- ترامب يواجه خطر الإدانة في قضية دفع المال للنجمة الإباحية، وهي واحدة من أربع قضايا جنائية، قد تكون الإدانة الوحيدة قبل الانتخابات الرئاسية 2024.
- المحاكمة تركز على شهادات تكشف محاولات إخفاء مبالغ مالية للتستر على فضائح جنسية خلال حملة ترامب الانتخابية 2016، مع استمرار تقديم الأدلة واستئناف جلسات الاستماع.
حكم القاضي، خوان ميرتشان، على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في نيويورك، اليوم الثلاثاء، بدفع غرامة بقيمة تسعة آلاف دولار، لانتهاكاته الكثيرة حرمة المحكمة، وهدده بـ"السجن" لانتهاكه أمراً صادراً عنه يمنعه من مهاجمة الشهود والمحلفين وموظفي المحكمة وأقاربهم علناً. ويأتي ذلك مع استئناف جلسات الاستماع للشهود في محاكمة ترامب بتهمة دفع مبالغ مالية لنجمة أفلام إباحية، مقابل شراء صمتها بشأن إقامة علاقة معها.
وبعد نهاية أسبوع طويلة عاد المرشّح الجمهوري للانتخابات الرئاسية لعام 2024 إلى محكمة مانهاتن بنيويورك في الأسبوع الثالث من محاكمته، المقرّر أن تستمرّ من ستة إلى ثمانية أسابيع، وتعتبر محاكمة ترامب جنائياً الأولى لرئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة.
وأعلن القاضي قراره أمام دونالد ترامب في افتتاح الجلسة، صباح اليوم، وغُرّم بمبلغ ألف دولار عن كل انتهاك ومجموعها تسعة، وهو الحد الأقصى الذي يسمح به القانون، وجاء في القرار المكتوب الصادر عن القاضي أنه "جرى تحذير" ترامب "من أن المحكمة لن تتسامح مع استمرار الانتهاكات المتعمدة لأوامرها، وأنها إذا لزم الأمر وكان مناسباً ستفرض عقوبة بالسجن".
ومنذ اليوم الأول للمحاكمة، في 15 إبريل/نيسان، طلب الادعاء من القاضي معاقبة دونالد ترامب، لا سيما بسبب تشهيره الشديد في حق ستورمي دانييلز، ومحاميه السابق مايكل كوهين الذي أصبح عدوه اللدود، وشاهداً رئيسياً ضده أمام المحكمة. وكررت النيابة العامة هذه التهمة بعد ثلاثة أيام، مع بروز سبعة منشورات جديدة على موقع "تروث سوشال" وموقع حملة ترامب.
وهاجم المرشح الجمهوري مرة أخرى كوهين، ووصفه بأنه "كذاب بالجملة"، لكنه ردد أيضاً تعليقات جيسي واترز، المذيع البارز في محطة فوكس نيوز المفضلة لدى المحافظين، مؤكداً أنه من دون دليل "يختارون نشطاء تقدميين سريين يكذبون على القاضي، ليكونوا جزءاً من هيئة المحلفين"، وغداة نشر ترامب هذا المنشور، انسحبت امرأة من بين المحلفين قائلة إنها تخشى أن يجري التعرف عليها.
أربع قضايا
ويواجه ترامب خطر الإدانة بتهمة دفع مبالغ مالية لنجمة أفلام إباحية والتي يمكن أن تصل نظرياً إلى عقوبة السجن، في هذه القضية التي تُعدّ واحدة من أربع قضايا يُحاكم في إطارها. كذلك، من المرجّح أن تكون هذه الإدانة الوحيدة التي ستصدر بحقّه قبل الانتخابات التي ستجري في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي يسعى خلالها إلى العودة إلى البيت الأبيض.
ويُلاحق دونالد ترامب بتهمة تزوير 34 مستنداً محاسبياً، يُفترض أنّها استُخدمت لإخفاء مبلغ مالي دُفع للتستّر على فضيحة جنسية محتملة خلال حملته للانتخابات الرئاسية للعام 2016، والتي فاز فيها على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وتمّ دفع مبلغ 130 ألف دولار للنجمة الإباحية السابقة ستورمي دانييلز لشراء صمتها بشأن علاقة جنسية قالت إنها أقامتها مع ترامب في العام 2006، عندما كان متزوّجاً من ميلانيا، غير أنّه ينفي ذلك.
وكما هي الحال مع مشاكله القانونية الأخرى، يقول ترامب إنه ضحية "حملة شعواء"، ومحاكمة تجبره على المثول في قاعة محكمة "باردة" بدلاً من القيام بحملته الانتخابية.
وبعد تخصيص الأسبوع الأول من محاكمة ترامب لاختيار هيئة المحلّفين، تركّزت المداولات على مدى أربعة أيام على الشهادة المطوّلة لمالك صحيفة سابق. وتحدث ديفيد بيكر (72 عاماً)، وهو الشاهد الأول الذي استدعاه الادعاء، عن مخطط يتضمن الوصول إلى أصحاب قصص كان من الممكن أن تلحق ضرراً بقطب العقارات، والحرص على عدم نشرها. وكان ذلك بعد لقائه مع دونالد ترامب ومحاميه السابق مايكل كوهن في صيف العام 2015. ولكنّ ديفيد بيكر الذي لم يحصل على المال، رفض أن يدفع المال لستورمي دانييلز عندما برزت قصّتها، واقترح على كوهن دفع المبلغ.
ومن المتوقع أن تُستأنف جلسات الاستماع للشهود في محاكمة ترامب اليوم الثلاثاء، بشهادة مصرفي سابق عمل مع مايكل كوهن. وكان هذا المصرفي قد قال إنّ كوهن طلب منه فتح حساب لشركة جديدة، وهو في الواقع حساب فارغ استُخدم لدفع المال لستورمي دانييلز. وبعد ذلك، تمّ تعويض المبلغ لكوهن في العام 2017 من قبل "منظمة ترامب"، عبر الإشارة إلى أنّ هذا التعويض هو عن "نفقات قانونية"، الأمر الذي كان وراء الملاحقة القضائية بتهمة تزوير دفاتر المحاسبة.
40 شاهداً محتملاً في محاكمة ترامب
وفي بداية محاكمة ترامب، أدرج القاضي خوان ميرشان أسماء حوالى أربعين شاهداً محتملاً، من بينهم مايكل كوهن وستورمي دانييلز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، إضافة إلى ستيف بانون الذي كان أحد الاستراتيجيين السياسيين السابقين لدى ترامب، وهوب هيكس المديرة السابقة للاتصالات في البيت الأبيض.
ويرفض ممثلو الادعاء في محاكمة ترامب الكشف مسبقاً عن الشهود، بحجّة أنّ دونالد ترامب يسعى إلى ترهيبهم كما يحاول ترهيب هيئة المحلّفين من خلال منشوراته على شبكة التواصل الاجتماعي التابعة له "تروث سوشيل". وكانوا قد طلبوا الأسبوع الماضي من القاضي، أن يحكم عليه بدفع غرامة قدرها ألف دولار عن كلّ منشور يتضمن ازدراء، وهو الحدّ الأقصى الذي يمكن فرضه في هذه الحالة. كما طالبوا بأن يذكّره القاضي بأنّ السجن يبقى "خياراً إذا لزم الأمر".
وفي السياق، أشار المدّعون إلى ثلاث هجمات جديدة من قبل دونالد ترامب، بما في ذلك هجوم على المحلّفين الذين وصفهم بأنّهم "95 في المائة ديمقراطيون" للإشارة إلى أنهم لن يكونوا محايدين. وستخصّص جلسة استماع جديدة لهذه النقطة الخميس على هامش المداولات.
(فرانس برس)