اتهم مجلس النواب الليبي حكومة الوحدة الوطنية بالسعي للتطبيع مع إسرائيل، مطالباً النائب العام بالتحقيق مع الحكومة بتهمة "انتحال صفة" الحكومة، على خلفية انتهاء ولايتها، في إشارة لقرار المجلس بشأن سحب الثقة منها قبل عامين.
وجاء ذلك في بيان ختامي لجلسة عقدها مجلس النواب بشكل طارئ لمناقشة لقاء وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، مع نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، في روما الأسبوع الماضي.
وأوضح المجلس، في البيان، أنه "تأكد من تورط الحكومة منتهية الولاية في لقاءات وتواصل مع الكيان الصهيوني، بهدف التطبيع مع الكيان المحتل؛ الأمر الذي تجرمه القوانين والتشريعات في ليبيا، مقابل وعود باستمرارها في السلطة وعرقلة إجراء الانتخابات".
وفيما لفت إلى أن قراره بشأن سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية "كان قراراً صائباً"، اعتبر المجلس أن "أي عمل قامت به بعد سحب الثقة فهو باطل"، وأن "الحكومة الشرعية هي الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب".
ودعا مجلس النواب الليبي كذلك جميع الدول وكذلك المؤسسات والأجهزة الرقابية والعسكرية والأمنية والمالية الليبية كافة إلى التعاون مع الحكومة المكلفة من مجلس النواب، وعدم تنفيذ تعليمات حكومة الدبيبة حتى تشكيل حكومة جديدة.
كما حث "الشعب الليبي على الإصرار على تشكيل حكومة جديدة في أقرب وقت"، معتبراً أن تشكيل حكومة جديدة "تعمل على تنفيذ الانتخابات أصبح واجباً وطنياً ضرورياً في أسرع وقت".
وطالب المجلس بالبدء في تشكيل لجنة مشتركة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة للعمل على صياغة آلية لتشكيل حكومة جديدة بالتنسيق مع البعثة الأممية.
ومن بين ما طالب به بيان المجلس، ضرورة عمل لجنة 6+6 المشكلة لصياغة القوانين الانتخابية على "عدم السماح بالترشح للانتخابات لمن ثبت تورطه في التواصل مع الكيان الصهيوني من خلال شروط الترشح بالقوانين الانتخابية".
تجدد الاحتجاجات في مدن عدة
من جانبه آخر، تجددت احتجاجات المواطنين في العاصمة طرابلس، وفي عدد من المدن الليبية رفضاً للقاء المنقوش وكوهين.
وتجمع العشرات أمام مقر الحكومة بطرابلس، للتعبير عن رفض اللقاء، مرددين هتافات ترفض التطبيع مع إسرائيل، رافعين العلم الفلسطيني، وسط تأكيدهم على الالتزام بالموقف الليبي حيال عدالة القضية الفلسطينية.
وخرج العشرات في حي تاجوراء وقطعوا الطريق الساحلي المؤدي إلى وسط العاصمة بعد إضرام النيران ووضع الحجارة في الطريق، كما خرج العشرات في أحياء أخرى بالعاصمة، مثل: الهاني، وقصر بن غشير، وقرجي، والبدري، وطريق الشط.
وتناقلت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر تجمع عشرات السيارات التي تقل مواطنين في مناطق الزاوية وصبراته غرب طرابلس، أثناء وصولهم إلى طرابلس، للمشاركة في الاحتجاجات، وسط هتافات بعضهم المطالبة بـ"إسقاط الحكومة".
كما شهدت مدن ومناطق العربان، وقصر خيار، ومصراته، وترهونة، وورشفانة، والقربولي، وقفات احتجاجية مماثلة ترفض التطبيع مع إسرائيل، ويطالب بعضها بإسقاط الحكومة.
وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، قد أقال المنقوش من منصبها، الاثنين، أثناء زيارة قام بها إلى مقر السفارة الفلسطينية بطرابلس.
ونشرت قناة "فبراير" المقربة من الدبيبة صوراً له داخل مقر السفارة الفلسطينية، وهو يرفع شعارات فلسطينية ويتحدث إلى مسؤولي السفارة.
وبحسب ما أكدت مصادر حكومية مقربة من الدبيبة لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق الاثنين، فإن الدبيبة أكد أثناء حديث جمعه مع بعض المسؤولين بالسفارة عدم علمه باتصال المنقوش بالجانب الإسرائيلي، كما أكد لهم أنه أقال المنقوش من منصبها.
وكان الدبيبة قد قرر ليل الأحد إيقاف المنقوش وإحالتها إلى التحقيق، على خلفية لقائها إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما.
وجاء قرار الدبيبة بعد بيان لوزارة الخارجية نفت فيه أن يكون لقاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي قد تضمن "أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات" بشأن التطبيع مع إسرائيل، وأن اللقاء كان "لقاءً عارضاً غير رسمي وغير مُعَد مسبقاً، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي".