- كوهين، الملقب بـ"بيتبول" ترامب، ينقلب ضده بعد الكشف عن العلاقة في 2018، مشيرًا إلى أن تصرفاته كانت بأمر من ترامب، مما يؤدي إلى فترة سجن وإقامة جبرية له.
- شهادة كوهين تأتي في أعقاب شهادة دانيالز حول علاقتها المزعومة مع ترامب في 2006، مما يعقد الوضع القانوني والسياسي لترامب ويسلط الضوء على الصراع بينهما.
أكد المحامي السابق للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، مايكل كوهين، أمس الاثنين، أنّه كذب ومارس عمليات ترهيب نيابة عنه، وذلك خلال محاكمة ترامب بتهمة التدليس في قضية دفع مبلغ مالي لنجمة الأفلام الإباحية السابقة، ستورمي دانيالز، لشراء صمتها بشأن علاقة جنسية معه.
وتأتي شهادة كوهين بعد أسبوع صعب على صعيد محاكمة ترامب أدلت خلاله دانيالز بشهادتها التي تضمّنت تفاصيل بشأن العلاقة التي تقول إنها أقامتها معه في العام 2006، عندما التقته على هامش منافسة للغولف في جناح في فندقه، وهو ما ينفيه المرشح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية لهذا العام. وتُعطّل محاكمة ترامب التي دخلت مرحلة حاسمة، حملته الانتخابية خصوصاً أنّه يُجبر خلالها على متابعة جلسات الاستماع بصمت كلّ يوم تقريباً، منذ منتصف إبريل/ نيسان الفائت.
وكان كوهين يعدّ من الأكثر إخلاصاً للرئيس السابق، حتّى أنّه لُقّب "بيتبول" ترامب. وفي نهاية الحملة الرئاسية في العام 2016، دفع مبلغ 130 ألف دولار لدانيالز لشراء صمتها بشأن علاقتها مع ترامب. وبحسب الادعاء، فقد تمّ تعويضه المبلغ في العام 2017 على أنّه "رسوم قانونية" في حسابات شركة منظمة ترامب القابضة، وذلك لإخفاء استخدام الأموال للتغطية على العلاقة مع دانيالز. ويلاحق ترامب بتهمة تزوير مستندات محاسبية لإخفاء أثر هذا المبلغ.
"ترامب كان غاضباً جداً منّي"
وبعدما استُدعي إلى منصة الشهود، بدا مايكل كوهين (57 عاماً) متوتراً. ورداً على سؤال المدعي العام بشأن ما إذا كان قد "كذب" و"قام بتخويف" الناس من قبل، قال الشاهد مرّتين: "نعم". وأضاف المحامي تحت القسم "هذا ما كان يجب القيام به لإنجاز المهام".
وسرعان ما وصل كوهين إلى صلب الموضوع، حيث أكد أنّ رئيسه السابق كان على علم بالمدفوعات التي تلقتها العارضة السابقة في مجلّة بلاي بوي الإباحية كارين ماكدوغال، مقابل شراء صمتها. وأضاف كوهين أن دونالد ترامب طلب منه "التأكّد" من أنّ القصة "لن تنتشر". وتمكّنت هيئة المحلّفين مرة أخرى من الاستماع إلى تسجيل صوتي لمحادثة خاصّة ناقش فيها الرجلان عملية الدفع.
وفي وقت لاحق، اضطرّ كوهين إلى العودة إلى رئيسه لإبلاغه بأنّ قصة علاقة جنسية أخرى، هذه المرة مع ستورمي دانيالز، من المرجح أن يتمّ الكشف عنها، وذلك خلال نهاية الحملة الرئاسية للعام 2016. وأشار إلى أنّ ترامب "كان غاضباً جداً منّي"، مضيفاً أنّه قال له "اعتقدت أنّ الأمر تحت السيطرة... تدبّر الأمر". وتابع كوهين موضحاً أنّ ترامب أضاف "اشترِ حقوق (هذه القصة) لمدى الحياة"، ثم قال "علينا أن نوقف هذا".
كراهية شديدة
عندما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن العلاقة بين ترامب ودانيالز في العام 2018، قال مايكل كوهين في البداية إنّه دفع لنجمة الأفلام الإباحية بمبادرة منه من دون إبلاغ رئيسه. وبعدما لوحِق بموجب القانون، انقلب الرجل الذي كان يفاخر بأنّه مستعدّ "لتلقي رصاصة من أجل دونالد ترامب" ضدّ الأخير، مشيراً إلى أنّه تصرّف بناء على أوامره.
في العام 2018، اعترف كوهين بالذنب بتهمة التهرّب الضريبي والإدلاء ببيانات كاذبة أمام الكونغرس الأميركي وانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية. وترتبط الجريمة الأخيرة ارتباطاً مباشراً بدفع المبلغ لستورمي دانيالز. وفي هذا الإطار، أمضى كوهين قرابة 13 شهراً في السجن وعاماً ونصف العام قيد الإقامة الجبرية بعدما حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الكذب على الكونغرس وارتكاب جرائم مالية.
ومن المرجّح أن تثير شهادته توتراً جديداً، لا سيما أنّ العلاقة تتسم بكراهية شديدة بين ترامب وكوهين. في هذه الأثناء، جدّد محامو ترامب، الجمعة الفائت، استنكارهم لمقاطع فيديو على تطبيق تيك توك يظهر فيها كوهين وهو يرتدي قميصاً يظهر عليه الرئيس السابق واقفاً خلف القضبان. وطلب القاضي مايكل ميرشان من الشاهد وقف مثل هذه الهجمات، بعدما كان قد منع دونالد ترامب من مهاجمة الشهود أو المحلّفين.
(فرانس برس)