير فلسطيني من التمادي بالعدوان.