محاولات مصرية لإقناع حزب الله بعدم التصعيد ضد إسرائيل

18 اغسطس 2024
عبدالله بوحبيب ونظيره المصري، بيروت، 16 أغسطس 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **زيارة وزير الخارجية المصري إلى بيروت ومساعي التهدئة:** أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لقاءات مع مسؤولين لبنانيين لمنع تصاعد الصراع بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، مع نقل رسائل لضبط النفس مقابل وعود بجهود لوقف إطلاق النار في غزة وتحسين الوضع الإنساني.

- **ردود الفعل اللبنانية والدعم المصري:** تلقى عبد العاطي إشارات إيجابية من المسؤولين اللبنانيين حول وقف التصعيد بشرط تحقيق نتائج إيجابية في مفاوضات غزة، وأكد دعم مصر لأمن واستقرار لبنان.

- **تحليلات الخبراء حول الزيارة:** وصف الخبراء الزيارة كمحاولة مصرية لتخفيف التوتر وإظهار التضامن مع لبنان، مع الإشارة إلى التوجيه الأميركي لترتيب الوضع بعد اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر.

أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال زيارته إلى بيروت أول من أمس الجمعة، لقاءات عدة مع مسؤولين لبنانيين، في إطار المساعي المصرية لمنع تصاعد حدة الصراع بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية اغتيال القيادي البارز في الحزب فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، أواخر شهر يوليو/تموز الماضي.

رسائل مصرية إلى حزب الله

وبحسب معلومات توفرت لـ"العربي الجديد"، فإنه على الرغم من عدم تواصل عبد العاطي والوفد الذي رافقه إلى لبنان بشكل مباشر مع مسؤولي حزب الله، إلا أنه جرى نقل رسائل إلى قادة الحزب من خلال قنوات خاصة، فحواها ضرورة التزام ضبط النفس في عمليات الحزب الموجهة إلى إسرائيل، مقابل وعود ببذل جهود من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، يسمح بتحسين الوضع الإنساني وإدخال المساعدات، ويخفف الضغط على المقاومة الفلسطينية، ويمنحها الفرصة لالتقاط الأنفاس، وأيضاً وعود بتقديم "فوائد" وتسهيلات من قبل الولايات المتحدة في ملفات أخرى تخص لبنان وحزب الله.

تتضمن الوعود تقديم "فوائد" وتسهيلات من قبل الولايات المتحدة في ملفات أخرى تخص لبنان وحزب الله

وبحسب المعلومات، فإن عبد العاطي تلقى إشارات إيجابية من جانب المسؤولين اللبنانيين بشأن الرغبة في وقف التصعيد ومنع انزلاق الأوضاع نحو حرب شاملة، ولكن بشرط أن تؤدي مفاوضات غزة إلى نتيجة إيجابية توقف نزيف الدماء الفلسطينية وتمنح المقاومة فرصة لترتيب أوضاعها على الأرض، وهو ما سينعكس على الجبهة اللبنانية.

مقابل ذلك، نقل الوزير المصري رسالة إلى المسؤولين اللبنانيين تؤكد "دعم مصر أمن واستقرار لبنان ووقوفها إلى جانبه حكومة وقيادة وشعباً"، مشدداً في الوقت نفسه على "أهمية وقف التصعيد وعدم انجرار المنطقة إلى أتون حرب إقليمية شاملة"، مؤكداً أن "مصر تبذل كلّ الجهد الممكن لوقف التصعيد والعمل قدر الإمكان وبأسرع وقتٍ ممكنٍ للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، مشيراً إلى أنه "السبب الأساسي وراء التصعيد في المنطقة، وأنّه لا بدّ من التوصّل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة حتى نوقف التصعيد".

وعن هذه الزيارة، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري السفير حسين هريدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنها "تأتي محاولةً مصريةً جديدةً لتخفيف التوتر والتهدئة في المنطقة، ومن ناحية أخرى تأتي الزيارة لإظهار التضامن المصري مع لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية".

عبد الله الأشعل: زيارة عبد العاطي تأتي ضمن التوجيه الأميركي لترتيب الوضع في المنطقة بعد اغتيال هنية وشكر

في المقابل، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري السفير عبد الله الأشعل، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة عبد العاطي تأتي ضمن التوجيه الأميركي لترتيب الوضع في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر".

بدوره، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي محمد سيد أحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مصر ترغب في التهدئة وتعلم جيداً أن الأحداث أصبحت على صفيح ساخن، خصوصاً بعد اغتيال فؤاد شكر وهنية، وبالتالي، الجميع ينتظر رد الفعل، سواء الإيراني أو من المقاومة اللبنانية، وبالتالي، قد يؤدي رد الفعل إلى توسيع دائرة الحرب الصهيونية، فمن المؤكد أن الرد سيكون مباشراً ويوسع دائرة الحرب كما يتمنى (رئيس الحكومة الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو، لكن حتى اللحظة، هناك العديد من الرسائل التي تنقلها الدول المعنية بالأزمة إلى جميع الأطراف". وأشار إلى أنّ هناك "اهتماماً دولياً بلبنان في محاولة لإنهاء هذا الصراع وعدم توسيع دائرة الحرب، خصوصاً على المستوى الإقليمي".