كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، النقاب عن مخطط جديد لإقامة حي استيطاني جنوبي القدس المحتلة، متاخم لحدود بلدة بيت صفافا، قرب حي الظهرا، على مساحة تصل إلى 38 دونماً.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن الحي الاستيطاني الجديد سيقام على أراضٍ وراء الخط الأخضر تم احتلالها خلال حرب يونيو/حزيران 1967.
وذكرت الصحيفة أن بلدية الاحتلال في القدس و"القيم على أملاك الغائبين" في وزارة العدل لحكومة الاحتلال يدفعان نحو إقرار المخطط الاستيطاني الجديد، بعد غد الأربعاء، من خلال ما يسمى لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة.
ووفقاً للصحيفة، سيتم بناء 473 وحدة سكنية استيطانية. وسيطلق على الحي الاستيطاني الجديد اسم "غفعات هشكيد"، أي "تل اللوز".
وأشارت الصحيفة إلى أن إقامة الحي الاستيطاني الجديد على تخوم قرية بيت صفافا وعلى بعد أمتار قليلة منها تأتي في إطار خطط تعزيز الاستيطان في القدس المحتلة، في الوقت الذي امتنعت فيه لجان التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال عن إقرار خطط لتوسيع الأحياء الفلسطينية في القدس، وبينها بيت صفافا، التي تعاني من قلة الأراضي، علماً أن الاحتلال صادر بعد حرب 1967 أراضي القرية بعد تحويلها إلى حي تم ضمه لبلدية القدس.
ولفتت الصحيفة إلى أن الخطوة الجديدة تتم بدفع من القيم على أملاك الغائبين في وزارة العدل الإسرائيلية عبر استغلال تعديلات في القانون تتيح تسجيل الأراضي في القدس المحتلة، وتحديداً الشطر الشرقي المحتل عام 67 في سجل الطابو، لكن المستفيد الحقيقي على أرض الواقع هم المستوطنون سواء في منطقة بيت صفافا أم في أنحاء أخرى في القدس، يدعي الاحتلال أن فيها قطع أراضٍ كانت بملكية يهود قبل نكبة عام 1948، ولا سيما في حي الشيخ جراح، حيث يجري تسهيل تسجيل هذه الأراضي في سجل الطابو من قبل الجمعيات الاستيطانية.
ويأتي الإعلان عن مخطط الحي الاستيطاني الجديد بموازاة اعتزام لجنة التخطيط والبناء في القدس المحتلة المصادقة، اليوم أيضاً، على مخطط إقامة حي استيطاني قرب مطار قلندية، شمالي القدس، يشمل بناء نحو 9500 وحدة سكنية استيطانية جديدة.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد طالب رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، خلال اتصال هاتفي بينهما، الأسبوع الماضي، بالامتناع عن بناء الحي الاستيطاني الجديد ومنع إجراء تغييرات جديدة على الأرض. وادعى بينت أن المخطط لا يزال في طور صلاحيات لجنة التخطيط والبناء ولم يصل بعد إلى إقراره من المستوى السياسي.
وكان موقع "والاه" الإسرائيلي قد أشار، أمس، إلى أن السفير الأميركي الجديد لدى تل أبيب توماس نايدس قدم أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، أمس، بدلاً من الموعد الرسمي الذي كان محدداً اليوم، أسوة بباقي السفراء الجدد لكل من الاتحاد الأوروبي وسويسرا وإيطاليا ورواندا، وذلك لتفادي تقديم أوراق اعتماده مع مداولات لجنة التخطيط والبناء في القدس المحتلة بشأن مخطط إقامة 9500 وحدة سكنية شمالي القدس.
عزل الأحياء الفلسطينية
في الشأن، أكد الباحث في شؤون الاستيطان خليل تفكجي أن المخطط الإسرائيلي الجديد بإقامة مستوطنة جديدة على أراضي بيت صفافا، جنوب القدس المحتلة، يندرج في إطار مخطط إسرائيلي لإقامة بؤر استيطانية في قلب البلدات والأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة.
وفي حديث خاص لـ"العربي الجديد"، رأى تفكجي أن الهدف الرئيس من إقامة هذه المستوطنة هو إزالة ما يسمى الخط الأخضر الذي يفصلها عن المناطق التي احتلتها عام 1967 ومحو الحدود الفاصلة بين دولة الاحتلال والأراضي الفلسطينية، إضافة إلى تعزيز وتكثيف الوجود الاستيطاني في هذه المنطقة في إطار ما يعرف بحدود القدس الكبرى، مطبقاً بذلك نظريته الأمنية الاستراتيجية، وبالتالي عزل الأحياء الفلسطينية بعضها عن بعض من خلال هذه الفسيفساء الجغرافية.
وأشار تفكجي إلى أن بيت صفافا هي نموذج لما قام به الاحتلال من تطويق للبلدة الفلسطينية بالاستيطان ثم اختراقها بالبؤر الاستيطانية، وجرت مصادرة ما تبقى من أراضي البلدة التي يمكن أن تشكل رصيداً للأهالي لبناء وحدات سكنية جديدة، حيث تعاني هذه البلدة من ضائقة سكنية كبيرة.
وتعاني بيت صفافا، كباقي الأحياء والبلدات الفلسطينية في القدس المحتلة، من نقص شديد في الأراضي للبناء. وتعمل السلطة الإسرائيلية على تطويق بيت صفافا بمستوطنات جديدة، أبرزها مخطط إقامة مستوطنة "غفعات همتوس" على أراض صادر الاحتلال معظمها من سكان بيت صفافا.