قضت محكمة خاضعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في محافظة صعدة، شمالي اليمن، الأربعاء، بإعدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، إلى جانب 8 آخرين، بتهمة مقتل 43 طالباً بغارة جوية للتحالف السعودي الإماراتي، والمعروفة إعلامياً بـ" حافلة طلاب ضحيان"، عام 2018.
وذكرت وكالة "سبأ" في نسختها الخاضعة للحوثيين أن "المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بمحافظة صعدة، برئاسة يحي الرزامي، قضت بإعدام عشرة من المتهمين في قضية استهداف طيران تحالف العدوان حافلة طلاب ضحيان، بينهم 6 من القيادات السعودية والأميركية".
ويتهم الحوثيون أميركا بإسناد السعوديين في الحرب المتصاعدة عليهم منذ 26 مارس/ آذار 2015، وطيلة السنوات الخمس الماضية، دأبت وسائل الإعلام الحوثية على تسمية التحالف السعودي العسكري بـ"التحالف الأميركي السعودي"، وعُقدت محاكم خاضعة لهم عدة محاكمات صورية لقيادات أميركا وبريطانيا والتحالف السعودي والحكومة اليمني.
ووفقاً للوكالة، فقد قضى منطوق الحكم بإدانة المتهمين ومعاقبتهم بالإعدام، في جلسة حضرها محامٍ تم تنصيبه عن المتهمين العشرة، فضلاً عن رئيس النيابة ووكيل النيابة.
وبحسب الوكالة، فقد "تم الحكم بإعدام 3 متهمين من الجانب السعودي يتقدمهم العاهل سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد محمد بن سلمان، وقائد القوات الجوية السعودية تركي بن بندر بن عبد العزيز".
كما قضى الحكم بإعدام 3 من الجانب الأميركي، على رأسهم الرئيس دونالد ترامب، ووزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، ورئيس أركان القوات الجوية الأميركية السابق نورتون سكوارتز.
ومن الجانب اليمني، قضى الحكم الحوثي بإعدام 4 قيادات بالحكومة الشرعية المدعومة من السعودية، يتقدمهم الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة السابق أحمد عبيد بن دغر، ووزير الدفاع الفريق محمد علي المقدشي.
ولم تكتفِ المحكمة الحوثية بأحكام الإعدام، ووفقاً للوكالة، فقد قضى منطوق الحكم أيضاً بإلزام المدانين بدفع غرامة 10 مليارات دولار لأولياء دم المجني عليهم، مع تقييد النيابة استئنافها الجزئي على هذه الفقرة.
وذكرت الوكالة أن المحامي المنصّب عن المدانين، ويدعى عبد الوهاب الفضلي، احتفظ بحق الاستئناف عن العشرة المحكوم عليهم بالإعدام.
وكانت المحكمة الحوثية قد بدأت بتحريك هذه القضية مطلع العام الجاري، بمحاكمة 61 بينهم 9 قيادات إماراتية، ولا تُعرف الأسباب التي أدت إلى استبعادهم من الأحكام الصورية التي صدرت اليوم.
وأعلنت الحكومة المعترف بها دولياً، العام الماضي، أن الأحكام الصادرة من محاكم خاضعة للحوثيين لا يعتد بها، وخصوصاً بعد نقل مقر مجلس القضاء الأعلى من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وعلى الرغم من أن المحاكمات الحوثية الصورية للرئيس الأميركي باتت مثاراً للتهكم في الشارع اليمني، إلا أن الجماعة تحاكمه أيضاً في قضية أخرى بتهمة اغتيال رئيس المجلس السياسي السابق للجماعة صالح الصماد، والذي قُتل بغارة جوية في إبريل/ نيسان 2018 بالحديدة.
وقال خبراء في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، إن المحاكمات الحوثية لترامب، وهوس الجماعة بتصوير نفسها في حرب مع الولايات المتحدة، تلقين مصدره إيران، ودعاية منسوخة من التي ينشرها النظام الإيراني منذ 4 عقود.