كشف محققون في جرائم الحرب، اليوم الخميس، بناءً على أدلة جديدة، أن شبكة مكونة من 20 غرفة تعذيب على الأقل في خيرسون، المنطقة الجنوبية التي استعادتها القوات الأوكرانية في الآونة الأخيرة، "خططت لها الدولة الروسية وموّلتها مباشرةً".
ويعمل فريق العدالة المتنقلة، الذي تموّله بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مع ممثلي الادعاء العام الأوكرانيين المختصين بجرائم الحرب في جميع أنحاء البلاد وفي خيرسون منذ استعادة المدينة من القوات الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني بعد احتلالها لأكثر من ثمانية أشهر.
ولم يتسنّ لوكالة "رويترز" بعد الحصول على تعليق من الكرملين.
وكانت "رويترز" قد تحدثت عن نطاق استخدام غرف التعذيب في خيرسون في يناير/ كانون الثاني، عندما قالت السلطات الأوكرانية إن حوالى 200 شخص تعرضوا للتعذيب في عشرة مواقع. وروى ناجون عن تعرضهم للتعذيب بما شمل صدمات كهربائية وأساليب الخنق.
وفي ذلك الوقت، لم يردّ الكرملين ووزارة الدفاع الروسية على أسئلة "رويترز" بشأن ما قيل عن التعذيب والاحتجاز غير القانوني. ونفت موسكو، التي تقول إنها تنفذ "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، ارتكاب جرائم حرب أو استهداف مدنيين.
ويدعم الفريق المتنقل، الذي يسانده خبراء دوليون، مكتب المدعي العام الأوكراني لدى مراجعته لأكثر من 71 ألف تقرير عن جرائم حرب في جميع أنحاء البلاد منذ الغزو الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط 2022.
وقال الفريق الذي شكله المحامي البريطاني واين جوردش في بيان: "الأدلة الجديدة التي جمعت من خيرسون التي حُرِّرَت، أخيراً، تكشف أن غرف التعذيب موجودة بتخطيط وتمويل مباشر من الدولة الروسية".
ووصف شهود استخدام القوات الروسية للتعذيب بالصعق الكهربائي والإيهام بالغرق. وذكر البيان أن ما لا يقلّ عن ألف من الناجين من غرف التعذيب قدموا أدلة للمحققين، وأُبلِغ عن أن أكثر من 400 من خيرسون في عداد المفقودين.
وقال الفريق إن تمويل شبكة من منشآت التعذيب جزء من خطة الدولة الروسية "لإخضاع أو تغيير فكر أو قتل شخصيات قيادية مدنية أوكرانية ومعارضين عاديين".
وأضاف أن مراكز التعذيب أدارتها أجهزة أمن روسية مختلفة، بما يشمل جهاز الأمن الاتحادي الروسي وجهاز الأمن الاتحادي المحلي في خيرسون، ودائرة السجون الروسية.
(رويترز)