محاولات إسرائيلية لتبرير تصريحات نتنياهو حول الصفقة مع حركة حماس

25 يونيو 2024
بنيامين نتنياهو خلال حفل تأبين في تل أبيب، 18 يونيو 2024 (شول غولان/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إسرائيل توضح للولايات المتحدة أن تصريحات نتنياهو حول استعداده لصفقة جزئية مع حماس لا تمثل تغييراً في موقفها الرسمي، مما أثار ردود فعل متباينة في الإدارة الأمريكية.
- الولايات المتحدة تبذل جهوداً لخلق ضغط دولي على حماس عبر قطر ومصر لقبول الاتفاقية المقترحة، رغم التحديات التي تواجهها بسبب مواقف نتنياهو وحماس.
- حماس تظهر بعض المرونة بإدخال تعديلات على المقترح الإسرائيلي، لكن هناك مقاومة من كلا الجانبين للتوصل إلى اتفاق نهائي، مما يعقد الجهود الدبلوماسية ويزيد من تعقيد الوضع.

"هآرتس": الرسالة الإسرائيلية إلى واشنطن أتت بعد صدمتها من نتنياهو

نتنياهو يدرك جيداً ماهية المقترح وقد وافق عليه قبل أن يتراجع

مسؤول إسرائيلي رفيع مطلع على المفاوضات: نتنياهو لا يريد صفقة

أوضحت إسرائيل للولايات المتحدة، ليل الاثنين - الثلاثاء، أنّ أقوال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن صفقة مع حركة حماس في غزة، خلال المقابلة التي أجرتها معه القناة 14 العبرية هذا الأسبوع، لا تعكس تغييراً في موقفها إزاء هذه القضية، فيما أكد مسؤول إسرائيلي رفيع مطلع على المفاوضات أنّ نتنياهو لا يريد صفقة.

وقال نتنياهو في المقابلة مع القناة 14، إنه مستعد للتوقيع على صفقة جزئية مع حركة حماس، تتم في إطارها إعادة عدد من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، لكنه أكد التزامه مواصلة الحرب بعد انتهاء فترة الهدنة المفترضة في إطار الصفقة. وأوضحت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، أنّ الرسالة الإسرائيلية الموجّهة إلى واشنطن، جاءت بعد تعبير مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية عن صدمتهم ودهشتهم من أقوال نتنياهو، محذّرين من أنها تتسبب بضرر بالغ لمحاولات التوصّل إلى صفقة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين.

غير أنّ رسالة التهدئة الإسرائيلية هذه لم تقنع عدداً من كبار المسؤولين الأميركيين، والذين قالوا إنّ أقوال نتنياهو لعبت لصالح حركة حماس، وحسّنت وضعيتها على الساحة الدولية. وعلى الرغم من تصريحات نتنياهو العلنية التي تؤكد تملّصه من الصفقة وعرقلتها، وغضب واشنطن بسببها، تتمسك الإدارة الأميركية بأنّ حماس هي العقبة الأساسية أمام التوصل إلى صفقة، بموجب المقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن قبل بضعة أسابيع.

وأفادت الصحيفة العبرية بأنّ أحد كبار المسؤولين الأميركيين قال لمسؤول إسرائيلي كبير خلال لقاء بينهما، إنّ "حماس هي المشكلة الكبرى، لكن رئيس حكومتكم يتسبب بضرر للاتصالات (بشأن الصفقة)". وأوضح المسؤول الأميركي أنّ إدارته استثمرت جهوداً كبيرة في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، من أجل خلق ضغط دولي على حركة حماس، خاصة من خلال قطر ومصر، لقبول الاتفاقية، معرباً عن خشيته من أنّ أقوال نتنياهو ستخفف من الضغوط على حماس، وتساعدها في الادعاء بأن حكومة إسرائيل بنفسها غير ملتزمة بالاتفاق.

من جانبها، زعمت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، أنّ "حركة حماس أدخلت تعديلات على مقترح الصفقة الإسرائيلي، إلا أنّ قطر طالبتها بالتنازل عن معظمها". كما تحدثت الصحيفة عن أنّ مصدراً أمنياً إسرائيلياً مطلعاً على تفاصيل المفاوضات لم تسمّه، قال خلال جلسة مغلقة، أول أمس الأحد، إنّ نتنياهو يدرك جيداً ماهية المقترح الذي قدّمته إسرائيل، والذي كشف عنه الرئيس بايدن، وبعد أن شرح له وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر تفاصيلها، وافق على مقترح يقوده إلى مسار لا رجعة فيه، قبل تراجعه لاحقاً، بحيث تنتقل المرحلة الأولى من الصفقة الإنسانية والهدنة المؤقتة، إلى الجزء الثاني الذي يتم فيه إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الرجال، مقابل وقف نهائي لإطلاق النار، وانسحاب قوات جيش الاحتلال من القطاع، ما يعني نهاية الحرب.

وأعرب المصدر الأمني نفسه، بالإضافة إلى أعضاء آخرين في فريق المفاوضات الإسرائيلي، عن اعتقادهم أنّ نتنياهو يحافظ على نوع من عدم الوضوح بشكل مقصود، لكي لا يمنح حماس شعوراً بأنّ الصفقة مضمونة، ولكي لا يثير مواجهات داخل الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه، حتى اللحظة الأخيرة، رغم إدراكه معنى الصفقة وموافقته على اتجاهها، قبل أن يتضح خطأ هذا الاعتقاد.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإنه آمن، بالإضافة إلى مسؤولين كبار في فريق المفاوضات الإسرائيلي، طيلة الأشهر الماضية، وحتى أول أمس الأحد، بأنّ نتنياهو سيتراجع في اللحظة الأخيرة عن مواقفه المتعنتة، ويوافق على صفقة، إلا أنه اعترف بعد مقابلة رئيس الحكومة مع القناة 14 بالخطأ الذي كان عليه ورفاقه في فريق المفاوضات، ذلك أنّ "نتنياهو، وكذلك (قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى) السنوار لا يريدان صفقة"، بحسب ما نقلته "يديعوت أحرونوت" عنه.

وذكرت الصحيفة أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية وفّر لحركة حماس بصوته، أفضل تبرير يمكن أن تقدّمه للوسطاء لرفضها التوقيع على المقترح الإسرائيلي، لافتاً إلى أنّ نتنياهو، عزز الاعتقاد لدى حركة حماس، بأن كلّ الصياغات بشأن الصفقة، هي مجرد تمويه من قبله للإبقاء على مخرج يمكن لإسرائيل من خلاله الهرب مجدداً (أي من الصفقة)، والعودة للقتال في أي مرحلة.

إلى ذلك، ادعت الصحيفة أنّ قادة حماس في الدوحة، التقوا يوم الأربعاء الماضي، مسؤولين قطريين كباراً، وقدّموا لهم نسخة محدّثة وفيها مرونة أكبر لملاحظاتهم على المقترح الإسرائيلي الأخير، والذي يوصف بأنه "مقترح بايدن"، إلا أنّ "القطريين المتواجدين تحت ضغط كبير من قبل الولايات المتحدة، ليمارسوا بدورهم ضغطاً على حماس"، وفق وصف الصحيفة العبرية، "قالوا إنهم لا ينوون تسليم المقترح المعدّل إلى إسرائيل"، مطالبين "حماس بالتنازل عن كلّ التعديلات التي قامت بها"، باستثناء الأمر الرئيسي الذي يقلقها، وهو وقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، واستكمال المرحلة الثانية من الصفقة.

المساهمون